الجمعة , مارس 29 2024
الامين | الذين يقولون(نحن الدولة) تقع عليهم مسؤولية المحافظة على الدستور والقانون- الفراغ الرئاسي مسؤول عنه معظم فريق 8 آذار 4

الذين يقولون(نحن الدولة) تقع عليهم مسؤولية المحافظة على الدستور والقانون- الفراغ الرئاسي مسؤول عنه معظم فريق 8 آذار

العلاّمة السيد علي الأمين :

-معلوم حال السلطتين في لبنان:
السلطة التنفيذية لا تستطيع جمع وزرائها، والسلطة التشريعية لا تستطيع جمع نوّابها!

-الفراغ الرئاسي مسؤول عنه معظم فريق 8 آذار، والذين يقولون(نحن الدولة) تقع عليهم مسؤولية المحافظة على الدستور والقانون.

-السيد نصر الله كان واضحاً في ترشيحه لحليفه الجنرال ميشال عون، ولكنه في آلية الوصول ألقى بالغموض على الترشيح!

-من يعلن عن احترام الرأي الآخر لا يفرض مرشّحه على الآخرين خصوصاً وأنّ كلا المرشّحين من حلفائه!

-ليست انتصارات تلك التي تزيد من العداوات الطائفية والتي تحدث مزيداً من الفرز المذهبي بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة

-الإعداد الدولي لمؤتمر «جنيف3« كان ناقصاً،والمطلوب صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إلزامي لإطلاق النار

-أوافق النائب جنبلاط على نقده «الديمقراطية الإيرانية»،ولكن النائب جنبلاط هو شريك في السلطة مع حلفاء إيران في لبنان !

-الواجهة السياسية والدينية للشيعة في لبنان والعراق وإيران ألحقت الضرر بالعلاقات التاريخية بين الشيعة وشركائهم في الإوطان بسبب الخلط بين السياسي والديني والتدخل بملفات خارج الحدود


صحيفة المستقبل – الأحد 7 شباط 2016 – العدد 5632 – صفحة 3

حاوره: علي الحسيني

في ظل الفراغ الرئاسي المُستدام المرافق للأزمات المتعددة والمتنوعة التي يغرق فيها لبنان، ومنها تدخل طرف لبناني في الحرب السوريّة والإنعكاسات السلبية التي تنتج عنه، وصولاً إلى مؤتمر «جنيف 3» وبروز التعطيل الروسي – الإيراني الواضح لمفاعيل هذا المؤتمر، يؤكد المرجع الديني السيد علي الأمين في حديث الى «المستقبل»، أن «المسؤول عن الفراغ الرئاسي هو فريق 8 آذار الذي يزعم التحالف بين كل أطرافه في كل القضايا إلا في الغياب عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية«، ويُشير إلى أن «الإعداد الدولي لمؤتمر جنيف3 لم يكن بالنحو الذي يترتب عليه الولوج إلى بداية الحل السلمي للأزمة السورية ولإنهاء معاناة الشعب السوري«، مشدداً على أن «من يعلن احترامه الرأي الآخر لا يفرض مرشحه على الآخرين».

وفي ما يلي نص الحوار:

[كيف تقوّمون الفراغ الرئاسي، وما هي أسباب استمراره؟

  • مظهر الفراغ الرئاسي هو دليل على ضعف الدولة اللبنانية وعجزها عن فرض تطبيق الدستور على المؤتمنين عليه، وهذا العجز أفسح في المجال للتدخلات الخارجية من خلال الأطراف الداخلية التي تستقوي على الدولة وتعمل على فرض رؤيتها خارج القانون والدستور، وما دام هذا الضعف للدولة قائماً فسيستمر هذا الفراغ، لأن المؤسسات المطلوب منها القيام بإنهاء هذا الفراغ الرئاسي تتمثل بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، ومن المعلوم حال هاتين السلطتين عندنا في لبنان، فالسلطة التنفيذية لا تستطيع جمع الوزراء فيها، والسلطة التشريعية لا تستطيع جمع النوّاب فيها!

[من هو الفريق المسؤول عن هذا الفراغ؟

  • إن المسؤول بالدرجة الأولى عن الفراغ الرئاسي هو الفريق الذي يمتنع عن تحقيق النصاب لجلسة انتخاب الرئيس، ومعظمه يتمثل في فريق 8 آذار الذي يزعم التحالف بين كل أطرافه في كل القضايا إلا في الغياب عن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية! وتتحمل الدولة بسلطتيها التنفيذية والتشريعية المسؤولية بالدرجة الثانية لأن الدولة هي الناظمة للأمور وعلى الممسكين بمناصبها الأساسية والناطقين باسمها الذين يقولون «نحن الدولة«، تقع مسؤولية المحافظة على الدستور والقانون.

