السبت , ديسمبر 14 2024
الامين | العلامة الأمين : ما نخشاه في لبنان أن يؤدّي عدم انتظام السّلاح داخل الدّولة إلى الفتن الدّاخليّة ممّا يؤدّي إلى انهيار الدّولة والمجتمع بالكلّيّة

العلامة الأمين : ما نخشاه في لبنان أن يؤدّي عدم انتظام السّلاح داخل الدّولة إلى الفتن الدّاخليّة ممّا يؤدّي إلى انهيار الدّولة والمجتمع بالكلّيّة

العلامة الأمين : ما نخشاه في لبنان أن يؤدّي عدم انتظام السّلاح داخل الدّولة إلى الفتن الدّاخليّة ممّا يؤدّي إلى انهيار الدّولة والمجتمع بالكلّيّة

أكّد العلامة السيّد علي الأمين أن اللبنانيين تعوّدوا خلال الفترة الماضية على استئثار “حركة أمل” و”حزب الله” بمواقع الدّولة وغنائمها والسّيطرة على سياستها الدّاخليّة والخارجيّة، مشيراً إلى أن “أمل” والحزب بدأا بتصدير الفتاوى ليأخذا مواقع الدّين والدّنيا معاً. وأضاف: “إن الحوادث الأمنيّة المتكرّرة ناشئة من عدم بسط سلطة الدّولة على كامل أراضيها”.

الأمين، وفي مقابلة مع موقع “القوّات اللبنانيّة” الإلكتروني، اعتبر أن الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي قد يكون المقصود منها دعوة إلى حوار وطني عام لا يقتصر على القوى السياسيّة الموجودة على طاولة الحوار اليوم، وإنّما يجمع مختلف وجوه أهل الرّأي والفكر والدّين والسياسة انطلاقاً من الأسس التي قام عليها لبنان الوطن والدّولة والعيش المشترك، مشيراً إلى أن “المهمّ هو المضمون الذي نتحاور عليه وليس العنوان”.

من جهة اخرى، نفى الأمين أن يكون لديه “معلومات صحيحة عن مشاركة عناصر من “حزب الله” في قمع الحراك الشعبي في سوريا”، معتبراً أن النّظام السوري لم يبلغ درجة من الضّعف يحتاج فيها إلى مدّ الحزب له بالعناصر. واضاف: “يجب أن ننتبه جميعاً وأن نتحرّك للجم التّصعيد في الخطاب المذهبي والطّائفي وأن نعمل على تظهير خطاب الإعتدال الّذي يشكّل الإطفائيّة المانعة من الحرائق الطّائفيّة”.

وفي ما يلي نص المقابلة كاملاً:

* ما تعليقكم على دعوة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله لعقد مؤتمر تأسيسيّ في لبنان في ظل الظروف الراهنة والتطورات الإقليميّة المتسارعة؟

– قد لا يكون المقصود من الدّعوة إلى مؤتمر تأسيسي هو المفهوم من ظاهر العبارة لأنّ الدّعوة المذكورة جاءت في ظلّ أسس اتفق عليها اللبنانيون منذ تأسيس الكيان اللبناني وما تبعه من اتفاق الطائف بعد ذلك وقد يكون المقصود هو ما دعونا إليه قبل جلسة الحوار التي عقدت أخيراً بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وهي الدّعوة إلى حوار وطني عام لا يقتصر على القوى السياسيّة الموجودة على طاولة الحوار اليوم وإنّما يجمع مختلف وجوه أهل الرّأي والفكر و الدّين والسياسة انطلاقاً من الأسس التي قام عليها لبنان الوطن والدّولة والعيش المشترك. والمهمّ في رأينا هو المضمون الذي نتحاور عليه وليس العنوان.

* في أي إطار تضعون الحوادث الأمنيّة المتكرّرة في الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت حيث يتحوّل أي إشكال فردي إلى إطلاق نار يسقط جراءه عدد من المواطنين جرحى وقتلى؟

– إنّ ما يقع في الضاحية الجنوبية خصوصاً وفي مناطق لبنانية عديدة عموماً هو ناشئ من عدم بسط سلطة الدّولة على كامل أراضيها. ومن يمنعها من ذلك قوى الأمر الواقع الحزبيّة التي لا تزال تحتفظ بالسلاح خارج الدّولة اللبنانية وهي في نفس الوقت تحتلّ أرفع المناصب في الدّولة.

