الجمعة , ديسمبر 13 2024

العلامة السيد علي الأمين: لا يجوز تحت شعار الوحدة والتضامن إلغاء البحث عن نتائج الحرب وعمَّن يتحمل المسؤولية


المستقبل – الاحد 27 آب 2006 – العدد 2368 – شؤون لبنانية – صفحة 5


نقلاً عن جريدة المستقبل


قوة لبنان تكمن في انضمام العرب اليه وليس في انفراد الجزء بتحمل المسؤولية


لا يجوز أن يتحمل هذا الجزء اعباء وظيفة الكل


“المحاسبات ستكثر وستحصل متغيرات والناس ستسأل أين الأمانة؟” 


العلامة السيد علي الأمين: لا يجوز تحت شعار الوحدة والتضامن


إلغاء البحث عن نتائج الحرب وعمَّن يتحمل المسؤولية


 *منطق الحرب في الاسلام هو يخطط لمنطق الغلبة والانتصار


*لماذا لم نستعد لدولة لها مطامع؟


*الاحتضان الذي حصل في الجبل وطرابلس وعكار يكشف ان اللبنانيين متجاوزون للخلافات المذهبية


*أفيعقل ان الطائفة الشيعية التي كانت في طليعة الطوائف التي تقاتل من أجل الدولة اللبنانية تصبح الآن تدعى الى الدولة اللبنانية ولا تجيب؟”.
*الطائفة الشيعية مندرجة تماما في مشروع الدولة والوطن وهذه هي قناعتها قبل خيارها *كيف يمكن أنت أن تشن حرباً بهذا المعنى وبهذه السعة وبهذا الشمول أو أن تشن حرب عليك بهذه السعة وبهذا الشمول وأنت لست مستعداً لذلك ؟


*ما يهمني ان تكون هناك السلطة الكاملة والشاملة وتكون سلطة القانون على كل الناس سواسية من دون فرق بين كبير وصغير نحن نريد السلطة الكاملة على الأرض الكاملة


المستقبل – الاحد 27 آب 2006 – العدد 2368 – شؤون لبنانية – صفحة 5


 


