الإثنين , يناير 20 2025
الامين | الامام الحسين يريد منا القلوب البيضاء

ألا يريد منك الحسين أن تتظاهر من أجل لقمة عيش الفقير؟ أم يريدك أن تتظاهر ضد حكومة بادت قبل مئات الأعوام؟

ألا يريد منك الحسين أن تتظاهر من أجل لقمة عيش الفقير؟ أم يريدك أن تتظاهر ضد حكومة بادت قبل مئات الأعوام؟
قال الأمام الحسين قال “إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي”.
يوجد قضية هي قضية العدالة للشعب التي ينبغي أن يحميها ويحافظ عليها ويكافح من أجلها.
أما أن يخطط الإنسان للموت، ما أسهل أن يخطط الإنسان للموت. لا يريد أن يقاتل الإمام الحسين بأولاد الناس، مثل البعض الذي كان دائما يرسل أبناءه إلى أرقى الجامعات، وطبعا هو كان يخوض معارك التحرير عبر الإعلام وغيرها.
وإذا قيل لهم تظاهروا من أجل حكومة حاضرة رفعت الأسعار وفرضت الضرائب وانعدمت فيها فرص العمل، والفساد كثير فيها والهدر … تراهم لا علاقة لهم بالتظاهرات!!! هل هذا يريد الحسين؟ أهداف الإمام الحسين خرج من أجل الناس.
الآن تسمعون هذه الأيام أن أكثر الإخوان الذين يصعدون المنبر من نواب ومن علماء، يحولون قضية كربلاء على أميركا والخارج، هذا جيد ، ولكن يا أخي ثورة الإمام الحسين هي قامت في الأصل ضد الظلم الداخلي. إسرائيل دولة غاصبة معتدية ظالمة تقتل الناس الأبرياء وتسفك الدماء ظلماً وعدواناً، ولكن نحن لا نستطيع التفريق بين ظلم خارجي وظلم داخلي.
أنت إذا أردت أن تكون حسينيا، لا تستطيع أن تقول بأن ظلم إسرائيل مرفوض ونريد محاربتها، وتترك الظلم الواقع على الفقير ،ولا تسعى إلى تحصيل حقه! أليس هذا ظلماً، هذا ليس منطقياً. الظلم أمة واحدة، ذات رسالة فاسدة.
إذا وقعت المأساة للنساء والأطفال، يعني نحن إذا جنبنا المأساة نساءنا وأطفالنا، ألا نكون حسينيين؟
أن تكون حسينيا، أن تحمل الأهداف التي انطلق من أجلها الأهداف التي انطلق من أجلها الإمام الحسين، وهي الإصلاح في الأمة.
فئة ثرية لها كل الضمانات ، وفئة مستضعفة ليس لها أية ضمانة، هل هذا ما يريده الإمام الحسين؟ لا، الحسين يريد منا أن نحقق الأهداف التي انطلق من أجلها.
يريد منا أن نكون متآخين في الله، أن نكون متعاضدين متضامنين، من أجل إحقاق حق في الحاضر، وإبطال باطل في الحاضر، وليس أن نذهب إلى الماضي، الماضي انتهينا منه.
الحسيني هو الذي يسعى من أجل أن يحقق العدالة لشعبه وأمته ومجتمعه ووطنه.
“ألا وإن الدّعي بن الدّعي، قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلّة”، إما أن تصبر على حرّ السيف، أو تعطي فتوى بشرعية النظام، هذا النظام الذي يقتل، وهذا النظام الذي يصادر الحقوق والأرواح والمتتلكات، والذي خالف إجماع المسلمين، عليك أن تأتي أنت يا حسين وتبايع هذا النظام وتعطيه فتوى بشرعية النظام، الإمام الحسين قال أبدا نحن لا نعطي فتوى بشرعية النظام، إذا أراد هذا النظام أن يقتل، فليقتل باسمه، لا يصح أن يقتل باسم الله وبعدها باسم الحسين وباسم الدين، “ألا وإن الدّعي بن الدّعي، قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وأرحام طهرت، ونفوس أبيّة وأنوف حميّة، لا تؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام”.
هذه هي القضية التي استشهد الإمام الحسين من أجلها، هي قضية الناس، قضية الحرية والعدالة والكرامة، من أجلها ثار الإمام الحسين سلام الله عليه، وكانت الأهداف إصلاحا في الأمّة.

العلاّمة السيد علي الأمين -2000م

شارك المعرفة وانشر