* في السياق عينه، ألا ترون في هذه الحوادث انفلات للأرضيّة من قبضة “حزب الله”؟ وهل تتخوفون من تحوّل المناطق الخاضعة لسيطرته اليوم إلى مناطق يفيض فيها السلاح بين أيادي المواطنين؟

– ما نخشاه في لبنان أن يؤدّي عدم انتظام السّلاح داخل الدّولة إلى الفتن الدّاخليّة ممّا يؤدّي إلى انهيار الدّولة والمجتمع بالكلّيّة.

* ما تعليقكم على ما نشرته النهار بتاريخ 21-6-2012 عن إصدار فتوى يعمل “حزب الله” و”حركة أمل” على تعميمها من أجل منع المواطنين من إغلاق طريق المطار؟ وهل تعتقدون أنه يجوز لأحزاب مشاركة في الحكومة اعتماد نهج مماثل لردع المواطنين بدل اعتماد مبدأ سيادة القانون الذي يحرّم هكذا افعال؟ وما تأثير ذلك على هويّة ومواطنيّة هؤلاء الأفراد؟

– لقد تعوّدنا خلال الفترة الماضية على استئثار “حركة أمل” و”حزب الله” بمواقع الدّولة وغنائمها والسّيطرة على سياستها الدّاخليّة والخارجيّة واليوم بدأوا بتصدير الفتاوى ليأخذوا مواقع الدّين والدّنيا معاً! وهذا من دلائل التخبّط الّذي تعيشه تلك القيادات التي وجّهت قواعدها الشعبيّة في الماضي باتّجاه الشّارع واليوم شعرت بأضرار وأخطار ذلك التوجّه فبدأت تصدّر الفتاوى الشّرعيّة بحرمة هذه الأمور شرعاً الممنوعة قانوناً والّتي لم تطلب من قواعدها في الماضي الإلتزام بها، بل عملت في الماضي ولا تزال على إضعاف مصادرها الدّينيّة والقانونيّة.

* ما تقييمكم لكيفيّة التعاطي مع ملف المخطوفين الـ11 في سوريا إن على الصعيد الرسمي – الحكومي أم السياسي – الحزبي؟ وما تعليقكم على حديث بعضهم عن أن خطاب نصرالله كان له الأثر السلبي المباشر على عمليّة إطلاق هؤلاء؟

– في البداية لا بدّ من القول إنّ عمليّة الخطف للزوّار اللبنانيين وغيرهم مرفوضة ومدانة ولا يوجد لها ما يبرّرها سوى تأجيج المشاعر العدائيّة بين المكوّنات الطائفيّة في المنطقة ولا يتحمّل أيّ مواطن مسؤولية الدّولة التي ينتمي إليها ولا مسؤولية الحزب الّذي ينتمي لطائفة أو مذهب.
وقد كان التّعاطي سلبيّاً مع هذا الملفّ في بعض الأحيان ويتّسم بالتّسرّع والإستعجال في اتخاذ المواقف والإعلان عنها ولكن على كلّ حال لا يجوز بلغة الأديان والإنسان أن يتحمّل المخطوفون أوزار أو تقصير غيرهم.

* هل تتخوفون من فتنة سنيّة – شيعيّة في ظل كل ما نشر وكتب عن انغماس “حزب الله” في مشاركة النظام السوري في قمعه للثورة؟

– لا توجد لدينا معلومات صحيحة عن مشاركة عناصر من “حزب الله” في قمع الحراك الشعبي في سوريا ولا نعتقد أنّ النّظام السوري بلغ درجة من الضّعف يحتاج معها إلى دعم الحزب له بالعناصر. وهذه الأخبار تحاول أن تُضفي الطّابع الطّائفي والمذهبي على الصّراع الموجود في سوريا وليس في ذلك أيّ خدمة للحركة الشعبيّة التي لم ترفع شعارات طائفيّة ومذهبيّة وإنّما رفعت شعارات مطلبيّة في الإصلاح السّياسي والحقوق الّتي تهمّ كل المواطنين السّوريين. ولعلّ بعض من يحاول إسقاط العناوين المذهبيّة والطائفيّة على ذلك يريد للصّراع والحراك الإصلاحي في المنطقة أن يتحوّل إلى فتنة سنيّة – شيعيّة وهو بذلك لا يخدم سوى الأنظمة التي لا يعنيها سوى بقائها مسيطرة ولا تعنيها الأقليّات ولا الأكثريّات.
ولذلك يجب أن ننتبه جميعاً وأن نتحرّك للجم التّصعيد في الخطاب المذهبي والطّائفي وأن نعمل على تظهير خطاب الإعتدال الّذي يشكّل الإطفائيّة المانعة من الحرائق الطّائفيّة.

حاوره: بولس عيسى

شارك المعرفة وانشر