التحريض على الجريمة بحق العلاّمة السيد علي الأمين
يخوض السيد حسن الامين نجل العلامة السيد علي الامين في حقيقة حملة “حزب الله” المركزة والممنهجة على والده منذ قبل العام 2006 وبعد حرب تموز. حيث شنت حملات عسكرية وامنية وحوصر دار الافتاء الجعفري في صور. وهُجّر هو وعائلته من الجنوب بقوة السلاح، فلم يُوفر منزله وصودرت مقتنياته ومكتبته بسبب رفضه لسياسات الاملاء والامر الواقع التي يمارسها “حزب الله” على الشيعة في الجنوب ولبنان. كما يتطرق الى حملة الافتراءات الظالمة وتشويه السمعة والنيل من قامة فقهية ودينية وحوارية اسلامية وشيعية، يشهد لها القاصي والداني بحكمتها وعلمها وفقهها وانفتاحها.
وبعدُ أقول أن الوالد العلاّمة السيد علي الأمين وهو من سعى ويسعى لإطفاء الفتن المذهبية المتنقلة في لبنان والعالم العربي والإسلامي، وعمل ويعمل على مدّ جسور الأخوة بين المسلمين و المسيحيين، و بقي يحمل معوله ليهدم الحواجز المصطعنة بين اللبنانيين .. وهذا أمر يقرُّ به الكثيرون من اللبنانيين وفي العالمين العربي والإسلامي حتى منهم ممن يخالفونه في الرأي ويكابر على ذلك آخرون.
وأما الادعاء على العلاّمة الأمين بإثارة النعرات الطائفية وإثارة و تحقير الشعائر الدينية فإنّه مما يضحك الثكلى والصغير والكبير على مدى العالم العربي و المسيحي والإسلامي.
أخرج والدي من الجنوب منذ اثني عشر عاما من الجنوب بقوة السلاح وصودرت مكتبته وكتبه وبقي القضاء ساكتاً!
لحقيقة ما حصل ويحصل على مدى شهور من تحريض مباشر على سماحة الوالد العلاّمة السيد علي الأمين، هو أمر دبر في ليل، وهو تحريض على الجريمة بحقه وهو تعدّ على اللبنانيين الأحرار، الذين يحلمون بوطن ودولة ومؤسسات، في أبشع صورة تشويهية وتوريط للقضاء والمؤسسات، لم يشهدها لبنان في تاريخه الديني والأخلاقي والسياسي، حيث يتعرض لأشرس حملة تشويهية من قبل ظلاميين، تحريضاً ممنهجاً على الجريمة.
وكان يفترض في الأصل أن لا يقبل القضاء الخضوع للتحريض الممنهج على الجريمة الذي استمر على فترة شهور بحق سماحة الوالد، بل أن يكون مانعاً لهذا التحريض الممنهج على الجريمة والتحريض المؤدي الى الجريمة والجريمة من أصلها.
خطاب الكراهية
لقد ربيت وتعلمت في بيت أبي أن أؤمن أن حق الشيعي لا معنى له، إن لم يصل الحق لأخيه السني والدرزي والأرثوذكسي والماروني والكاثوليكي والأرمني والعلوي وكل لبنانيّ. وغير ذلك هو خلاف صارخ لقول رسول الله محمد: (ما آمن بي من بات شبعانَ وجارُه جائع).
تقدمت الدول بمحاربة خطاب الكراهية، وأولى أن تقوم به الفئات التي تدّعي التديّن، وتشنّف أذان الناس بقول رسول الله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، والقرآن الذي يقول: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين….. ولا تجسسوا .. ولا تنابزوا بالألقاب…)، فإذا بهذه الفئات تستخدم خطاب الكراهية ليل نهار في التحريض على الوالد … وقد ورد في الحديث النبوي: من خاف الناسُ لسانَه فهو من أهل النار) فكيف بمن خاف الناسُ سلاحه؟ هذا عداك عمن يفتك الناس بسلاحه. ورد في الحديث: شر الناس من أكرمه الناس اتقاء شره).
ألم تشبعوا بعدُ من تهجير السيد علي الأمين وعائلته وأكل لحمه على مدى اثني عشر عاما ً؟ وهو الذي لم يدخر جهداً في تجنيب لبنان و اللبنانيين في أنحاء العالم، كل المآسي والويلات والتجارب التي تعلمونها ولا تعلمونها وتعلمون نتائجها ولا تعلمون نتائجها، حتى وصلت الحال إلى ما وصلت إليه حال هذا الوطن المكلوم المقهور!
لقد استهوتهم شهوة السلطة والسلطان، وهي شهوة من الشهوات، أخلدوا فيها وجوههم الى الأرض فأعرضوا عن كل نصح. هو لتخويف الناس، من بني وطنهم ومحيطهم… هل هذا ما أصبحتم تعيشون عليه؟ هذا الأمر الذي قاموا به على مدى سنين، هو رسالة أنه إذا فعلوا بالسيد علي الأمين هكذا، هذه الهامة الفقهية والعلمية والوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية، فسيقول آخرون ماذا سيفعلون بنا!!! … كانت تلك خطوة لثني الناس وتخويفهم بالبطش والديكتاتورية وتحريف الحقائق والاتهامات الباطلة.
