أكد أنّ الشيعة العرب هم جزء من الأمة وولاؤهم لأوطانهم ودولهم وأنظمتهم السّياسيّة
العلامة الأمين : لست خائفاً على الشيعة في الخليج ولبنان
نحن مع الحوار الّذي نجني منه الثّمار
العلامة المجتهد السيد علي الأمين يجيب على أسئلة متعددة حول : أحداث سوريا – الوضع الشيعي- الحوار اللبناني – الوحدة الإسلامية – الإنتخابات النيابية … رسالة الى شيعة لبنان و الخليج …. المواطنية …
4- حزيران – 2012 – بيروت
*ما رأيكم فيما يحصل في سوريا من أحداث وتطورات متسارعة؟ وهل هناك خوف على الوضع الشيعي في لبنان بعد سقوط الأسد في سوريا؟
– إن ما جرى و يجري في سوريا من أحداث أليمة قد آلمنا ولا يزال وقد حصل ذلك بسبب غياب الاستجابة الحقيقية للمطالب المشروعة في الإصلاح و الحريات وبسبب اعتماد النظام على الحلول العسكرية والأمنيّة وهذا ما أدى إلى تفاقم الأمور التي قد تصل بسوريا إلى ما لا تحمد عقباه وهذا ما لا نتمنّى حصوله لسوريا وأهلها.
ولا أرى أن غياب الرئيس الأسد عن المسرح السياسي يؤثّر سلبياً في علاقات الطائفة الشيعية في لبنان مع سائر الطوائف في المنطقة وإن كان سيتأثر بذلك القيادات الشيعية وأحزابها التي ارتبطت علاقاتها بالنظام السوري وهذا ما لا تتحمّله الطائفة الشيعية التي لا تُختزل مواقفها بحزب أو تنظيم أو شخصية قيادية فهناك شريحة كبرى داخل داخل الطائفة الشيعية في لبنان ترفض سياسة ( حزب الله وحركة امل) وترفض الإرتباط بالسياسة السورية والإيرانية في المنطقة.
* بالأمس القريب كان كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة موجود في لبنان وزار عدة شخصيات وقادة سياسيين كيف تنظرون إلى هذه الزيارة ولماذا اختار لبنان؟
– يبدو من خلال الزيارة أن المبعوث الدولي أراد أن يوصل رسالة للمسؤولين اللبنانيين بأنّ الأحداث في سوريا يمكن أن تؤثر على الوضع اللبناني سلباً في حال استمرارها وتصاعدها.
* تطلق هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة السعودية بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جسرا جويا وبحريا إلى لبنان والأردن تحمل مواد غذائية وطبية للنازحين السوريين في البلدين, كيف ترون ذلك؟
– لقد تعوّدنا من المملكة العربية السعودية ومن المسؤولين فيها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله الوقوف مع الشعوب العربية والإسلامية في الأزمات والمحطّات الصّعبة ووقوفها إلى جانب إخواننا النازحين السّوريين ليس بالشيء الجديد فنحن في لبنان لم ننس تلك الأيادي البيضاء التي امتدّت من الأشقاء العرب وخصوصاً من السعودية لمساعدة لبنان في حرب تموز وما قبلها وما بعدها.
* كنتم وما زلتم من دعاة الوحدة الإسلامية ولكم قول شهير "نفرقهم صغاراً ونطلب الوحدة منهم كبارا" هل هناك من تجاوب مع هذه الدعوة؟
– هذا الكلام قلناه بالنسبة للتعليم الديني في المدارس الرسمية و الخاصة في لبنان حيث كان يتمّ عزل الطلاب عن بعضهم في ساعة التعليم الديني كلٌّ حسب انتمائه الدّينيّ فطالبنا بإنشاء كتاب ديني مدرسي مشترك يتحدّث عن المشتركات من فضائل الأنبياء وسيرة الصالحين والأخلاق الدّينيّة التي تعزّز اللحمة الوطنيّة بين كلّ مكوّنات الشّعب الدّينيّة و الطائفيّة. وهذه الفكرة في وقت طرحها لقيت استجابة من بعض المسؤولين في لبنان واتخذ قراراً بشأنها ولكن سرعان ما قامت قيامة بعض المؤسسات الدّينية ومرجعياتها من مختلف الطّوائف ورفضوا تلك الخطوة.
