صحيفة السياسة الكويتية – الإعلامي صبحي الدبيسي: ماذا تغير على الساحة حتى سمح "حزب الله" تحديداً بدخول الجيش إلى بعض مناطق كانت محرمة عليه في الأصل كالضاحية الجنوبية, واليوم يقوم بتنفيذ خطة أمنية في منطقة بعلبك-الهرمل؟
العلاّمة السيد علي الأمين : أنا لست مع هذا التطبيق للقانون بالتراضي, مرة نرسل الجيش اللبناني إلى البقاع, ومرة نرسله إلى الشمال, ومرة نرسله إلى الضاحية لتطبيق خطته: هذا في الحقيقة إنقاذ لقوى الأمر الواقع, قوى الأمر الواقع عندما لا تكون الدولة موجودة في هذه المنطقة بشكل فاعل ستتحمل هي السلبيات, ولذلك تحاول أن تزيل عنها السلبيات يقولون (والله سمحنا للجيش), أنا لست مرتاحاً لقول بعض المسؤولين إن الجيش قادر على بسط سلطة الدولة إذا رفع الغطاء السياسي عن المسلحين: وكأن الجيش تحكمه قوى الأمر الواقع نفسها, تقول له: اذهب إلى البقاع, فيذهب, ثم يضعف فترة فينسحب منها, المطلوب من الجيش اللبناني أن يبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية وليس عليه أن يأخذ الإذن من قوى الأمر الواقع. بعض القيادات لو كانت حقيقة تريد للدولة أن تبسط سلطتها لبادروا بتسليم ما لديهم من أسلحة للدولة اللبنانية, وأطلقوا يدها حقيقة في كل الأماكن, وفي نهاية الأمر نرى أن هذا الانتشار الجزئي لا يزال مرتبطاً بحالة من التراضي. وبهذه الحالة لا يمكنك أن تبني دولة, الدولة يجب أن تبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. والجيش فعلاً لا يجوز أن يتأثر بهذا المسؤول السياسي الذي يقول اليوم (رفع الغطاء السياسي), على الجيش أن يمنح الغطاء للآخرين, بينما هو يأخذ غطاءً من الآخرين.
من هنا, أنا أنظر إلى هذه الخطط المجتزأة, وهي إرسال الجيش تارة إلى هذا الموقع أو ذاك الموقع بأنها تلميع لصورة بعض المسؤولين الذين يسيطرون على تلك المناطق والأماكن بأنهم أذنوا للجيش بالدخول ولكن السلطة الحقيقية تبقى لتلك الأحزاب وقياداتها.
صحيفة السياسة الكويتية في 26 /10/2012