الإثنين , فبراير 17 2025

الصّمت العجيب

الصمت العجيب! 


قصيدة أرسلها العلامة السيد علي الأمين إلى بعض أصدقائه في جنوب لبنان الذي أرسل له بيتين مشهورين :


أذكرونا مثل ذكرانا لكم = رب ذكرى قرّبت من نزحا


واذكروا صبّاً إذا غنّى بكم = شرب الدّمع وعاف القدحا


 فأجابه سماحته بقصيدة الصمت العجيب:


 قد أَقَضَّ الْبُعـدُ عنـكمْ مَضجعي =   وَالْكَـرَى عنْ مُقلـَـتي قَدْ نَــزَحَا


طَيْفُــكُم ما غـــَـــابَ عنِّي لحظةً =      جَنَّ ليلٌ؟ أَمْ نـهارٌ أَوْضَـحَا؟


لمْ أُفَــــارِقْ حَيَّكُمْ عَـــنْ رَغْــبةٍ  =      بلْ لأمرٍ قد دَهَاني  مُصْبِـحَا


قـد رمتـنـي بالدّواهـي زمـرةٌ  =     لـخـلـيــلٍ خـلـته لن يـجـمـحـا!


أبْعَدُوني عن جَنـُـــــوبي عَــنوةً  =    ولَهُمْ كُنْتُ النَّصُوحَ المُصْلِحَا


كانَ ذنبي عِنْدهُمْ قَولــي لهمْ   =    (مَنْ يُــحارِبْ أَهْلَهُ لَنْ يُفْـلـِحَا)


أَغْلَقُوا أَسْمَاعَــهُمْ لَمْ يَـرْعَوُوْا =   عَــنْ دِمَاءٍ حُــــرِّمَتْ أَنْ تُسْــفَحَا


وَاسْتَحــــَلوُّا مِنْ ذويهمْ حُرمَةً   =   قَـــدْ أَبَـى اللهُ لَهَا أَنْ تُفْضَـــحَا


هَجَمَ الأَوبَاشُ مِـنْ أَزلامهِ    = وَاسْتَباحُوا بِالسـِّلاحِ(الَمطْرَحَا) -1-


رَفَعــُوا رَايـاتِهِمْ! قَدْ حَـرَّرُوا     =   الْمسجدَ الأقصى وطاروا فَرَحَا!


وَزَعيـمُ القَصـرِ من إيـوانـــهِ  =   أَعْلَنَ الفـــتحَ الذي قـــــــد فُتِحَا


لَـــمْ يَزَالُوا جَهْرةً في جَهـلِهِمْ  =   يَحْسَــبُونَ الْمُعْتَدي مَنْ نَصَـــحَا‍


لا تَلُوموا الدَّهْرَ فيما قد جرى   =  ما لهُ مِنْ مِخْلَـبٍ كَيْ يَجْرَحَـــا‍


تُـنـسب الآثـام بـهـتـاناً له             =   وَبَنُوهُ مَنْ جَنَى وَاجْتَرَحَا


عَجَباً لا يَنْقَضِي مِمَّنْ رَضُـوا =   أَنْ يكونوا في الحروب الْمَسـْرَحَا


حَصَدُوا الويلاتِ مِنها وَالـرَّدى =  وصُقُورُ الحَـــرْبِ حَازُوا المَرْبَحَا


إنَّنِي في حـيـرَةٍ من صَمْتِــــهِمْ =  فَاعْذُروني،إِنْ لِسَاني أَفْصَحَا


 


-1- يقصد به دار الإفتاء الجعفري في صور التي اجتاحوها في أحداث السابع من آيار 2008 ولا تزال محتلة حتى اليوم !


 

شارك المعرفة وانشر