صحافة بلا حدود
رأي حُرّ- الشيعة و”شيعة شيعة”:
تحليل لموقف العلامة السيد علي الأمين من سياسة الثنائي الشيعي..
كتب موقع صحافة بلا حدود
في ظلّ الأزمات السياسية والإجتماعية التي تعصف بالمنطقة العربية، باتَ من الضروري التأمُّل في دور القوى السياسية والطائفية وتأثيرها على النسيج الإجتماعي والوحدة الوطنية.
ومن بين هذه الأصوات التي تثير اهتماماً واسعاً، يأتي موقف العلَّامة السيّد علي الأمين، الذي يواصل معارضته للسياسات التي يعتمدها الثنائي الشيعي في لبنان وبعض الدول الأخرى.
السيد الأمين، وهو عالم شيعي بارز، يعتبر أن سياسة الثنائي الشيعي قد أسهمت في نشر الفتنة الطائفية وعمّقت الإنقسام داخل المجتمع اللبناني والعربي.
• الاستبداد والهيمنة:
يعتبر السيّد الأمين أن سياسة الثنائي الشيعي تقوم على الاستبداد والهيمنة، حيث يرى أن هذه السياسة تسهم في تربية جيل من الطائفة الشيعية يَنجرف نحو الطائفية البغيضة، ممّا يُعزّز الشعور بالعزل والتفرقة.
يبرز ذلك بشكل واضح في الهتافات التي ظهرت بين بعض أتباعهم مثل “شيعة شيعة”، وهو ما يشكل دعوة لتقسيم المجتمع اللبناني والعربي على أسس طائفية ضيقة.
هذه الهتافات لا تعبر فقط عن موقف سياسي، بل تحمل في طياتها دعوة للانغلاق الطائفي والتصعيد ضدّ الآخر، وهو ما يتعارض مع القيم التي يُنادي بها العديد من المفكرين الذين يدعون إلى الوحدة الوطنية والانفتاح على الآخر.
كما أن هذه الشعارات قد تُغذي الصراعات الداخلية وتزيد من التوترات بين الطوائف المُختلفة.
• الضرر على الطائفة الشيعية:
من جانب آخر، يرى السيد الأمين أن سياسة الثنائي الشيعي قد جلبت ضرراً للطائفة الشيعية نفسها. فهذه السياسات، بحسب رأيه، ساهمت في تفاقم الخلافات بين الشيعة وشركائهم في الوطن من الطوائف الأخرى، وأدّت إلى توتر العلاقات مع محيطهم العربي.
هذا الأمر يضر بمُستقبل الطائفة الشيعية، التي كانت جزءاً مهماً من النسيج الإجتماعي العربي والإسلامي، ويعزلها عن التفاعل الإيجابي مع محيطها.
ويضيف السيّد الأمين أن هذه السياسة قد تؤدي إلى انزواء الطائفة الشيعية في زاوية ضيّقة، ما يُعمّق العزلة الطائفية ويؤثر سلباً على استقرار المنطقة.
إن هذه الدعوات الطائفية المُتطرّفة تُضعف من مكانة الشيعة في المُجتمع اللبناني والعربي، وتحوّلهم إلى فئة مُغلقة ومنعزلة بدلاً من أن يكونوا جزءاً أساسياً من نسيج المجتمع المتنوع.
• من ثمارهم تَعرفونهم:
يستند السيّد الأمين في نقده إلى مبدأ “من ثمارهم تعرفونهم”، الذي يُستشهد به من أقوال السيّد المسيح عليه السلام، حيث يُشير إلى أن الأفعال هي التي تحدّد قيمة القيادة السياسية ودورها في المُجتمع.
فإذا كانت نتائج السياسة هي الفتنة والتقسيم والعزلة، فإن هذا يعني أن السياسة التي يتّبعها “الثنائي الشيعي” لا تخدم مصالح الطائفة الشيعية بشكل حقيقي، بل تُساهم في زيادة مُعاناتها على المدى الطويل.
في الختام، يعتبر تحليل العلّامة السيّد علي الأمين نقداً مهماً للسياسات التي يعتمدها “الثنائي الشيعي”.
وهو دعوة للتفكير في مُستقبل الطائفة الشيعية ومصيرها في المنطقة، والتحذير من مَغبّة الإنجرار وراء سياسات تُفرّق ولا توحّد.
إن العودة إلى القيم الأساسية التي تقوم على العيش المُشترك والاحترام المُتبادل بين الطوائف المُختلفة قد تكون السبيل الوحيد لبناء مجتمع مُستقر وآمن، حيث يُمكن لجميع مُكوّناته أن يتعايشوا بسلام دون الانسياق وراء الشعارات الطائفية التي تَضرّ بالوحدة الوطنية.