الجمعة , مارس 29 2024
الامين | أدعية الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع)

القرآن الكريم ومصحف فاطمة

القرآن الكريم ومصحف فاطمة

13-8-2008

جريدة اللواء: هناك قضية مفصلية وهي تحريف القرآن الكريم الذي يقول به بعض أئمتكم هل تحدثنا عن هذه القضية من وجهة نظرك؟ الشيعة تقول بمصحف فاطمة، هل هناك مصحف بهذا الأسم لديكم غير مصحفنا الذي نتداوله ونعرفه؟

العلاّمة السيد علي الأمين: إن القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على نبيه محمد بن عبد الله وهو الموجود بين أيدي المسلمين بدون زيادة ولا نقصان فهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وقد بلّغه الرسول بتمامه وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى هذا ما يعتقده المسلمون الشيعة قولاً واحداً وهذا ما كان عليه أئمة أهل البيت في شتى الأعصار ومختلف الأمصار وإذا وجدت بعض الروايات تنقل خلاف ذلك فهي باطلة ومردودة لأن أئمة أهل البيت قد ثبت عنهم القول (بأن ما خالف قول ربنا لم نقله) (وكل حديث مخالف لكتاب الله هو مردود وزخرف باطل) ورواياتهم بهذا المعنى متواترة، وليس للمسلمين الشيعة من كتاب منزل من عند الله على رسول الله غير القرآن الكريم·

وأما ما يقال عن وجود مصحف لفاطمة عليها السلام فهو مما لم أعثر على نسخة منه ولا هو موجود بين أيدينا ولم نقرأه في حوزاتنا العلمية ومدارسنا الدينية ولم نجد فيها من مصاحف غير القرآن الكريم المنتشر في كل بيوتنا وأماكن عبادتنا وهو المعروف والمسمى بمصحف عثمان برواية حفص عن عاصم وهو المطبوع مراراً في المملكة العربية السعودية والمنشور في كل البلاد الاسلامية، وهناك مؤلفات عديدة في تفسير القرآن الكريم لعلماء كثر من المسلمين الشيعة منذ مئات السنين ليس في آياته زيادة أو نقصان عن النسخ الحالية للقرآن الكريم·

ولا يوجد لديهم تفسير واحد لمصحف فاطمة الذي قد يكون المقصود منه الأدعية والأوراد والأذكار التي كانت تقوم بها في عباداتها، ولعل منشأ الدعايات في الماضي كان من قلْة الإطلاع الذي يعود لأسباب مختلفة كانت تمنع من حصول التواصل العلمي بين مختلف الأطراف·

 

من مقابلة في جريدة اللواء اللبنانية 12-08-2008