*هل الحوار ممكن تحت ضغط سلاح حزب الله وحكومته وغياب الرئيس سعد الحريري خارج لبنان؟
– إن الحوار إنّما يطرح في الأساس من اجل جني الثّمار وليس مطلوباً لنفسه ولذلك لا بدّ من السّعي لتوفير الآليات لنجاحه بالنّظر في أشخاصه وموضوعاته وظروفه فهناك أشخاصٌ من المدعوّين لا زالوا يرفضون ويقمعون الرأي الاخر داخل طوائفهم وأحزابهم بقوّة السّلاح غير الشّرعي فكيف يقبل هؤلاء بالرّأي الآخر من خارج طوائفهم وأحزابهم؟!.
ولذلك نحن طالبنا فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان بتوسعة الدّعوة للحوار لتشمل كلّ القوى والآراء وأن لا تقتصر على القوى السّياسيّة التي كان بعضها ولا يزال سبباً من أسباب تعطيل الحوار في الماضي.
* أين أنتم داخل الطائفة الشيعية من الثنائية الشيعية "حزب الله وحركة أمل"؟
– نحن لا توجد لدينا علاقة مع قيادات حزب الله وحركة أمل وقد انقطعت هذه العلاقة بعد أحداث السابع من أيار التي تمّ فيها اجتياح بيروت والتي كنّا قد نهيناهم عنها وبسبب مواقفنا الرافضة لسياستهم اجتاحت عناصر مسلحة من حركة أمل التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري حليف حزب الله وشريكه في أحداث السابع من آيار، دار الإفتاء الجعفري في مدينة صور ولا يزالون فيها حتى اليوم ونحن لم نرجع إلى الجنوب منذ ذلك الحين ولم نتمكّن من استرجاع مكتبتنا ومستنداتنا الشخصيّة رغم وجود الدّعاوى القضائيّة. والعلاقة لا تزال مقطوعة مع الفريقين المذكورين وهناك فئة كبيرة من الطّائفة الشيعيّة رفضت هذه السّياسة التي اعتمدها الفريقان في الدّاخل اللبناني والارتباط الخارجي بسوريا وإيران ولكن هذه الفئة الصّامتة صاحبة صوت الاعتدال لم تلق الاهتمام والاحتضان من الدّولة التي رفعوا لواء المطالبة بها والدّفاع عنها بل وقع العكس من ذلك فإنّ الدّولة لم تعترف إلا بالّذين رفعوا السلاح بوجهها وأسقطوا فاعليّتها وأعطتهم وكالة حصريّة بتمثيل طوائفهم في السياسة والوظائف والخدمات وهذا على العموم ما وقعت في كثير من الحكومات العربيّة التي اعتبرت المتطرّفين هم الممثّل الوحيد لطوائفهم وأهملت المعتدلين فيها وكانت النتيجة أنّها خسرت الاثنين معاً!.
* هل ستشاركون في الإنتخابات النيابية المقبلة في لبنان؟
– نحن لسنا بهذا الصدد ولا نسعى لذلك ولكن دورنا التوجيهي والإرشادي يتطلّب منّا توجيه الرّأي العام باتجاه اختيار وانتخاب الأشخاص واللوائح التي تعمل بصدق على قيام دولة المؤسسات والقانون وتعمل بجدٍّ من اجل تعزيز الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك بين مختلف الطوائف اللبنانية بعيداً عن الإرتباط بالمشاريع الخارجيّة.
*ما هي رسالتكم لشيعة لبنان والخليج وهل هناك من خوف عليهم؟
– إنّ رسالتنا التي عبّرنا عنها سابقاً في مرّات عديدة ونكرّرها اليوم أن الشّيعة في الوطن العربيّ هم جزء لا يتجزأ من الشعب العربي ولاؤهم لأوطانهم ودولهم وأنظمتهم السّياسيّة ويجب أن يبتعدوا عن الحركات السّياسيّة والدّينيّة ذات الإرتباط بالسّياسة الخارجة عن أوطانهم ودولهم وتطلّعات شعوبهم تحت شعارات دينيّة كولاية الفقيه وغيرها لأنّ ولاية الفقيه ليست عابرة للحدود والشّعوب والأوطان بل هي نظام سياسيّ ترتبط ولايته بحدود دولته وشعبه وروابط المذاهب والأديان بين شعب وآخر لا يجوز أن تكون على حساب الأوطان.ولست خائفاً على الشيعة في الخليج لوجود الرّوابط الدّينية والتاريخية والوطنيّة بينهم وبين شركائهم في العيش الواحد القائم على الإخاء ولذلك يجب الحفاظ على علاقة الأخوّة في الخليج والوطن العربي بين المسلمين السنّة والشّيعة وسائر المكوّنات الدّينيّة و الثقافيّة وتعزيز دور المواطنيّة في سائر المؤسّسات والدّوائر وبذلك نُحبط الكثير من المؤامرات الهادفة إلى زرع بذور الفرقة والشّقاق بين أبناء الأمّة الواحدة.