آية الله السيد علي الأمين وتمثيله للشيعة في المؤتمرات الفكرية الدولية
كتب : قاسم شرف الدين
لا تجد منصفاً في الوسط الحوزوي العلمي في العالم لا يعرف القدرات الفقهية والأصولية التي استجمعها الفقيه المجاهد آية الله السيد علي الأمين، وقد تخرج على يديه مئات علماء الدين في المراحل المختلفة بين النجف الأشرف وقم المشرفة ومشهد السيدة زينب عليها السلام في دمشق والمعهد الشرعي الإسلامي في بيروت ومعهد الدراسات الإسلامية ودار الإفتاء الجعفري في مدينة صور في الجنوب اللبناني ومنزله المؤقت في بيروت.
وبالرغم من مواجهته للفتنة بين الشيعة سنة 1988 وما تلاها من تبعات ومواقف سياسية معتدلة حافظت على التوازنات التي لولاها لذبح في تلك الفتنة عدد أكبر من المغرر بهم المظلومين والظالمين في آنٍ معاً وذلك في القتال الضروس والشرس اللئيم الذي حصل يومها لثلاث سنين بين حزب الله وحركة أمل والذي قُتل فيه قرابة الثلاثة آلآف شيعي وجرح ما يقرب من عشرة آلآف.. غير البيوت التي هُدمت والأملاك التي خُرِّبت والسيارات التي أُتلفت والأعراض التي هُتكت والنساء التي سبيت والأطفال التي شُرِّدت .. وهذا غير التمثيل بالجثث وهتك المساجد والحسينيات والمحجبات وغير التطاول على العلماء والفقهاء والمرجعيات الدينية جميعاً وغير التكفير والتفسيق الذي طال أكثر الشيعة بين بعضهم البعض ! وقد أراد السيد الأمين يومها أن يقف الموقف الذي يعطي فيه للفريق الأضعف دينياً الحصانة الدينية لأن الفريق الآخر تحصَّن بالفتوى لذبح الفريق الأضعف دينياً .. هذه الفتوى التي لولا مواقف السيد الأمين لأكلت يومها الأخضر واليابس ولانجرَّت الفتنة إلى زمن قريب..
ففي زمن التدريس الحوزوي أبدع السيد الأمين في عطائه الفقهي والأصولي ليخرِّج مئات علماء الدين المحصِّلين حوزوياً في زمن أفرغت الأحزاب الشيعية العمامة من محتواها العلمي فصرت ترى معممين بالزي الكامل مع القليل من العلم ! لا لشيء سوى لأن لهم غطاء يظللهم من الحزب الفلاني والحركة الفلانية..
وفي زمن المواقف السياسية حافظ السيد الأمين على التوازنات إبَّان الفتنة بين الشيعة.. وبعد حرب تموز 2006 والتي جرَّت البلد لما يهوى فريق من الشيعة وكادت أن تحدث الفتنة بين الشيعة وكل اللبنانيين وقف السيد الأمين في الصف المقابل ليسحب فتيل المواجهة بين الشيعة وبقية الطوائف والفئات والقوى السياسية اللبنانية التي كانت تتهم الشيعة بالتسبب بدمار لبنان من خلال احتكار قرار الحرب لدى فريق من الشيعة.. فحافظ السيد الأمين بموقفه من حرب تموز 2006 على التوازن مرة أخرى وسحب فتيل الانفجار العام الذي كان يهدد السلم الأهلي.. ولم ينل كل الذين لم يفهموا البعد السياسي والاستراتيجي لمواقف السيد الأمين لم ينالوا بشتائمهم وسبابهم لم ينالوا من علياء السيد الأمين فهو ما يزال في موقعه العلمي الفقهي والأصولي.. وقد ترجم ذلك مؤخراً بطباعة موسوعته الأصولية على متن كتاب كفاية الأصول الذي اشتهر السيد الأمين بقوته في تدريسه مستقلاً وتدريس بحث خارج الأصول على متنه بين الحوزات .. وما يزال السيد الأمين كذلك يحافظ على موقعه الفكري من خلال إصداراته الفكرية وحواراته الإعلامية وخطبه المهرجانية ومشاركاته في المؤتمرات الدولية التي كان أبرزها مؤتمرات الأزهر الشريف في القاهرة وفي السعودية وفي الإمارات وموسكو حيث التقى والتقط الصور إلى جنب الرئيس الشيشاني الذي انتشر له ڤيديو منذ مدة وهو يتقلب على باب بيت السيدة الزهراء عليها السلام في المدينة المنورة حين استجاز السلطات لفتح بيت السيدة الزهراء عليها السلام والتشرف والتبرك بأعتاب بابها.. وقد مثَّل السيد الأمين بكل هذه اللقاءات الفكرية الطائفة الإسلامية الشيعية خير تمثيل وفرض حضورها في هذه الأندية الدولية.. كما فرض السيد الأمين بطروحاته الملفتة فرض اعتراف علماء الأديان والفرق بإيمان الشيعة وتوحيدهم وعقائدهم الحقة وفقههم الذي لا نظير له.. وقل ما تجد بين علماء الشيعة الآن من يستطيع لعب هذا الدور .. فهل سيعترف الخصوم السياسيون بهذه الفضيلة..