علينا التفكير وطنياً في بناء الدولة والمؤسسات
مفتي صور وجبل عامل العلاّمة السيد علي الأمين لـ اللواء الاسلامي :
علينا كمسلمين ومسيحيين أن لا نفكر مسيحياً أو إسلامياً وإنما يجب أن نفكر وطنياً
٢٠٠٦/٢/٢٤/
3- دائما نشدّد على الّصيغة اللبنانية كنموذج للعيش المشترك في المنطقة والعالم، فما هو المطلوب إسلامياً ومسيحياً للحفاظ على هذه الصيغة؟
– إنّ صيغة العيش المشترك تعتبر نموذجاً راقياً وحضارياً في عالم العلاقات الانسانية لأنها تقوم على مبادئ العدل و المساواة بين البشر ونبذ الفوارق في الأعراق والمذاهب و الأديان وهي من المبادئ التي تسالم العقلاء في العالم على رفعة شأنها وسموّ قدرها وهي لا تزال الميزان و المعيار في صحة الأفكار والأنظمة السياسية والعلاقات الاجتماعية وقد حمل لبنان هذه الصيغة في المنطقة وكان المبشر بها في العالم ولذلك كان لبنان أكبر من وطن إنه رسالة للعالم الّذي يعاني من الصراعات كما جاء في كلام قداسة البابا الراحل عندما زار لبنان في أواخر القرن الماضي· ولكن هذه الرسالة تحتاج إلى الرسل والمبشرين كما كان هو حال الرسالات السماوية فإنها وصلت إلينا من خلال الرسل والمبشرين والذين يحملون هذه المهمة هم اللبنانيون مسيحيين ومسلمين فلا يمكن أن نقنع العالم بجدوى هذه الصّيغة إن لم نكن لها النموذج الأمثل فيما تعنيه من شراكة حقيقية في الآمال والآلام وفي المشاريع السياسية وغيرها ومن قبول بالآخر كما هو ومن تعاون وطيد على صيانة الوطن وبناء الدّولة المدنيّة التي تحقق العدالة للجميع في إطار حفظ وصون الحريات السياسية و الدينية ولذلك يجب علينا كمسلمين ومسيحيين أن لا نفكر مسيحياً أو إسلامياً وإنما يجب أن نفكر وطنياً وإنسانياً في عملية بناء الدولة الحاضنة والممثلة للجميع بحيث تكون هي المسؤولة عن الجميع ومسؤولة أمام الجميع من خلال مؤسساتها القانونية والدستورية ويجب أن تكون علاقات الطوائف في الداخل و الخارج من خلال الدولة ومؤسساتها·