أكد مفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الامين انه “لا يجوز تحت شعار الوحدة والتضامن الغاء البحث عن نتائج الحرب وعمَّن يتحمل المسؤولية”، ورأى أن “المحاسبات ستكثر وستحصل متغيرات والناس ستسأل أين الأمانة”.
ورأى ان “حزب الله اساء تقدير دقة الظروف الدولية عندما اقدم على عملية خطف الجنديين”، لافتا الى ان “صمود المرء امام عدوه فضيلة من الفضائل وإن مَن يدفع الى الحرب عليه ان يستعد لها من النواحي كافة”.وتساءل: “إذا كان البعض يعتبر ان الدمار والخراب الذي حلا بلبنان هو عملية دفاع فكيف اذا يكون الوضع بدون دفاع؟”. وقال إن “قوة لبنان تكمن في انضمام العرب اليه وليس في انفراد الجزء بتحمل المسؤولية”
واعتبر ان “اهم اجزاء القرار 1701 هو تثبيت الدولة اللبنانية سلطتها الكاملة على كامل التراب اللبناني”. وأبدى خشيته من “ان البعض الآن يقول نحن طبقنا 1701 وكانت موافقتنا من اجل ان نوقف اطلاق النار”، لافتا الى أن “هذا جزء بسيط من بنود القرار والمطلوب تنفيذ القرار بكامله”.
معلنا ان “الطائفة الشيعية مندرجة تماما في مشروع الدولة والوطن وهذه هي قناعتها قبل خيارها”.
ووصف في حديث الى “المؤسسة اللبنانية للارسال” أمس، المرحلة التي مرت بأنها “مرحلة صعبة جداً على اللبنانيين جميعاً وليس على منطقة صور وأهلها، ونحاول بعد هذه المرحلة الصعبة ان نتطلع الى الأمام والى المستقبل الذي لا يعيدنا الى الوراء ونحاول ان ننسى تلك المراحل التي مررنا بها ومرّ الناس بها جميعاً ,وخصوصاً بعد ان رجع معظم النازحين الى الجنوب، كلهم عادوا وهناك حالة من الأمل بأن يتغير هذا الوضع الى الأفضل خصوصاً بعد وقف اطلاق النار وبعد هذه المستجدات التي حصلت على الساحة الداخلية والدولية”.
وقال: “يجب ان ننظر الى الماضي والنظر في النتائج والأسباب وفي ما جرى للجنوب خصوصاً وللبنانيين عموماً هو لا يقل اهمية عن الحديث عن التضامن وما يسمى بالتضامن والوحدة. لا يجوز تحت شعار الوحدة والتضامن ان نلغي البحث عن هذه النتائج ولماذا حصلت ومن المسؤول وما هي هذه الأثمان الباهظة التي يجب ان ندفعها في مثل هذه الحرب التي وقعت؟. أنا قلت ما الفرق؟ الفرق في عمل النتائج بين ان تكون اسرائيل قد جرّتنا الى هذه الحرب أو ان نكون قد جرّيناها نحن الى هذه الحرب. وفي عالم النتائج التي حصلت في لبنان لا يوجد فرق لذلك هنا ينبغي ان نبحث هل كان هناك استعداد؟، يعني من يدفع باتجاه الحرب. في كل الأحوال عليه ان يكون مستعداً، سواء جرّ الى حرب أو الجرّ الآخرين اليها”.
ورأى إنه “لم يكن هناك استعداد لا على مستوى الدولة بهذا المعنى ولا على مستوى الوطن، ولا على مستوى الشعب. لا يوجد استعدادات لمثل هذه الحرب. وأنا هنا أتحدث من كل النواحي، فعندما وقعت الحرب لا يوجد استعدادات لليتر ماء أو لليتر بنزين، ناهيك عن أمور العسكرية والأمور التي يمكن أن تحمي الشعب من ملاجئ وسواها وغيرها. حتى ربطة خبز لا يوجد. كيف يمكن أنت أن تشن حرباً بهذا المعنى وبهذه السعة وبهذا الشمول أو أن تشن حرب عليك بهذه السعة وبهذا الشمول وأنت لست مستعداً لذلك”.
