الدولة اللبنانية وشعار الحرية والديموقراطية بين الأمس واليوم
من كلمة العلاّمة السيد علي الأمين ، لبنان الجنوب 1996
ملخص:
– القمع قضاء البشر لا قضاء الله
– شعار الحرية والديموقراطية في لبنان
– الخلل في اعطاء الحكومة ثقة سلفاً قبل عملها
– يتم توزير المناطق والطوائف لا أشخاصا يريدون خدمة الوطن
– لا يعنينا توزير فلان الشيعي أو الماروني أو السني نحن شعب يعنينا من يخدم لأنه سيختزل حقوق الطائفة في نفسه عندما لا يكون حصة للوطن
– المطلوب توزير الخدمة التي يجب أن تصل إلى المواطن مهما كان انتماؤه الديني أو السياسي عندها نصل إلى دولة المواطنة لا الحصص و التقسيمات هنا وهناك
– إصلاح الأنظمة والقوانين: النائب المستوزر خصم للمعارضة وحكم بين المعارضة والموالاة! معارض وموال في تفس الوقت !
– المطلوب من مؤسسة التشريع أحكاماً وقوانين تسد حاجات المجتمع ومعالجة قضاياه الملحة وليس كيف يأخذ النائب حصصاً وتقاعداً مدى الحياة!
– بأربع سنوات يتقاضى النائب تقاعداً لمدى الحياة، والموظف الجندي المسكين يحتاج أن يصبح عمره 64 سنة حتى ياخذ تقاعداً مدى الحياة و العامل بعمل من المهد إلى اللحد ولا تقاعد له !
– نحن والمعلمون والعسكر والأمن الداخلي والعمال وكل شرائح المجتمع ندفع الضرائب، ولكنك تدفع الضرائب ولا تعطى منحة لتسجل ولدك في مدرسة رسمية، بينما الموظف الذي أوجدت له الدولة مدرسة رسمية وكما يقولون تريد ان “تشجعها”، فإنها تعطيه منحة لتسجيل ولده في المدارس الخاصة!
– الموظف القادر على تسجيل أولاده في أرقى الجامعات والمدارس كنوابنا الكرام بل يرسلونهم إلى الخارج، بينما المواطن العادي الكادح لا يستحق ان يعفى من تسجيل ولده في المدارس الرسمية! أي عدالة هذه ؟ أين هي القوانين والإشتغال بالقوانين والتشريعات التي تلامس جروح المجتمع؟
– اين ضمان الشيخوخة؟
–
بعض المسؤولين الكبار يُسأل فيجيب “بأن العاطلين عن العمل أعمارهم من الأربعين فصاعداً! ” نقول له : هذا الذي عمره أربعون سنة ألا يحتاج إلى فرصة عمل؟! أليست هذه مشكلة فكيف تواجهها الدولة؟!
أليس هو ابن هذا الوطن؟! أربعين عاماً قضاها في خدمة هذا الوطن فأين يذهب إبن الأربعين؟ وأين يذهب إبن الستين؟ أين يذهب إبن السبعين؟! أليست مشكلة يجب أن تعالجها الدولة؟!
ابن الأربعين أليس لبنانياً؟ ابن الخمسين أليس مواطناً؟
– الدولة بالأصل وجدت ليس لتوظيف فئة محددة من المجتمع. الدولة مؤسسة مبرر وجودها خدمة المجتمع بكل فئاته وشرائحه والدفاع عنه والمحافظة عليه.
– الذي ينبغي أن ننظر ليس إلى كل تلك الساعات وعيداً وتنديداً بين الحكومة والنواب بل الجلسات التي تؤدي لتشريعات تحقق عدالة اجتماعية لمختلف طبقات الشعب.
– الإمام علي عليه السلام طرح ضمان الشيخوخة قبل ألف وأربعمئة عام فبأي شيء يفتخر هؤلاء؟ بالديموقراطية والانتخابات؟ وكأن فخرنا في أن يصل فلان ويصل فلان! الفخر كل الفخر فيما يحققه الواصلون من انجازات وما يقدمونه من خدمات للشعب.
– الإمام علي إنتفض غاضباً لرجل يتسول في دولته وسأل أصحابه ما هذا ؟ قالوا: نصراني يا امير المؤمنين! فغضب الإمام قائلاً : سألتكم ما هذا وليس من هذا ، استعملتموه حتى إذا عجز منعتموه! أعطوه من بيت المال.
أيقبل الإمام علي أن يتسول أحد في دولته وهو القائل: “لو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالشبع، لا طمع له بالرغيف”.
– فرض الإمام علي ضريبة ضمان الشيخوخة للعجزة والمساكين من دون ان ينظر إلى سياسة أو دين.
-أما الآن فأنت يجب ان تكون من جماعة الزعيم حتى تصل لبعض الحقّ أو بعض العظام! ثم يأتون ويصعدون المنابر ويتكلمون عن الكفاءة! أليس النظام أقر أن يصل كل مواطن إلى حقه من دون تمسيح اجواخ ومن دون تقبيل ليد الزعيم على الظهر والقفا! متى نصل إلى هذا؟!
