السيد علي الأمين، ولا زيادة ..
نهاد الغادري
لا يحتاج السيد علي الأمين إلى وظيفة أو لقب مضاف، فله من اسمه ونسبه وعلمه وتاريخه ما يغنيه عن الوظائف والألقاب المضافة. ولو أن الأمور كانت سويّة والرجال في مواقعهم لكان هو مرجع الطائفة الشيعية في لبنان. على أنه يبقى أحد مراجعها الأمينة علماً وخلقاً وصدق انتماء. لا أعرف السيد الأمين شخصياً ولكنني أتابع نشاطه وما يكتب أو يفتي أو يصحح من أباطيل، فأجد فيه مرجعاً من مراجع الفكر الإسلامي المستنير، وقامة وطنية عالية يفاخر بها الشيعة العرب، واللبنانيون منهم تحديداً، فللرجل قناعاته وثقافته وجذوره وصدق قوله وانتمائه، سواء كان مفتياً لصور، أو لم يكن … قرار إقصاء السيد الأمين أخرجه من منصب الإفتاء بقوة السلاح، فأدخله ضمير الشيعة، وكل اللبنانيين، بقوة المحبة والصدق والانفتاح. كان لبنان والشيعة بخير لو أن الإمام موسى الصدر لم تغيبه مؤامرة العواصم الثلاث، أو لو أمد الله في عمر محمد مهدي شمس الدين ذلك العلامة الوطني الجليل. على أن لبنان يظل، والشيعة، بخير، ما دامت قيم الحق والعدالة والحرية مستمرة في من تبقّى من رجال لا تنحني رؤوسهم ولا تُشترى ذممهم، وفي مقدَّمهم السيد علي الأمين. تحية للسيد العربي، المفتي بلا منصب إفتاء ويرجع إليه الكثيرون ثقة بقوله واحتراماً لنزاهته وتاريخه.. وأسرته.