كفالة الأيتام والصدقة على الفقراء
عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:” خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت فيه يتيم يساء إليه “، ثم قال: ” أنا وكافل اليتيم في الجنة “.
إن المعنى الشرعي لكفالة اليتيم هو القيام بتربيته وإصلاح أمره وجعله جزءاً من عياله،وقد جاء في القرآن الكريم عن كفالة السيدة مريم عليها السلام (وكفلها زكريّا)، وقد أطلق على أبي طالب أنه كافل رسول الله (ص) وكان جزءاً من عياله، وقد حثّت الشريعة على الصدقة وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، وقد ورد أن الصدقة عندما تقع في يد الفقير تقع في يد الرب، وفي ذلك حثّ على التواصل المباشر بين الأغنياء والفقراء وليس من خلال واسطة لم يعطها الفقير واليتيم وكالة بقبض المال عنه،فقد قال الله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) ولم يقل هي للوسطاء ولا للذين ينصبون أنفسهم عنهم وكلاء !
والحكمة من التواصل المباشر حصول التراحم بين الأغنياء والفقراء في مجتمعات القرية والمدينة وبين الجار وجاره وأهل محلّته،وقد ورد عن الإمام زين العابدين أنه كان يحمل الصدقات على ظهره ويذهب إلى بيوت الفقراء بنفسه.
ولذلك فإن المال الذي يوضع في الصناديق المنتشرة في البيوت والحوانيت والمؤسسات لا ينطبق عليها عنوان الصدقة على الفقير ولا عنوان كفالة اليتيم.نعم ينطبق عليها التعاون مع تلك الجهات والجمعيات التي تعود إليها الصناديق والمساعدة لها في القيام بتلك الأعمال الخيرية. والله سبحانه وتعالى هو العالم بحقيقة الأحكام عليه التوكل وبه الإعتصام.