وقال: “حتى لو قلنا بأنه جرّ لبنان أو جرّ حزب الله، ففي النهاية حزب الله يعلم ان دولة تريد العدوان ويقولون انها دولة معتدية الخ. وانها تريد ولها مطامع في بلادنا فلماذا لم نستعد لدولة لها مطامع. في كل الأحوال سواء أنت قد جررت اسرائيل الى هذه الحرب أو انت على علم بأن اسرائيل هي دولة عدوانية ولم تستعد لعدوانها عليك. كيف يمكن لهذا الشعب ان يصمد؟. قالوا مثلاً بأن هناك مليون اسرائيلي كانوا في الملاجئ ونحن أربعة ملايين لبناني كانوا في العراء عندنا. لا يوجد لنا ملجأ في كل لبنان. الوطن كله ليس له ملجأ. الاسرائيلي لو هجّر كان يسكن في احسن الملاجئ، أين نحن؟ ولذلك أنا أرى أنه لم يكن هناك أي استعداد لهذه الحرب”.
أضاف: “لا شك بأنه لم يعد هناك من توازن رعب. أنا الآن لا أفهم ان يقال بأن هناك خسارة ليس فيها أرواح وليس فيها دمار وأن هناك نصراً فيه هذا الدمار وفيه هذه الأرواح. كيف يمكن ان يكون هذا النصر مع تلك الخسارة؟. نحن وجدنا بأنه لم يكن هناك اي استعداد لمثل هذه الحرب وكان بالامكان ان نتفادى هذه الحرب أصلا وأن نصل الى كثير من المطالب من خلال ضغوط دولية ومن خلال علاقات وما الى غير ذلك. كان بالامكان ان نصل او على الأقل بالامكان ان نؤجل هذه الأمور الى ان نستعد. اما ان يقال بأن اسرائيل كانت خطتها مسبقة فإذا انا كنت أعلم ان البركان سيندلع بعد شهرين. أنا أحاول أن أقرّب اندلاع هذا البركان. لا يمكن. اذن عليّ ان أكون مستعداً والذي ظهر انه لم يكن هناك استعداداً”.
وأكد “أنا مع نظرية الصمود، طبعاً لبنان و”حزب الله”، ضربنا العدو ضربة موجعة، لكننا لم ننته. العدو لا يمكن ان يقول انه هزم. العدو ايضاً كان له اهداف معلنة على الأقل. هذه الأهداف المعلنة لم تتحقق. ولا توجد نسبة بين الوجع الذي أصابنا وبين الوجع الذي أصاب العدو. أوجاعنا كانت كبيرة جداً والوجع الذي أصاب العدو كان أقل لا توجد نسبة بين الوجعين، على قاعدة ان كنتم تألمون فإنهم يألمون كما تألمون. كلا نحن تألمنا اكثر مما تألم عدوّنا. والدمار أصابنا اكثر مما أصاب عدونا. وأزهقت ارواحنا أكثر منهم. على انني لا أرى ان الحرب هي عملية زهق أرواح، الحرب يفترض ان تكون لها اهداف اكثر من تلك الأمور”.
وتابع: “أنا لست مع نظرية الانتصار ولا يمكن أن ألغي عقلي وأحاسيسي ومشاعري لما حدث للبنانيين عموماً وللجنوبيين خصوصاً وأقول بأننا قد انتصرنا. كلا نحن صمدنا وواجهنا وكان هناك بسالة في الوجهة وثبات من قبل المقاتلين، لكن لم يكن هناك انتصاراً، ولم يكن هناك استعداداً، أصلاً اسرائيل هي دولة معدّة لمواجهة الجيوش العربية مجتمعة. فإذا لم ننتصر عليها فهذا ليس عيباً. نعم نحن واجهناها وصمدنا لكن