دولة العراق والشام بين أبي بكر البغدادي
والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم
وَنُودِيَ في الْعِرَاقِ بِكُمْ فَهُبُّوا
لِتَلْبِيَةِ الْمُنَادِي طَائِعِينَا
هُنَاك غَدَا أَبُو بَكْرٍ عَلَيْكُمْ
بِدَعْوَتِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَا
وَإِنْ أَنْتُمْ خِلَافَتَهُ رَفَضْتُمْ
فَقَدْ صِرْتُمْ رَوَافِضَ مُشْرِكِينَا
إِذَا شِئْنَا قَتَلْنَاكُمْ جميعاً
فَلَسْتُمْ إِذْ رَفَضْتُمْ مُسْلِمِينَا
فَيَا عَجَبَاً لِمَنْ يَرْضَى بِوَالٍ
بَغَى في الْأَرْضِ يَهْوَى الْمُجْرِمِينَا
_________
أَتَدْعُو لِلْخِلَافَةِ في فِعَالٍ
سَبَقْتَ بِهَا الْبُغَاةَ الْمُفْسِدِينَا
وَأَهْلُ الرَّأْيِ لَمْ يُدْلُوا بِرَأْيٍ
وَغَابُوا عَنْ عُيُونِ النَّاظِرِينَا
قَتَلْتَ الْأَبْرِيَاءَ بِغَيْرِ جُرْمٍ
وَرَوَّعْتَ الشُّيُوخَ الطَّاعِنِينَا
وَقَدْ أَصْبَحْتَ عِنْدَ النّاسِ وَحْشَاً
مَرِيدَاً يَحْمِلُ الطَّبْعَ الْمُشِينَا
وَأَعْطَيْتَ الْخِلَافَةَ صُورَةً لَمْ
تَرِدْ في سُنَّةٍ لِلرَّاشِدِينَا
خِلَافَتُهُمْ لَهَا الشُّورَى شِعَارٌ
وَتَطْلُبُ بَيْعَةً بِالسَّيْفِ فِينَا!
فَهُمْ كَانُوا على عِلْمٍ وَعَدْلٍ
وَسَارُوا في سَبِيلِ الْمُصْلِحِينَا
وَهُمْ رَفَعُوا لِوَاءَ الدَّينِ حَقَّاً
وَهُمْ صَنَعُوا لَنَا الْأَمْجَادَ حِينَا
وَأَنْتَ أَتَيْتَ في الإسلامِ بِدْعَاً
فَقَدْ أَكْرَهْتَ قَوْمَاً آمِنِينَا
سَبَيْتَ لَهُمْ نِسَاءً وَالْأُسَارَى
بِهِمْ أَغْضَبْتَ كُلَّ الْعَالَمِينَا
قَطعْتَ رُؤوسَهُمْ لَمْ تَرْعَ عَهْدَاً
وَلَا وَعْدَاً وَمَا كُنْتَ الْأَمِينَا
___________
جَرَائِمُ مَا سَمِعْنَا عَنْ مَثِيلٍ
لَهَا إِلَّا بِعَصْرِ الْغَابِرِينَا
بِهَا شَوَّهْتَ دِينَ اللهِ عَمْدَاً
وَتَأْتِينَا بِثَوْبِ الْوَاعِظينَا !
فَلَا إِكْرَاهَ فِي الْقُرْآنِ نَهْيٌ
وَقَدْ خَالَفْتَ قُرْآنَاً مُبِينَا
وَشَرْعُ اللهِ يَأْمُرُنَا بِحِفْظِ
الْأَسِيرِ وَأَنْ نُكَرِّمَهُ يَقِينَا
أَتَبْغِي أَنْ تُفَرِّقَنَا بِمَا قَدْ
جَنَيْتَ وَتَزْرَعَ الْحِقْدَ الَّلعِينَا
فَسَوْفَ يَخِيبُ سَعْيُكَِ في بِلَادِي
لِأَنَّا أُمَّةٌ تَحْمِي الْعَرِينَا
لَقَدْ عِشْنَا مَعَاً في الشَّرْقِ دَهْرَاً
وَلَنْ نَرْضَى بِغَيْر الْحُبِّ دِينَا