-عندما نصل إلى هذا نكون قد حققنا أهداف الأنبياء والإمام علي وورثها الإمام الصدر. اما الآن ملزم ان تسمع دولة الرئيس ورئيس الدولة والى اخره القاب ما انزل الله بها من سلطان ثم لا تجد عملا على الأرض! الألقاب مسؤولية ، الألقاب تحتاج لثمن . عندما يقال لفلان رئيس أو لفلان قائد أو لفلان إمام أو عقيد أو عظيم إلخ … هذه ألقاب ذات مضامين تحمل أصحابها مسؤولية وأمانة كبرى في أعناقهم. الامام علي يقول :” أأرضى أن يقال هذا أمير المؤمنين! ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون لهم أسوة في جشوبة العيش!” يقولون له رئيس ويعيش في القصور وغيره يكاد يصل إلى حافة القبور !
على الأقل إذا لا يمكنك أن تساعد كن لهم أسوة في جشوبة العيش. أما أن تحدثني عن زهد علي وشجاعة علي وعدالة علي ثم لا تحصي لسياراتهم وشققهم ودورهم وثرواتهم عددا .
– الازمات تعالج بمزيد من الوعي والتضامن والتآلف حتى نضطر الحاكم ان يحقق لنا الحقوق.
– بعضهم يقول طالبنا ولم يحصل شيء: لم ننتخبك للبرلمان لتقرأ لنا (دعاء كُميل) هناك ولا لتقرأ لنا عزاء على المنبر وتشكوا لنا إنما لانتزاع حقوق الشعب في البرلمان. نحن على المنبر نطرح قضايا الشعب وانت كممثل للشعب اوصلناك مهمتك ان تنتزع الحقوق للشعب. أما إذا غير قادر فلماذا ناضلنا كل هذا النضال كله؟ أكان النضال لأجل أن يقال سعادة النائب ودولة الرئيس؟ لم يكن الجهاد الذي كان ومتواصلاً من أجل ألقاب وإنما من أجل إصلاحات حقيقية في النظام.
– ستبقى طويلاً هذه الأزمات ُ
إذا لم تقصر عمرها الصدماتُ
إذا لم ينلها مصلحون بواسلٌ
جريئون فيما يدّعون كفاةُ
ألم تر أن الشعب جُلُّ حقوقه
هي اليوم للأفراد ممتلكاتُ
ومن عجبٍ أن الذين تكفلوا
بإنقاذ أهليهِ همُ العثراتُ
– لا يصح أن يكون من يتكفل بإنقاذ الشعب، أن يكون هو العثرة أمام الإصلاح.
– أنا لا أفهم موالاة عمياء للنظام خصوصاً ممن هو مكلف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخصوصاً ممن هو مكلف أن يقول قول الإمام علي:” إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان أجلاً ولا يقطعان رزقاً.
– المعارضة ضرورية. الامام علي كان يقول : ( فلا تكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل) الامام علي يمنح الحق للمعارضة، فكيف لا يمنحها أتباع علي للمعارضة والذين يرثون علياً فيما حدده من أهداف؟! ( وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارّوا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم)، يستطيع أن يسكت الانسان على سغب المظلوم فيستطيع أن يجد ديناً آخر. الدين دائماً هو مع الفقراء ومع المظلومين.
-لعلّ أوّل حاكم عارض الموالاة ووالى المعارضة هو الامام علي.
– كان الامام علي يوالي المعارضة وينحاز للفقراء وكان سيفاً صارماً على الموالاة وعلى مسحة الأجواخ.
– البعض يقول أنه مع المعارضة ولكن ليس للأمور الخاصة، يريد بذلك أن يقول للسامع أن كل من يعارض في الوطن أنه يريد أمراً خاصاً. قل ما هي الأمور الخاصة؟! هل لقمة العيش وتخفيض اسعار المحروقات وحقوق المعلمين هي مطلب خاص؟! دلّونا على المطالب العامّة!
هذه في الحقيقة ضرب للمعارضة واتهامها بكل شرائحها بأنها تسعى من أجل مصالح خاصة. دلونا ما هي المصالح الخاصة مولانا أو رئيسنا؟ فيقول انهم يريدون السلطة. هل هذه السلطة ملك لك؟ لماذا أنت كافحت من أجل أن تصل إليها؟! ما هذا المنطق؟
– إذا قلت لهم مدارس ، مستشفيات مجانية، تعليم مجاني، فيقولون إن وراء ذلك مطالب خاصة!
– إذا قلت لهم مساجد تشاد بملايين الدولارات، والناس حفاة عُراة.. فيقولون إن وراء ذلك مطالب خاصة! دلونا ما هو المطلب العام حتى نعرفه! أتعرفون ما هو المطلب المسموح به؟ أن تسبح بحمد السلطان بكرة وأصيلا!