لم ننتصر عليها وهذا ليس عيباً وليس عاراً علينا. يكفي ان نصمد في وجهها. واذا قلنا بأنه كان من الواجب ان نصمد ومن الواجب علينا هذه الأمور. ولكن في كل الأحوال ان يصمد المرء أمام عدو هذه فضيلة من الفضائل. ولكن عدم الاستعداد كان الأمر الخطير لأنه اذا كنا نحارب بمنطق الايمان فالله سبحانه وتعالى لم يقل فقط قاتلوا ولكنه قال أيضاً اعدّوا. لا بد من المزاوجة بين هذين الأمرين، بين الاعداد والاستعداد وبين أيضاً تنفيذ اوامر القتال”.
وقال: “حزب الله” تعدّه ليقاتل أقوى جيش في المنطقة أو في العالم الثالث، أو أقوى رابع جيش في العالم. أنتم مجموعة من هؤلاء الأبطال والشجعان تعدهم من اجل ان يواجهوا هذا الجيش. كيف هو هذا المنطق. أيضاً لا يوجد اعداد حتى بالنسبة لهؤلاء. أنا ليس المهم أن أقول هؤلاء شجعان. أنا أعلن بأن منطق الحرب في الاسلام هو يخطط لمنطق الغلبة والانتصار. “ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين” مثلاً. الاسلام يخطط من أجل الغلبة والانتصار لا من أجل القول ان هؤلاء شجعان. قاتل ثم قُتل. كما يقال في بعض الروايات نزل الى ساحة الحرب وقاتل قتال الأبطال والشجعان ثم استشهد. هل هذا هو هدفنا؟. الهدف هو الغلبة وان تحقق اهدافك ومبادئك وقيمك. لذلك انا لم أرَ ان كان هناك استعداد على مستوى من تواجهه من الجيوش”.
وإعتبر أن “حزب لوحده لا يستطيع تحقيق هذا التوازن على صعيد الآلة العسكرية الحقيقية، لذلك نحن مع نظرية ان الجنوب ولبنان هو جزء من عملية مواجهة شاملة. لا يجوز أن يتحمل هذا الجزء اعباء وظيفة الكل. مواجهة اسرائيل هي وظيفة الأنظمة العربية مجتمعة واسرائيل معدة لهذا الأمر. هذا الصراع العربي الاسرائيلي لا يمكن ان يكون هذا الجزء لبنان الصغير ان يتحمل وظيفة الكل. لا يمكن ذلك”.
ولفت الى أن “حزب الله كان يقول بعملية الأسر ولكن كان يجب ان يتوقع نتائج هذه العملية، خاصة انه تمت خارج مزارع شبعا. كان ينبغي على حزب الله عندما يريد ان يقوم بهذا العمل ان يأخذ في الاعتبار هذه المعطيات الدولية والقرارات الدولية والمواقف أيضاً. هل يمكن ان يملي على العدو ان يتعاطى معه في دائرة ضيقة. لا يمكن ان يقول للعدو اريد ان اقاتلك في هذا المكان فقط، وليس لك ان تقاتلني في مكان آخر أو في المواقع الأخرى. أنا أريد أن أأسر لك جندياً فعليك ان تأسر جندياً في مقابله ولا يجوز لك ان تضرب البنى التحتية. هذا ليس منطق حرب ولذلك كان مفترض من حزب الله ان يعد لعدة لهذه المسألة”.
أضاف: “أدوات الحرب التي استخدمت في ما بعد يبدو انها كانت اكثر من قضية خطف أسيرين. هذه الصواريخ البعيدة المدى واسرائيل والدمار التي استهدفته كانت تتخطى هذه العملية. هذه حرب تخوضها الجيوش في حرب شاملة. سمعت أمس بعض المسؤولين في حزب الله يقول انها كانت حرب شاملة. هناك حرب شاملة ولكن ماذا اعددت لها. يذكرني ببيت شعر للأخطل الصغير يقول “


