الجمعة , أكتوبر 11 2024
الامين | الصحافي الأستاذ حسن شلحة في ذمة الله : رحل رجل الخُلُق الحسن

الصحافي الأستاذ حسن شلحة في ذمة الله : رحل رجل الخُلُق الحسن

حسن شلحة .. الرحيل الصاعق!

جريدة اللواء- خبر صاعق لا يصدق! لكن الموت حق، ولا رادَّ لقضاء الله.. حسن شلحة في ذمة الله، خبر صاعق وقع على عائلته واولاده واشقائه وزملائه في «اللواء» وزملائه في النشاط السياسي وحزب الاتحاد العربي الناصري، الذي كان يرأسه.

كانت الساعة الثامنة مساءً، الاتصال الأخير مع التحرير في «اللواء» ان الأستاذ حسن سيأتي، وأن لديه معلومات عن الأجواء في البلاد، وأنه سيراجع عناوين الحوار الذي يجريه كل أسبوع، وينشر الاثنين في «اللواء».
لكن الانتظار لم يتأخر، فإذا بالخبر المفجع ان قلب الأستاذ حسن توقف فجأة عن الخفقان.. وأن «أبا خالد» لن يأتي مرّة جديدة إلى الجريدة، التي احبها وأحبته، واعطاها خلاصة عقله وفكره كمحلل سياسي، وكاتب، وصحافي من طراز رفيع.
حسن شلحة، لك من الصفات النبيلة، ما يجعل ذكرك حيّاً، وتجربتك غنية، وزمالتك عزيزة على كل الزملاء، ضمن أسرة «اللواء» الكبيرة، التي تشاطر اسرتك الغراء، وتقبل قضاء الله ومشيئته..
رحمك الله، وجعل لك الجنة مثوى، والرحمة سبيلاً في رحتلك الأبدية.

وطنية – كما نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية الياس عون الزميل في جريدة “اللواء” حسن خالد شلحه “وهو في عز عطائه صحافيا، كاتبا، ومحللا ومحاورا سياسيا بامتياز. خانه قلبه وسقط مضرجا بجهاده في سبيل الحرية وحق المواطن في معرفة الحقيقة والاطلاع على كل ما يدور في وطنه ومجتمعه. وكان الراحل خير من يعكس صورة الوطن المكابد والمعاني بقلمه المرهف وما يبث فيه من حرارة ايمان بالقيم الاخلاقية والانسانية”.

وقال :”لفظ الزميل حسن شلحه انفاسه بعيد ساعات قليلة من قيامه بمهمة صحافية. كان مواظبا يصل ليله باطراف النهار، محاورا السياسيين وقادة الرأي مهما توزعت انتماءاتهم باسلوب يجمع السلاسة الى صدق الالتزام، والمرونة الى الصلابة وبدرجة عالية من الموضوعية. رحل حسن شلحه مخلفا الغصة في قلوب أفراد عائلته الصغيرة وعائلته الصحافية الكبيرة التي تبكي فيه دماثة الاخلاق والتهذيب الجم ، والاحترام الذي كان يكنه لزملاء المهنة”.

وتابع:”ان نقابة المحررين اذ تنعاه الى الزملاء تسأل الله ان يتغمده برحمته، ويجزل له الثواب ويفسح له في جناته صحبة الابرار الصالحين، ولعائلته واسرة جريدة “اللواء” جميل الصبر والعزاء”.

حسن شلحه من مواليد بعلبك 1948، حائز على دبلوم دراسات عليا في الشريعة والقانون، مارس الصحافة في جريدة “اللواء”، وعمل رئيسا لتحرير مجلة “القلم الصريح” من العام 1980 وحتى العام 1995.


وكتب الأستاذ صلاح سلام رئيس تحرير جريدة اللواء في الإفتتاحية:

زميل المعاناة.. والخيبات
الزميل الراحل حسن شلحة

لم أُصدِّق ما سَمِعَته أذناي، عندما أبلغني ولي عهده خالد بالخبر الصاعق.
قلت للإبن المفجوع: كنا على تواصل طوال النهار، وأرسل لي «واتس آب» قبل ساعة من زيارته إلى الرئيس تمام سلام.
ولكن يبدو أن الذبحة الصاعقة غدرت بقلبه، وتمكنت من شرايينه خلال دقائق معدودات، لم تنفع مع هجمتها براعة الأطباء، ولا تكنولوجيا الإسعافات السريعة.
لم يكن حسن شلحة كاتباً سياسياً ومحاوراً من الطراز الأول، وحسب، بل كان مناضلاً ناصرياً، تجري دماء العروبة في شرايينه، وبقي يتنفس هواء القومية حتى الرمَق الأخير، رغم كل الهزائم والنكسات، ورغم تراجع المد القومي، وظهور التيارات القطرية والشعوبية، ورواج عصر النعرات الطائفية والمذهبية.
كان يحالف بأمانة، ويخاصم بشهامة، ويحاول دائماً الارتفاع فوق مستوى الخصومة الشخصية والصراعات المصلحية، والتطلع دائماً إلى الأمام، بعدما يتحرّر من أخطاء الماضي.
استطاع بمناقبيته المهنية ودماثة أخلاقه، أن ينسج علاقات مودّة وثقة كبيرة مع مختلف الأطياف السياسية، على اختلاف انتماءاتها بين 14 و8 آذار، متجاوزاً الحزازات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ومركزاً على النقاط المشتركة، والمحاور التي يفيد نقاشها الوطن المعذب.
يا زميل المعاناة و..الخيبات،
يبدو أنك تعبت من الآمال والوعود والطموحات.. وما كانت تلاقيه من إحباطات، فقررت أن تغادرنا، بمشيئة الله، عز وجل، إلى دنيا الحق، حيث لا صفقات ولا نفايات ولا صراعات.. بل ميزان العدل الإلهي، هو الفيصل بـين جـمـيـع العباد.
إلى جنّة الخلد يا «أبو خالد».. وحفظ المولى زوجتك سلوى والأولاد: خالد وأحمد وأسامة ولميس.
 

صلاح سلام