سماحة السيد أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونرجو أن يتسع صدركم لحوارنا الصريح والذي نسعى من خلاله لإزالة اللبس عن كثير من الأمور، والسعي للتقريب بين السنة والشيعة على أساس من المصارحة والوضوح وإحترام الآخر، وإن وصلنا لإحترام كل من الطائفتين للآخر مع مواطن الإختلاف، ونجحنا في إستبدال الكراهية بالحب، ونزع فكر التكفير نكون قد أنجزنا شيئا نلقى به الرسول الأكرم صلّى الله عليه وسلم على الحوض، فحياكم الله وأهلا بكم..
– د. عتمان: في صدر الإسلام زالت كل الحواجز العرقية والإجتماعية فكان بلال العبد الحبشي سيدا وإجتمع أبوبكر وعمر وعليّ وعثمان على أخوة مع سلمان الفارسي وصهيب الرومي وأبوذر الغفاري وطلب عمر وعلي الدعاء من أويس القرني!!. ماذا حدث إبان الفتنة وهل كان نزاع عقائدي أم سياسي؟
الخلاف في عهد الخلفاء سياسيٌ وليس عقائدياً
– العلّامة الأمين: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إبتداءً أتقدم منكم بالشكر على هذه المبادرة الطيبة وعلى جهودكم المشكورة في سبيل التقريب بين أبناء الأمة الواحدة من مختلف المذاهب، وبعد.. فإن الدين قد اكتمل في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وآمن برسالته المهاجرون والأنصار ورفعوا راية الإسلام ودافعوا عن صاحب الرسالة بالنفس والنفيس، وكانوا كما وصفهم الله تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) وقد ضربوا أروع الأمثلة في الوفاء والأخوة والإخلاص للرسول والرسالة التي تجاوزت في تعاليمها الأعراق والألوان واللغات والأجناس حين أعلنت عن المساواة بين الناس، وقد جسّدوا تلك التعاليم في حياتهم وعلاقاتهم، واستمروا على ذلك بعد انتقال رسول الله إلى الملأ الأعلى، وكان من الطبيعي أن يؤثر انتهاء عهد الوحي الإلهي وغياب قيادة الرسول المسدّدة به على أمّته وخصوصاً على أصحابه، وكان من الطبيعي أيضاً أن يحصل الإختلاف بينهم في وجهات النظر حول إدارة أمور الدولة التي كانت ما تزال حديثة العهد، ولكنهم لم يختلفوا أبداً على أصول الإعتقاد بالرسالة والعمل بأركانها، وقد قتل الخليفة عثمان بن عفان وهو يقرأ القرآن، وقتل الإمام علي عليه السلام أثناء الصلاة في مسجد الكوفة، وهذا من الكثير الذي يشير إلى أن الإختلاف الذي حصل في زمن الفتنة لم يكن على عقائد الدين، وإنما كان خلافاً على السياسة، وقد روي عن الإمام علي قوله في الصراع الذي حصل مع معاوية (وكان بدء أمرنا أنّا التقينا والقوم من أهل الشام والظاهر أنٌ ربّنا واحد ونبيّنا واحد ودعوتنا في الإسلام واحدة، لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتّصديق برسوله ولا يستزيدوننا، والأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان…).
المصدر : من كتاب العلاّمة السيد علي الأمين: ( زبدة التفكير في رفض السب و التكفير )
ص: 149 – 150 – 151
الناشر : دار مدارك للنشر