من العجز ان تلقى المهند بالعصا         وأن تدفع الأعداء بالصلوات”.


 هذه الحرب الشاملة في عملية الصواريخ البعيدة المدى هذه اسلحة جيوش. فلتكن الجيوش العربية كلها جاهزة وعندئذ نحن نكون جزء من هذه العملية المواجهة الشاملة”.
وقال: “نحن نعتقد اذا تعاطينا مع القرار الصادر عن مجلس الأمن بتعاط جاد لتطبيقه وتنفيذه بنصوصه، اعتقد انه يشكل حلا لهذه الحرب في لبنان وحلا دائماً على الأقل. وفي لبنان على الأقل من الممكن ان نصل الى حل طويل الأمد. واذا تعاطينا مع القرار 1701 كما تعاطينا سابقاً مع القرارات الدولية 1559 وغيرها من القرارات حين صار بعض السياسيين في لبنان يطلب من الحكومة اللبنانية ان تقول للمجتمع الدولي نحن نعتبر ان القرار 1559 قد نفذ. يا أخي القرار لم يصدر عنك ولذلك كان هناك دعوة لبعض الوزراء داخل الحكومة لاصدار تعليمات داخل الحكومة والقول امام المجتمع ان القرار 1559 قد نفذ، اذا بهذه البساطة نتعاطى مع قرار صدر من أعلى سلطة في العالم، هناك حالة من عدم الاعتراف بما يمكن ان يتفق عليه المجتمع الدولي وتترتب عليه آفاق. نحن مع التنفيذ الكامل للقرارات الدولية لسنا مع العملية الانتقائية. عندما نطالب بتنفيذ القرار 1701 وغيره من القرارات المتعلقة بقضية الشرق الأوسط لأنه يمكن ان يحل المشكلة اللبنانية في مرحلة من المراحل، لكن اذا بقيت قضية الشرق الأوسط عالقة فهذا يؤدي الى عودة الأمور الى الوراء والى الفوضى. وأنا أتكلم بخصوص هذا القرار ونخشى غداً أو حسب ما نسمعه من بعض المسؤولين انه غداً يطلب من الحكومة اللبنانية أن تعلن اننا كحكومة لبنانية قد نفذنا القرار 1701 وانتهى الأمر. كيف نفذنا القرار 1701؟ لذلك ينبغي ان نتعاطى مع هذا القرار بجدية وأن نطالب المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل وعلى كل الأفرقاء من اجل تنفيذ بنود هذا الاتفاق كاملاً”.
أضاف: “البعض يعنيه من القرار 1701 وقف اطلاق النار وانتهى الأمر، اذا كان يعنيك ان توقف الأعمال العدائية فقط فهذا يعني اننا لم نزل في خضم المعركة. اخشى ان البعض الآن يقول نحن طبقنا 1701 وكانت موافقتنا من اجل ان نوقف اطلاق النار، وهذا جزء بسيط من بنود القرار والمطلوب تنفيذ القرار بكامله، وأهم ما في القرار ان تبسط الدولة اللبنانية سلطتها الكاملة على كامل التراب، بمعنى أن لا يكون هنالك تلاعب على المجتمع الدولي. صحيح أن الدولة اللبنانية باسطة سلطتها على كامل التراب لكن ليست هي السلطة الكاملة على هذه التراب. السلطة قد تكون شكلية، مثلاً كان موجودا في الجنوب بعض افراد الجيش والقوى الأمنية وبعض المخافر لكن لم يكن هناك تطبيق للقانون، ولم يكن يوجد سيادة حقيقية. كان هناك قوى غيرها، ولم يكن لهذه القوى الأمنية السلطة في اعتقال شخص من حزب أو تنظيم معين، بمعنى أن السلطة هي في الجنوب للأحزاب والتنظيمات وحتى في بيروت وفي ككثير من ضواحيها سلطة موجودة والجيش نشر في جميع المناطق ولكن ليس هنالك ما يسمى بالسلطة الكاملة على هذه الأرض، ولكن ما يهمني ان تكون هناك السلطة الكاملة والشاملة وتكون سلطة القانون على كل الناس سواسية من دون فرق بين كبير وصغير”.
