الصمت العجيب!
قصيدة أرسلها العلامة السيد علي الأمين إلى بعض أصدقائه في جنوب لبنان الذي أرسل له بيتين مشهورين :
أذكرونا مثل ذكرانا لكم = رب ذكرى قرّبت من نزحا
واذكروا صبّاً إذا غنّى بكم = شرب الدّمع وعاف القدحا
قد أَقَضَّ الْبُعـدُ عنـكمْ مَضجعي = وَالْكَـرَى عنْ مُقلـَـتي قَدْ نَــزَحَا
طَيْفُــكُم ما غـــَـــابَ عنِّي لحظةً = جَنَّ ليلٌ؟ أَمْ نـهارٌ أَوْضَـحَا؟
لمْ أُفَــــارِقْ حَيَّكُمْ عَـــنْ رَغْــبةٍ = بلْ لأمرٍ قد دَهَاني مُصْبِـحَا
قـد رمتـنـي بالدّواهـي زمـرةٌ = لـخـلـيــلٍ خـلـته لن يـجـمـحـا!
أبْعَدُوني عن جَنـُـــــوبي عَــنوةً = ولَهُمْ كُنْتُ النَّصُوحَ المُصْلِحَا
كانَ ذنبي عِنْدهُمْ قَولــي لهمْ = (مَنْ يُــحارِبْ أَهْلَهُ لَنْ يُفْـلـِحَا)
أَغْلَقُوا أَسْمَاعَــهُمْ لَمْ يَـرْعَوُوْا = عَــنْ دِمَاءٍ حُــــرِّمَتْ أَنْ تُسْــفَحَا
وَاسْتَحــــَلوُّا مِنْ ذويهمْ حُرمَةً = قَـــدْ أَبَـى اللهُ لَهَا أَنْ تُفْضَـــحَا
هَجَمَ الأَوبَاشُ مِـنْ أَزلامهِ = وَاسْتَباحُوا بِالسـِّلاحِ(الَمطْرَحَا) -1-
رَفَعــُوا رَايـاتِهِمْ! قَدْ حَـرَّرُوا = الْمسجدَ الأقصى وطاروا فَرَحَا!
وَزَعيـمُ القَصـرِ من إيـوانـــهِ = أَعْلَنَ الفـــتحَ الذي قـــــــد فُتِحَا
لَـــمْ يَزَالُوا جَهْرةً في جَهـلِهِمْ = يَحْسَــبُونَ الْمُعْتَدي مَنْ نَصَـــحَا
لا تَلُوموا الدَّهْرَ فيما قد جرى = ما لهُ مِنْ مِخْلَـبٍ كَيْ يَجْرَحَـــا
تُـنـسب الآثـام بـهـتـاناً له = وَبَنُوهُ مَنْ جَنَى وَاجْتَرَحَا
عَجَباً لا يَنْقَضِي مِمَّنْ رَضُـوا = أَنْ يكونوا في الحروب الْمَسـْرَحَا
حَصَدُوا الويلاتِ مِنها وَالـرَّدى = وصُقُورُ الحَـــرْبِ حَازُوا المَرْبَحَا
إنَّنِي في حـيـرَةٍ من صَمْتِــــهِمْ = فَاعْذُروني،إِنْ لِسَاني أَفْصَحَا
-1- يقصد به دار الإفتاء الجعفري في صور التي اجتاحوها في أحداث السابع من آيار 2008 ولا تزال محتلة حتى اليوم !