إخوانيات
بيني وبينـكَ ، لا دينٌ يبـاعدُنا
ولا حـدودٌ ولا بيدٌ ولا سفرُ
الأستاذ إدمون آدم
بيني وبينك َ دربُ الودِّ يُختصرُ /
يا سيّدٌ ، جامعانا الشعرُ والفِكَرُ
لمّا قرأتُكَ أغنَتْ خاطري صُوَرٌ /
وراحَ يسكُنُ في أفكاريَ القمرُ
وضجَّ في مقلتي شوقٌ إلى أفُقٍ /
لم يسْـتَبنْهُ على أبعادِهِ النظَرُ
بيني وبينَكَ قولُ الحقِّ يجمـعُنا /
وموقفٌ بحِجى الإنسانِ يأتَمِرُ
رحابُنا الضوءُ لا حُدّتْ له أُطُرٌ /
وهل تحدُّ حدودَ الأنجمِ الأُطُرُ ؟
بيني وبينـكَ ، لا دينٌ يبـاعدُنا /
ولا حـدودٌ ولا بيدٌ ولا سـفرُ
فنحـنُ يجمعُنا الإيمـانُ ننهَـلُه /
من كوثرِالعقل، والإنسانُ والعِبَرُ
ونحـنُ يجـمعُنا لبنانُ موطنُنا /
وأنْ نـراهُ بثـوبِ العزِّ يأتزرُ
ونحـنُ يجـمعُنا حـبٌّ لدولتنا /
وأنْ نراها على الإنصافِ تقتدرُ
مارستُمُ الحكمةَ السمحاءَ في وطنٍ /
وجودُه بسَـمُوحِ الفعلِ يزدهرُ
وقلْتُمُ القـولةَ العصماءَ في زمنٍ /
تهيّبَ القـولَ فيه النُخبةُ القُدُرُ
أنـا وأنـتَ رفيقا غربةٍ كَتَـبَ الحِجى /
على صفحَتَيْها ما تشي الصورُ
مجـنّحانِ ، وقـد أغوتْهُمَا قـمَمٌ /
عـلى جناحيْهما من صُلبِها أثَرُ
تعوّدا ، في جوارِ اللهِ ، منتجـعاً /
يطيبُ فيه الهدى والظـلُّ والثمرُ
فيغـرفانِ نديّاً مـنْ ذخـائرِهِ /
ويهنأانِ ، فـلا هـمٌّ ولا كَـدَرُ
أنتَ القريبُ من الوجـدانِ تسكنُه /
كـما يُساكنُ قلبَ الوردةِ العُطُرُ
أنتَ النديُّ كما وجْهُ الضُحى وعلى /
ضُحى حِجاكَ نديُّ النورِ يُعتَصَرُ
أنتَ الغنيّ بما أُغنيتَ من شـيمٍ /
وفـي فعـالِكَ من آياتِها سُـوَرُ
أنتَ العليُّ بما أُوتيتَ من كِـبَرٍ /
فـي كـلّ وقفةِ عزٍّ منكَ تَبتدرُ
أنتَ الأمينُ على ذخْرِ الهدى فعلى /
يدَيْكَ ذُخْرُ الهُـدى يغلو وينتشرُ
فكنتَ خيرَ الألى طابت فعـالهُمُ /
وفيـكَ خيرُ الذي تغلو به البشرُ
فكيفَ لي أنْ أفيكَ القولَ ويحَ فمي /
أنا السواقي وأنتَ البحرُ والدُرَرُ
يا سيّدٌ ، هوَذا عمـري يسـابقني /
فمَنْ يفوزُ ؟ أنا أمْ إنّـه العُمُرُ ؟
قد كـان يملأني توقٌ لكـلّ هوىً /
كأنَّ قلبي الشذا والروضُ والزَهَرُ
تعـوّدَ الحـبّ مذْ غنّى به نَبَضٌ /
وما ونى عن عزيفٍ عندَهُ وَتَرُ
” بالأمسِ كنتُ فتـىً بالبأسِ يدّثرُ” /
ما همّني مطمحٌ ،ما عاقني سَفَرُ
واليومَ صرْتُ كأنّ الخوفَ يدهمني /
فأزدريـهِ لـحينٍ ، ثمّ أندَحِـرُ
أدمون آدم (18 تموز 2010)