وأردف: “لا شك ان خطوة انتشار الجيش في الجنوب هي خطوة كبيرة ومهمة جداً تسجل للحكومة اللبنانية ولو انها جاءت متأخرة، وكان المفروض من الجيش ان يكون في هذه المنطقة منذ عقود من الزمن وهو مطروح منذ اتفاق القاهرة. وحتى اثناء الانتخابات النيابية لم نكن نرى أي وجود للسلطة بحيث يمكن ان تمنح المواطن حريته في عملية الاختيار والانتقال، ولذلك كان البعض يستفيد من هذا الوضع يأخذ من الأمور الأوصاف والألقاب من دون ان تكون هناك سلطة حقيقية. الفراغ الذي حصل في الجنوب منذ اتفاق القاهرة وحتى اليوم كان سبباً في اتيان الحرب، وانتخابات منقوصة ولحرية غائبة في غياب الدولة حقيقة، يقولون لا الدولة موجودة، بمدينة صور هنالك دولة ولكن ليست سلطة كاملة وبعيداً كذلك ولكن ليست كاملة. نحن نريد السلطة الكاملة على الأرض الكاملة”.
وأشار إلى ان “انتشار الجيش اللبناني كان مطلب الجنوبيين منذ السبعينات وكان من الأسس التي قامت عليها بعض الحركات السياسية، ولكن يبدو انها نستها وتخلّت عنها قياداتها وهي قامت على هذه الأسس الثلاث، مثلاً حركة أمل قامت على أساس الشرعية وفي احدى المراحل كانت تتهم انها كانت تابعة للمكتب الثاني لأنها كانت تطالب بالجيش اللبناني والدولة اللبنانية. المطلب الأساسي للجنوبيين كان دائماً منذ زمن بعيد هو ازالة الحرمان، العدالة الاجتماعية وعودة حزب الدولة اللبنانية وعدم تحمل الجنوب لوحده آثار الصراع العربي ـ الاسرائيلي. وعدم العودة إلى ما قبل العام 1982 كان بنداً أساسياً لدى أمل وغيرها من التنظيمات السياسية في الجنوب، بمعنى ان ما رفضناه للفلسطينيين قبل العام 1982 قبلنا الأسوأ منه في ايامنا هذه لأنفسنا”.
واعتبر الأمين أنه “كان بالامكان ان نصل الى تحرير الأسرى من دون اللجوء الى العنف وعمليات الخطف وما جرته من خراب ودمار على لبنان. اسرائيل ليست عدواً للبنان فحسب بل عدوة للعرب جميعاً، فإذا كانت عدوة للعرب فليتفقوا العرب جميعاً على استراتيجية دفاع مشترك. اما ان تقول لي نحن مع الجيش ولكن الجيش لا يستطيع ان يدافع، فهل بامكانك انت أن ندافع عن لبنان، فإذا كنت تعتبر ان الدمار والخراب الذي حلا بلبنان هو عملية دفاع فكيف اذا يكون الوضع بدون دفاع؟”.
واكد “ان قوة لبنان في انضمامه الى الجماعة العربية عندما تقول الدول العربية اننا سنواجه اسرائيل فلبنان يجب ان يكون جزءاً من هذه الدول، قوة الجزء في انضمام الجميع اليه وليس في انفراد الجزء في تحمل المسؤولية”.
وقال: “أعتقد ان الكثير من الذين وصلوا الى مواقع متقدمة في عهد الامام الصدر تخلوا عنا اليوم، وأنا اتحدث عن بعض الاخوان في هذه المرحلة التي مرت، وان الامام الصدر قال الجنوب امانة يجب ان تحفظ بأمر من الله والوطن وسألت انا البعض أين الأمانة؟ الجنوب أمانة، الوطن أمانة، بيروت أمانة، كيف أديتم هذه الأمانة؟ القائد ليس من يعد لنا عدد النازحين من قراهم، وليس من يقول لنا ان قطر ستبني لنا بنت جبيل، القائد هو من يمنع وقوع الدمار، القائد هو من يدعو الناس الى الرجوع او عدم النزوح ويثبتهم في ارضهم وبلادهم. هناك تخليا عن مشروع الامام الصدر. هناك كثير من الناس يتساءلون لماذا وصلت بنا الأمور الى هذه المواصل ومن المسؤول؟، هنالك تساؤلات كثيرة حول هذا الوضع. وأعتقد ان كثيراً من هذه الأمور سوف تتغير والناس بدأت تتكلم والآن سرورها بعودة الجيش اللبناني وقوات الطوارئ سيعطيها الاطمئنان اكثر. المحاسبات والمساءلات ستكثر وستحصل متغيرات كثيرة والناس ستسأل أين الأمانة التي وعدتم انكم ستحافظون عليها ووصلتم باسمها الى المواقع المتقدمة ووضعت سلة الشيعة كلها في سلة التطرف وسلة الحرب؟”.
