العلامة الأمين : ندعو ايران للحوار مع دول الخليج ونناشد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمرشد الاعلى السيد الخامنائي العمل على وقف التّصعيد
دعا العلامة المجتهد السيد علي الأمين ايران الى التحاور مع دول الخليج وناشد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمرشد الاعلى السيد الخامنائي العمل على وقف التّصعيد.
جاء ذلك في حوار أجرته قناة دليل الفضائية عن أحداث البحرين والعلاقات المتوترة بين دول الخليج وايران ومما ورد فيه :
ان اللغة التي نحتاجها اليوم في ظلّ أجواء التصعيد والاحتقان هي اللغة الهادئة التي تساهم في ايجاد المناخ المعتدل الذي يزيل الاحتقانات ويبعث على اعادة الطمأنينة بين دول وشعوب منطقة الخليج. ولا شكّ أن الأحداث التي وقعت في البحرين كان لها أسبابها وقد تركت آثارها السلبية على العلاقات ويجب أن نعمل على علاج تلك النتائج والأحداث بالطريقة التي تضع حداً لتفاقمها وتصاعدها.
وقال ان موقف ايران المستنكر لدخول قوات درع الجزيرة الى البحرين هو موقف غير مفهوم ولا يقنع الرأي العام العربي والاسلامي لأنها قوات شقيقة دخلت إلى بلدٍ شقيق بموجب معاهدات واتفاقات بين دول الخليج وليست قوات احتلال خصوصا وأنها قد دخلت بناءاً على طلب من السلطات الشرعية في مملكة البحرين لمساعدتها على حفظ المؤسسات والممتلكات العامّة واعادة الاستقرار وهذا يعتبر في العرف الدولي من الشؤون الدّاخلية لدولة ذات سيادة لا يصحّ الاعتراض عليه من دول أخرى.
وتابع سماحته : ونحن فيما ندعو الى الحوار بين ايران ودول الخليج فنحن لا ندعو الى مهادنة ايران والاستسلام لها ولكننا ندعو الى حوار جادٍ يقوم على اساس الاحترام المتبادل لأنّ روابط الدّين والتّاريخ والجوار القائمة بين ايران ودول الخليج تقتضي قيام أحسن العلاقات فيما بين تلك الدول .
وردّا على القول بأن البحرين ترى نفسها مظلومة فكيف يطلب منها الحوار قال العلاّمة الأمين :
نحن لم نطلب ذلك من مملكة البحرين مع ان الداعي لذلك ليس خاسرا ولذلك طلبنا من القيادة الايرانية أن تبادر الى الدعوة الى الحوار مع دول الخليج لأن ايران دولة مهمة و كبيرة في المنطقة وهذا يفرض عليها أن تكون مصدراً للاطمئنان لدول الخليج الشقيقة لها وليس من مصلحة ايران أن تخسر بوّابتها الى العالمين العربي والاسلامي.
وطالب العلاّمة الأمين وسائل الاعلام في المنطقة بالابتعاد عن استنهاض اللغة القومية والمذهبيّة التي تزيد في الطّين بلّة وتزرع الأحقاد وتنكأ جراح الماضي ولا يستفيد منها إلا أعداء الأمّة العاملون على ضعفها وزرع الفتن في أرضها وجميعنا يعلم الآثار السيئة لهذه اللغة التي استخدمت في حرب الخليج الأولى بين العراق وايران والتي دفع العرب و المسلمون الأثمان الباهظة لها. فأين هي مصلحة العرب والمسلمين من هذا التّصعيد الجديد؟! ولذلك فإننا نرى أن المصلحة تكمن في دعوة إيران لتلك الدّول الى حوار سريع وعاجل بين مختلف الأطراف وتوضع كلّ الهواجس والمخاوف على طاولة البحث والحوار سواء في ذلك أحداث البحرين والعراق والكويت واليمن وغيرها من الأمور التي كانت سبباً في تأزيم العلاقات.
وقد عبّر العلامة الأمين عن خوفه الشديد من إطلاق العنان لوسائل الاعلام مستحضراً قول الشاعر العربي:
أرى تحت الرماد وميض نارٍ ويوشك أن يشبّ لها ضرام
إذا لم يطفها حكماء قومٍ يكون وقودها جثث وهام
وإنّ النار من عودين تذكى وإن الحرب اولها كلام
وتابع سماحته : ونحن لا نشكّ أنّ منطقتنا العربية وفي ايران لا تخلو من الحكماء ولذلك فإننا ندعو عبر قناتكم الكريمة (دليل) الحكماء في المنطقة ونناشدهم وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في ايران السيد الخامنئي – نناشدهم العمل على انهاء هذه الحالة غير الطبيعية القائمة بين الاخوة في الخليج وهي حالة تؤلمنا جميعاً نحن العرب و المسلمين ونتطلّع الى علاقة تسودها روح الأخوّة الإسلاميّة والتّعاون والتآزر والإحترام المتبادل عملاً بقوله تعالى : ( انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم) ولنا في حكمتهم وتدبرهم لعواقب الأمور ما يبعث في نفوسنا الأمل بأن تسير الأمور باتجاه الأحسن ان شاء الله.
نشرت في الوطن البحرينية
http://www.alwatannews.net/news.aspx?id=PC3EzWoEg1txP+r3Zn4GYQ==