الجمعة , أكتوبر 11 2024

العلامة السيد علي الأمين: تدخل حزب الله في سوريا غير مقبول وعلى المرجعيات الدينية في الدول العربية أن تخرج عن صمتها وتصدر الفتاوى بتحريم المشاركة في القتال الدائر في سوريا

 

2013-05-17 أيوب خداج من بيروت
 
 نصّ المقابلة التي أجراها موقع الشرفة مع  العلامة  السيد علي الأمين : 
 
 
الشرفة: يقول حزب الله أن مشاركته في النزاع في سوريا هي للدفاع عن الشيعة اللبنانيين الذين يعيشون في القرى الحدودية أو للدفاع عن المقدسات الدينية. ما رأيكم في هذا السبب؟
 
السيد علي الأمين:  إن هذا السبب المعلن لتدخل حزب الله في القتال الجاري على الأراضي السورية هو سبب غير مقبول من الناحيتين الدينية والقانونية ، لأن مسؤولية الدفاع عن المقدسات الدينية وعن اللبنانيين الموجودين على الأراضي السورية تقع على عاتق النظام السوري وحده،وليس مسؤولية حزب الله ولا مسؤولية الدولة اللبنانية، وإذا كان النظام السوري عاجزاً عن حمايتهم فالأجدر بهم أن يخرجوا من تلك القرى ريثما تضع الحرب أوزارها، لأن القاعدة الدينية تقول لنا( الفرار من الفتنة أولى من الوقوع بها)، ونحن نرى أن ساحة جهادنا هي في الدفاع عن وطننا لبنان وفي بناء دولتنا والمحافظة على عيشنا المشترك ووحدتنا الوطنية، والسيدة زينب لا تريد سفك الدماء تحت عنوان الدفاع عن مقامها، وإنما تريد الوحدة والإبتعاد عن الفتنة كما هو معلوم من سيرتها وسيرة آبائها وأجدادها.
 
الشرفة: كيف يؤثر تدخل حزب الله في النزاع السوري سلبا على العلاقات الطائفية في لبنان والمنطقة؟
 
السيد علي الأمين: في ظل القتال الدائر في سورية الذي بدأ يأخذ في بعض مراحله العناوين المذهبية والطائفية فإن تدخل حزب الله في القتال وإن كان بعنوان مناصرة النظام السوري وعنوان الدفاع عن اللبنانيين سيؤدي إلى مزيد من الإحتقان الطائفي داخل سوريا وخارجها لأن حزب الله يحمل صفة دينية وانتماءاً مذهبياً مختلفاً عن المحيط المؤيد لحركة الشعب السوري المطالب بالحقوق والإصلاحات وهذا ما يجرُّ الصراع إلى ساحة الخلافات المذهبية والطائفية ويؤثّر بالتالي على علاقات العيش المشترك القائمة بين الطوائف داخل لبنان والمنطقة
 
الشرفة: هل هناك من أصوات لشخصيات شيعية في لبنان وخارجه تندد بتدخل حزب الله في النزاع السوري؟
 
السيد علي الأمين: هناك أصوات ظهرت أخيراً عبّرت عن رفض أصحابها لتدخل حزب الله وغيره في النزاع الجاري على الأراضي السورية وهي وإن كانت أصوات أفراد لكنها تعبّر عن توجّه يزداد شعبيّة – خصوصاً داخل الطائفة الشيعية في لبنان – ويرفض الإنخراط في الحرب الدائرة في سورية على الرغم من عدم احتضان الدولة لأصحاب هذا الرأي الذين يدافعون عنها ويطالبونها ببسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية. 
 
الشرفة:  يشارك بعض العراقيين الشيعة في النزاع السوري إلى جانب النظام، كما يفعل حزب الله، ما الذي يجب فعله لتفادي الوقوع في موجة عنف طائفية؟
 
السيد علي الأمين: إن المطلوب من المرجعيات الدينية في العراق أن تخرج عن صمتها وتصدر الفتاوى بتحريم المشاركة في القتال الدائر في سوريا، وهو المطلوب أيضاً من سائر المرجعيات الدينية في مصر والمملكة العربية السعودية وغيرهما من الدول العربية والإسلامية لأن الإعتدال لا يكون بالسكوت عن تصاعد حالات التطرف والإحتقان التي تلحق الضرر بالمنطقة والعالم.
 
الشرفة:  كيف تنظرون إلى دور إيران في ما يقوم به حزب الله والعراقيون الشيعة في سوريا؟
 
السيد علي الأمين:  إن سعي إيران للمحافظة على نفوذها في المنطقة هو ما يدفعها لمطالبة الأحزاب التابعة لها في لبنان والعراق للوقوف إلى جانب النظام السوري والمشاركة في النزاع الجاري على الأراضي السورية.
 
الشرفة:  هناك مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي مثل جبهة النصرة تشارك مشاركة فاعلة في هذا النزاع. كيف ترون دورها والأجندة التي تجلبها معهم إلى النزاع السوري؟
 
السيد علي الأمين:  إن دخول تنظيمات غير سورية بالأحداث قد ألحق الضرر بالمطالب المشروعة للشعب السوري لأن تلك التنظيمات لها أيديولوجيتها الخاصة بها المرفوضة من المجتمع الدولي ومن معظم الشعب السوري، وتلك التنظيمات باعتمادها على نهج التطرّف ورفض الآخر من منطلقات دينية خاطئة تريد أن تطبع الأحداث بطابعها وهذا ما يؤدي إلى انتشار خطرالتطرف وثقافة العنف ليس في سورية وحدها بل في المنطقة بأسرها
 
الشرفة:  كيف يمكن لشعوب المنطقة أن تحمي نفسها ضد تطرف جماعات مثل جبهة النصرة وحزب الله؟
 
السيد علي الأمين: إن شعوب المنطقة كسائر شعوب العالم يريدون الإعتدال والإستقرار ويريدون العيش بسلام مع بعضهم البعض ومع العالم، وما ساعد على ظهور حالات التطرّف في بعض المجتمعات هو الإستبداد الذي مارسته بعض الدول والأنظمة في شعوبها وغياب العدالة الإجتماعية والحريات الأساسية عنها، ويضاف إلى ذلك عجز بعض الدول عن القيام بواجباتها في بسط سلطتها ونشر ثقافتها وتنظيم شؤون الأحزاب فيها ، وهذا ما جعل المناخ ملائماً لولادة حالات التطرّف مع الأخذ بنظر الإعتبار استمرار مأساة الشعب الفلسطيني وعدم إيجاد الحلّ العادل لقضيّته ، ولا بد لهذه الشعوب من دعم قوى الإعتدال فيها والعمل على تظهير أصواتها الرافضة لمنطق الكراهية والنزاع والداعية إلى قيام الدولة المدنية التي تقوم على أسس العدالة والمساواة بين جميع المواطنين. 
 
الشرفة:  هل أجريتم اتصالات مع علماء دين سنة وشيعة للتباحث حول إمكانية مساهمتكم في احتواء أي أزمة طائفية في لبنان والمنطقة؟ إذا لا، هل هناك خطط للقيام بذلك وماذا ستقولون لهم؟
 
السيد علي الأمين: نعم لقد أجريت عدة اتصالات ولقاءات مع بعض العلماء والمفكرين من أجل العمل لعقد مؤتمر يضم مرجعيات دينية وأهل الرأي والفكر من مختلف الطوائف والمذاهب لدراسة المواقف التي يجب اتخاذها لدفع الأخطار المحدقة بنا وبالمنطقة.