وأكد أن “الشيعة ليسوا مع حالة الحرب، بل هم في خانة الاعتدال وهي الاكثر مساحة ولم يتخلوا عن دورهم في هذا الاعتدال، وخاصة حركة أمل، من اجل امور اخرى الا من خلال مواقع معينة ومناصب ربطوها بالايرانيين ونحن بغنى عنها”. وقال: “المسؤول الثقافي في الشيعة هو ليس حركة أمل، هو حزب الله الذي يعطي الثقافة الدينية في المساجد والمدارس وغيرها وحركة أمل ليس لها أي دور وحزب الله حاول إلغاء خط الاعتدال وإغفاله وأصبح له الأمر الناهي. أمل وحزب الله موجودان في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ولا يستطيع هذا المجلس ان يأخذ قراراً مخالفاً لقراراتهم، وهذا الأمر واضح خاصة انه من أسس مشروع المجلس الاسلامي الشيعي هو قيامة الدولة، أفيعقل ان الطائفة الشيعية التي كانت في طليعة الطوائف التي تقاتل من أجل الدولة اللبنانية تصبح الآن تدعى الى الدولة اللبنانية ولا تجيب؟”.
أضاف: “أيمكن أن نقول نحن نريد دولة ولكن نحن نحدد لها سياستها الدفاعية، نحن مع الدولة اللبنانية ولكن نحن نحدد لها سياستها الخارجية، نحن مع الدولة اللبنانية ولكن نحن نحدد لها سياستها الداخلية، ما هذا المنطق في الشراكة؟. لا تبنى الدولة بفرض الرأي عليها. انا أسمع مسوول في حزب الله يقول أنا أدافع عن الدولة اللبنانية. يا أخي هل الدولة اللبنانية لهذا المسؤول فقط؟. الدولة اللبنانية للجميع وعلى الجميع المسؤولية والمطلوب ان يكون الدفاع مشتركا، لا ان تفرض خطة وتقول لي يجب عليك ان تسير بها، فهذه البلاد ليست لك، البلد لك ولغيرك، والمطلوب ان تكون المسؤولية مشتركة وليست بفرض الرأي على الآخر. وأعتقد ان الاعتدال لا يزال موجوداً عند شريحة واسعة من الطائفة الشيعية في لبنان، وأنا أقول انه اذا اجرينا استفتاءاً في الجنوب اللبناني على مشروع الدولة اللبنانية وعلى أي مشروع يناقضها، فأعتقد ان النتيجة ستكون لصالح مشروع الدولة مئة في المئة. وخلاص الطائفة الشيعية هي في انخراطها بمشروع الدولة وليست فقط عملية خلاص وانما خيار لها وقناعة. وعلى حزب الله أن ينخرط في هذا المشروع كونه ممثل في الدولة وائماً يردد انه مع مشروع الدولة واعتقد ان التجارب علمتنا انه لن تحسينا طوائفنا ولا احزابنا ولا مذاهبنا وانما تحمينا دولة المؤسسات الواحدة القوية”.
وتابع: “لا شك ان لحزب الله علاقات مميزة وفريدة بايران. وعلاقات الشيعة كطائفة بايران والعراق هي علاقات ثقافية ودينية وهي منذ زمن بعيد مثل علاقة الموارنة بفرنسا وعلاقة السنّة بالسعودية، وهي حالة ثقافية وتؤدي الى علاقات ثقافية. وينبغي ان تكون العلاقة السياسية مع الدولة وليس مع حزب معين. ونحن كشيعة جزء من هذا الشعب اللبناني. العلاقات الدينية مع ايران هي علاقات ثقافية ولا يجوز في حال من الأحوال ان تكون روابط الأديان على حساب الأوطان. حزب الله كغيره يجب أن يكون مع مشروع الدولة الواحدة التي تحتضن الجميع. الدولة اللبنانية الواحدة القادرة والقوية”.
وشدد على “أننا مع كل اتفاق اجمع عليه اللبنانيون. اتفاق الطائف اتفق عليه اللبنانيون، حتى الاتفاقات الدولية نحن وافقنا عليها، لذلك نحن مع اتفاق الطائف وما تبعه لأنه أصبح جزءاً من مقدمة الدستور. اعتقد انه ليس في الطائفة الشيعية من يريد ان يأخذ مكاسب وامتيازات، واتفاق الطائف اخرجنا من منطق امتيازات الطوائف الى منطق امتيازات لبنان بشكل عام. لسنا مع اي منطق يميز طائفة عن اخرى ويمنحها امتيازات اما لتاريخ أو لسلاح او لأي عمل ونحن منصهرون كلنا في منطقة وطنية واحدة”.
وقال: “لا يوجد في الاطر السياسية الأخرى في الطائفة الشيعية من يؤمن بولاية الفقيه في ايران ليوجهه في السياسة. سنصل في نهاية المطاف الى تسليم سلاح حزب الله لأن في القيادة ناس على مستوى من القيادة والحنكة ويتفهمون الوضع”.