الفرز المذهبي بين أبناء الأمة ليس انتصاراً

[هل ترون وراء هذا الفراغ أسباباً واعتبارات إقليمية؟

  • لا أظن أن الإعتبارات الإقليمية هي السبب الرئيسي وراء الفراغ الرئاسي، بل السبب في معظمه يرجع إلى الأطراف الداخلية التي تريد الهيمنة على موقع الرئاسة مستفيدة من ضعف الدولة العاجزة عن تطبيق نظامها البرلماني لتحصيل مزيد من المكاسب التي تدعم سياستها المعتمدة في الداخل وارتباطاتها بالخارج.

[كيف قرأتم معادلة السيد حسن نصرالله حول ضرورة التوافق المسبق على العماد ميشال عون رئيساً وإلا لا نصاب؟

  • لقد كان السيد نصر الله واضحاً في ترشيحه لحليفه الجنرال ميشال عون، ولكنه في آلية الوصول ألقى بالغموض على قبوله بأصل ترشيحه! لأن من يريد وصول مرشّحه إلى موقع الرئاسة هو الذي يختار الآلية التي تليق بمكانة مرشّحه وهي آلية الإنتخاب المعتمدة في البلاد الديمقراطية، ومن يعلن عن احترام الرأي الآخر لا يفرض مرشّحه على الآخرين خصوصاً وأنّ كلا المرشّحين من حلفائه بحسب قوله.

[ماذا عن «الانتصارات» التي يتحدث عنها «حزب الله« في سوريا والتي لا تخلو من أبعاد مذهبية خصوصاً على خلفية فك الحصار عن نبل والزهراء؟

  • ليست انتصارات تلك التي تزيد من العداوات الطائفية والتي تحدث مزيداً من الفرز المذهبي بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة ولذلك فإننا رأينا سابقاً وما زلنا نرى ضرورة خروج «حزب الله« من القتال على الأراضي السورية خصوصاً بعد التدخل الروسي وغيره من قوى التحالف الدولي بقيادة أميركا الذي جعل الأرض السورية مسرحاً لصراع الدول الكبرى، ومع تدخل هذه الدول وجيوشها الجرّارة لم يعد من تأثير يذكر للقوى الأخرى من حزب الله وغيره سوى تحمل مزيد من الخسائر وزرع مزيد من الأحقاد والعداوات بين الطوائف والمذاهب في المنطقة وهذا ما يعود بأكبر الأخطار على مستقبل الأمة وشعوبها.

[ما دور إيران وروسيا في تعطيل مؤتمر «جنيف 3«؟

  • لم يكن الإعداد الدولي لمؤتمر «جنيف3« بالنحو الذي يترتب عليه الولوج إلى بداية الحل السلمي للأزمة السورية والذي يبدأ بوضع خارطة طريق لإنهاء معاناة الشعب السوري، وقد كان من المفروض بالمجتمع الدولي أن يدعو الأطراف المتصارعة إلى وقف إلزامي لإطلاق النار يضمنه مجلس الأمن الدولي وتتم بعده دعوة النظام والمعارضة للدخول في مفاوضات الحل السياسي برعاية دولية.

أوافق جنبلاط على نقده«الديمقراطية الإيرانية»

[النائب وليد جنبلاط تحدث عن «ديموقراطية ايرانية» تعطيلية في لبنان، هل توافقونه الرأي؟ واستطرادا كيف تقرأون الانتخابات التشريعية والرئاسية في ايران؟

  • أوافق النائب جنبلاط على نقده «الديمقراطية الإيرانية» التي قمعت الحركة الخضراء قبل سنوات في شوارع طهران وما زالت قيادتها إلى اليوم في الإقامة الجبرية والسجون! وهذا ما يكفي في إعطاء صورة عن الإنتخابات ونتائجها في إيران والتي لا يترشح إليها إلا من وافق على ترشيحه النظام! ولكن النائب جنبلاط هو شريك في السلطة مع حلفاء إيران في لبنان !

[كيف تنظرون الى الواقع الشيعي في لبنان والعالم العربي؟.

  • لم يشهد وطننا لبنان والعالم العربي مثل هذا الإصطفاف الطائفي في العهود الماضية،وقد ساهمت في وجوده الواجهة السياسية والدينيّة للشيعة في السنوات الماضية من خلال سياستها الداخلية وخلطها السياسي بالديني، ومن خلال تدخل تلك الواجهة ابتداءً من إيران ومروراً بالعراق ولبنان بملفات خارج حدود دولها كما حصل من التدخل في القتال على الأراضي السورية، فقد انعكست تلك السياسة توتراً في العلاقات بين الشيعة وشركائهم في الوطن في لبنان وفي أكثر من مكان، وهذا ما ألحق الضرر أيضاً بصفاء تلك العلاقات بين الشيعة الذين هم جزء لا يتجزأ من عالمهم العربي وبين دولهم وشعوبهم العربية.