الشعب جسم واحد، ليس فيه أقلّية وأكثريّة !
5- بين الأكثرية والأقلية والولاء للوطن والولاء للقضية ؟
– إننا لا ننظر إلى الوطن والشعب نظرة رقمية عددية فالوطن الواحد لا يقبل الانقسام و الشعب الواحد ليس فيه اقلّ وليس فيه أكثر وإنّما هو جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له بقية الأعضاء بالسّهر والحمّى كما جاء في الحديث النبوي الشّريف· إنّ منطق الأكثرية والأقليّة هو المنطق الذي يحكم المؤسسات التي تدير شؤون الشّعب والوطن وليس منطق الشّعب الذي يبني الوطن ويصنع تلك المؤسسات·
وأنا لا أريد أن أقلل من قيمة نظرية الأكثرية والأقلية في عالم الإدارة والحكم الّتي نشأت في العهد الإغريقي كما جاء في بعض النصوص التاريخية وقد تطورت هذه النظرية ومرّت بعصر التّنوير ووصلت إلى عصرنا الحاضر لأن الاتفاق في الدائرة الجماعية ليس على نحو الدّوام ولذلك كان لا بدّ من جعل الضوابط في حال الإختلاف منعاً لاستمراره فكانت نظرية الأكثريّة والأقليّة المعتمدة في دوائر صنع القرار السياسي في الكثير من بلدان العالم بما في ذلك لبنان وإن أطلق بعضهم على ما يجري فيه اسم الديمقراطية التوافقية فإن التوافق الّذي حصل في اتفاق الطّائف قام على عدد المواقع وليس على كيفيّة اتخاذ القرارات وملء هذه المواقع بأصحابها الّذين تأتي بهم الأكثرية كما في الانتخابات النيابية وما يتفرّع عنها·
مفتي صور وجبل عامل العلاّمة السيد علي الأمين لـ اللواء الاسلامي : علينا كمسلمين ومسيحيين أن لا نفكر مسيحياً أو إسلامياً وإنما يجب أن نفكر وطنياً
2006/02/24-