السبت , مارس 22 2025
الامين | رفض قرار الحكومة سحب الجيش اللبناني من قرية طيردبا-قضاء صور-

الإمامة السياسية والإمامة الدينية : محمد وهبي – طالب علم – أستراليا

محمد وهبي – طالب علم – أستراليا

سماحة اية الله العلامة المجتهد السيد علي الامين (حفظه الله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ظل القراءة والنظر والقناعة والتسائل في بحث سماحتكم عن فصل الامامة الدينية عن الخلافة السياسية والذي استدليتم عليه بنصوص من كتاب الله وسنة نبيه عليه افضل الصلاة والسلام وسيرة الائمة الاطهار عليهم السلام في كتاب سماحتكم القيم “السنة والشيعة امة واحدة, اسلام واحد واجتهادات متعددة” ياتي بعض من المثقفين ويسالوا سماحة السيد علي الامين حفظه الله : ان مصطلح “السياسة” اليوم والذي هو بلا شك حديث التسمية والمصطلح لم يكن معروفا بهذه الشكلية في القرون الماضية اي في الصدر الاول من الاسلام الى حين وفاة النبي الاكرم صلى الله عليه واله وحتى بعد وفاته, والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كانت السياسة (تنظيم شؤون الناس) منفصلة عن الدين (الذي جاء لينظم شؤون البشر) في ظل حكم الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم وهل الخلفاء انفسهم كانوا يعرفون رغم شرعية حكمهم ان السياسة شيء والدين شيء اخر؟ وان من المعلوم ان القران الكريم “دستور حياتنا” فكيف يمكن لله سبحانه وتعالى ان لا يبين لنا تنظيم شؤوننا الدنيوية اي في الحكم وعبر الولاية السياسية؟ واخيرا هل كان الامام علي ينظر الى حكم الخلفاء على انه حكم سياسي منفصل عن الدين؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جواب سماحته:

بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزنا الموفق محمد وهبي حفظه الله. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ليس المقصود من الفصل بين الإمامة الدّينيّة والإمامة السّياسيّة الحديث عن الفصل بين الدّين والسّياسة في ذلك الزّمان وإنّما المقصود هو الحديث عن القيادة في النّظام السّياسي الّذي أرسى قواعده الرّسول محمّد (ص) هل هي قيادة تٌشخّص و تحصل بالتّعيين من النّبي (ص) في حياته لملأ الفراغ القيادي بعد وفاته أم هي قيادة يترك الأمر في اختيارها لآراء النّاس؟ وحينئذٍ تكون تلك النّصوص الدّينيّة الواردة في الإمام علي (ع) ناظرة إلى إمامته في الدّين وليست ناظرة إلى تعيينه الفعليّ لإدارة البلاد وشؤون العباد بعد وفاة رسول الله (ص). وهذا الذي ذكرناه لا علاقة له بالحديث عن طبيعة النّظام ليقال بأن الفصل بين الدّين والسّياسة لم يكن معروفاً في حينه.
فالمقصود من الفصل بين الإمامة الدّينيّة والسّياسيّة في كلامنا هو الفصل بين المكانة الدّينيّة وبين الإستلام الفعلي للحكم والإدارة في النّظام في تلك المرحلة وقد مثّلنا لذلك بإمامة النّبي إبراهيم عليه وعلى نبيّنا أفضل الصّلاة والسّلام مع أنّه لم يكن في موقع الحاكم الفعليّ للمجتمع في زمانه. كما هو الحال في زماننا مثلا في العراق حيث يوجد مراجع للدّين ولكنّ الحاكم السّياسيّ للبلاد هو غير المراجع الدّينيّة.

شارك المعرفة وانشر