وأكد أنه “في ظل وجود القيادة الواعية والعاقلة لا يبقى السلاح هدفاً في بقائه، واذا كان الهدف من وراء السلاح هو حماية لبنان، فانتشار الجيش ووجود قوات دولية قد يؤمن هذا الأمر، كما ان حزب الله وغيره لا يفكر دائماً في ان السلاح هو مصدر القوة الوحيدة، فهناك العقل والفكر والاقتصاد والعلاقات الدولية، كما ان من يسعى الى قوة الفكر ونشر المذهب لا يمكن ان يعتمد على السلاح”.
وأعلن “أننا لا نخشى على مستقبلنا (الشيعة) الا عندما نكون خارج مشروع الدولة، كما اننا ضد الأمن الحزبي والطائفي لما يشكل من خطر على الجميع، فدولة الطائف نصّت على الأسس التي تقوم عليها الدولة وعدالتها، لذا لا يمكن ان تبقى الدولة محل تشكيك دائم، انما العمل يكون في نضال الشعب من أجل تطوير اسس النظام والدولة”.
واستبعد “ان يكون هناك انفصال كامل لحزب الله عن الرؤية الايرانية، ولكن نأمل في أن تكون الأحداث الأخيرة عملت على تطوير فكرة جديدة للعلاقة”. وقال: “نحن نعلم ان كل التعابير التي تطلق في الضاحية وفي مناطق جنوبية، والتي تبدأ بسيدي ومولاي القائد الخامنئي، تكشف عن ارتباط عضوي يؤديه العبد لسيده والعنصر لقائده، وهذا الارتباط لم يعد خفياً، لكن نأمل أن تقتنع ايران بأن للشيعة في كل وطن أو بلد خصائصهم الوطنية ولا يجب ان تكون علاقتها بهم الا من خلال الدولة التي يعيش فيها الشيعة وليس عبر الأحزاب والأفراد، وهذا ما ينطبق على لبنان”.
ورأى العلامة الأمين أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد “جرى له توضيح من قبله وقيل ان ما كان مكتوباً في الخطاب غير الذي قيل شفهياً، في المقابل فالرئيس (فؤاد) السنيورة وغيره تكلموا وفصلوا في هذا الموضوع، ما يجعلنا نصل الى قناعة انه اصبحنا بحاجة للوصول الى حالة من التفاهم من اجل ازالة المشاكل، فقد اصبح بمثابة القدر ان يتفاهم اللبنانيون والسوريون، ولا أظن ان عملية تأجيج الخلافات بين البلدين قد تفيد اي طرف. وما شاهدته ولمسته من السنيورة وما يمثله من الأكثرية لا يشير الى ان هناك مانعا لدى هذا الفريق في عملية الوصول الى فتح صفحة جديدة تربط البلدين”.
وقال: “ليس هناك تأثيرا سوريا على حزب الله مع وجود علاقة جيدة على غرار العلاقة التي تربط سوريا وايران، وليس هناك اي ارتباط على المستوى البعيد في الطرح العقائدي، فحقيقة حزب الله وطروحاته لا يمكن ان تختصر بسوريا فقط”.
ورأى أن “لا مبرر للخوف من حرب داخلية، فهناك افرقاء لا يوجد لديهم وسائل الحرب رغم وجودها عند فرقاء آخرين، الا ان عدم وجودها عند الآخرين لا يشير الى وقوعها. والاحتضان الذي حصل في الجبل وطرابلس وعكار يكشف ان اللبنانيين متجاوزون للخلافات المذهبية، كذلك فان من رأى النائب بهية الحريري وتجسيدها لدور الأم الحنون في رعايتها لكل الأسر اكد على أن هناك تلاحما حقيقيا بين السنة والشيعة”.
وأشار إلى “وجود قوات الطوارئ في الماضي كان يمنع انتشار العملية العسكرية الاسرائيلية كعدوان 93 و96، ولهذا نحن نطمئن بوجود الجيش وقوات دولية جديدة اليوم لما تشكل ضمانة لعدم حدوث اي اعتداد، وفي حال حدوثه فإنه سيكون محصوراً”.
وقال: “نحن مع الحوار لكن دون طاولة فهو افضل عبر المؤسسات الدستورية والتي يتمثل فيها الجميع، ونستطيع ان نصل بصيغة حوار جديدة الى نتائج، فالحوار هو الخبز اليومي في مجتمع يحيا العيش المشترك، ولهذا يجب ان يبقى في حالة دائمة ومستمرة، وقد يكون المجلس النيابي هو الموقع المناسب لهذا الحوار كما يمكن اعتباره ممثلا لكل الفئات والأفرقاء بمن فيهم العماد ميشال عون”.
وأكد أنه لا يرى في هذه الدولة او الحكومة “اي انحياز لطائفة دون اخرى انما هناك دائماً سعي متواصل للأداء الأحسن والأفضل للجميع”.


 

شارك المعرفة وانشر