الادعاء على العلاّمة الأمين بإثارة النعرات الطائفية وإثارة و تحقير الشعائر الدينية يضحك الثكلى والصغير والكبير على مدى العالم العربي و المسيحي والإسلامي
استهداف ممنهج منذ 12 عاماً!
متى كان حوار الأديان حراماً؟ هذه محاكمات ميدانية تبدأ بتكثيف التحريض على الجريمة، ويحاول مُكثّف التحريض فيها إخضاع المؤسسات لهذا التحريض
هذا الادعاء هو في الأصل كان يجب أن يُرفض وهو جناية أخلاقية وأنتم تدينون أنفسكم بهذا التصرّف وإن أهل الأديان والرسالات من المسيحيين وغيرهم من رجالات الدّين ليخجلون أن يتعاملوا مع علمائهم ومن درسوا عندهم هكذا وأن يتطاولوا بهذه الطريقة الرخيصة على العلماء فضلا على من تلقوا علوماً عندهم.
إنّ ميداننا الأول هو أنفسنا، فإن قدرنا على بنائها على قيم العدل والمحبة والتسامح والإحترام قدرنا حينئذ على بناء وطننا وبناء إنسانه والقيام بحقوقه، وكنا على رسالته وغير ذلك أقدر، وإن عجزنا عنها كنا على غير ذلك أعجز، وغير ذلك تضليل. لم تكن الميليشيا والمافيا لتتغوّل على الدولة في لبنان لولا وجود أيدٍ من داخل الدولة تساعدها على ذلك.
حضور لبناني في المؤتمر
وبالنهاية عندما تذهب لدعوة ما كالمناسبات الإجتماعية وغيرِها، فإن الداعي لا يعطيك لائحة بالمدعوين ولا تعلم من هم الحضور ولا جنسياتهم وتتكلم فكرك وكلمتك … وقد انبهر الحضور بكلمة الوالد سنة وشيعة ومسيحيون وسيخ وهندوس وبوذيون وجاؤوا ليسلموا على الوالد، إذ لم يسمعوا أن اللبنانيين أو الشيعة هكذا يتكلمون، فهم لا يسمعون إلا لغة التهديد والوعيد من فئات لبنانية … وقد أصدر مكتب سماحة السيد الوالد بيانا حول هذا الأمر في ذلك الحين يمكن العودة إليه والاطلاع عليه … أما سبب الحملة فواضح اغتيال معنوي مقدمة لاغتيال آخر …
حضر مؤتمر البحرين من لبنان بالاضافة الى العلامة الامين ونجله السفير اللبناني ميلاد نمور ورئيسة مؤسسة مخزومي والمطران اللبناني نيفون صيقلي!
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم : فأقم عليهم مأتماً وعويلا
هو كان يريد أي يخضع الجميع للدولة وأن ينادوا بها وكان يريد سلاح المقاومة أيضا أن يكون تحت سلطان الدولة. أما ما يحصل الآن هو فرض للموقف والرأي بالقوة والسلاح. لذلك وجب وضع هذا السلاح مهما كان لونه وشكله وانتماؤه تحت سلطة مؤسسات الدولة أوّلاً، وبعدها فليتكلموا عن المؤسسات و المواطنة والدولة المدنية و القضاء والشراكة و المشاركة ..
إن الأحزاب أصغر من الطوائف، والطوائف ليست مُلكاً للأحزاب والوطن أكبر من الإثنين وعلينا أن نجعل المواطن أولاً.
وأُذكّر أيضا بموقف الكاردينال البطريرك الراعي حين أطلق صرخته عن كل اللبنانيين في قضية التحريض والتجني على سماحة العلاّمة السيد علي الأمين: لا يسعنا إلا التّعبير عن أسفنا لرؤية رجل دين معروف بوطنيته وحرصه على العيش المشترك، واحترامه لكل دين وطائفة وإخلاصه للبنان، يُستدعى أمام القضاء لمجرد إبلاغ معروف مصدره وغايته، أبهذه البساطة أصبح يتحرك القضاء عندنا!!!…”
الأحزاب أصغر من الطوائف والطوائف ليست مُلكاً للأحزاب والوطن أكبر من الإثنين
يتباكى بعضهم ويحرك الغرائز على كمّ الشتائم على وسائل التواصل والإعلام …بينما موظفوه المبرمجون والمنظمون، الخاصة والمحزبين والعامة منهم، ليل نهار، وجيوش الكترونية موظفة، لا يتركون عِرضاً لمعارض ومختلف بالرأي إلا وينتهكونه بالتخوين والاتهامات والانتهاكات والشتائم والفحش وبذاءة اللسان والتهديد والتجبر وقلة الأدب والتوقير في كل وسائل التفاصل من السوشال ميديا والإعلام والصحافة الصفراء… الفحش ليس فحش اللسان فقط .. هذا الأسلوب الذي علمته الأحزاب لهذه الأتباع سيرتد عليها لأنها شرعنته لأتباعها..
أليس كلّ ساقٍ سيسقى بما سقى؟ أين الدرس الأساس: الإحتياط في الأموال والدماء والأعراض؟ وكما يقول العلاّمة السيد علي الأمين: من عجائب الأمور وقاصمات الظهور، الإحتياط في المستحبات والمكروهات، وترك الإحتياط في دماء الناس وحرماتهم وأموالهم ..
“حزب الله” يحرض على الفقيه الأمين بتحريك الالاف من الذباب الالكتروني والجهلاء ورمي التهم والوشايات عليه لتشويه صورته