دبي- العربية.نت
اتهم المفتي الجعفري السابق لصور وجبل عامل، السيد علي الامين، “حزب الله” بمخالفة فكر أئمة أهل البيت (رضي الله عنهم) الذي يرفض اللجوء للعنف ضد الحاكم، من خلال السياسة التي يتبعها الحزب في لبنان “والتي أوصلته إلى اجتياح بيروت”.
جاء كلام الأمين في حوار مع برنامج “إضاءات”، الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل على قناة “العربية”، ويبث الجمعة 14-11-2008، ويعاد السبت عند منتصف الليل.
يذكر أن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان أصدر قرارا بإقالة الأمين من منصبه على خلفية مواقفه المنددة بدخول حزب الله إلى بيروت، واستخدام السلاح فيها في أحداث مايو/أيار الماضي.
ووصف الأمين أحداث بيروت أنها “اجتياح” من قبل حزب الله للعاصمة، وأضاف “كنت قد حذرت منه، ورفضت السياسة المعتمدة من قبل الواجهة السياسية الشيعية المتثملة في حزب الله وحركة أمل، وكنت أقول إن هذا الأداء لا يتفق مع الثوابت اللبنانية من العيش المشترك، وكان الموقف أكثر صراحة عندما نددنا بسفك الدماء في تلك الأحداث”.
وتابع “قبل أحداث شهر أيار جاءني رسول من المجلس الشيعي الأعلى، وطلب مني ألا أختلف مع الواجهة السياسية في الرؤية، وألمح أنه يمكن أن يتأثر موقعي في الإفتاء، وأنا رأيت أن مواقفي تأتي من واجبي الديني والوطني، والمناصب ليس لها قيمة عندي”.
وأرجع الأمين موقفه ذاك لسببين، الأول مرتبط بتاريخ “حركة التشيع”، والثاني بواقع الأمور في لبنان.
وشرح أن “حركة التشيع”، لم تقم أبدا على مظاهر العنف والسلاح والبحث عن السلطة، سواء في لبنان أو عبر التاريخ، “وأئمة أهل البيت رفضوا العنف، وهذا ما حصل عندما رفضوا العنف تجاه السلطة”.
وأضاف “الإمام جعفر الصادق أسس هذا النهج ضد الحكومات العباسية ورفض الخروج العنيف ضدها، ولذلك كان أئمة أهل البيت بعد استشهاد الحسين في العهدين الأموي والعباسي بدون مشروع سياسي يهدف للوصول للسلطة، وما حصل في بيروت هو انقلاب بقوة السلاح على الدولة للتراجع عن قراراتها”.
وفي موضوع آخر، قال الأمين إن الارتباط بولاية الفقيه لم يعد روحيا وفكريا، وإنما هو مرتبط بنظام سياسي.
وأضاف “لا علاقة لنا في لبنان بالولي الفقيه، وإنما بوطننا ونظامنا السياسي وعموم الطائفة الشيعية في لبنان مع هذا الأمر منذ أن تأسس الكيان اللبناني، ولكن الذين ظهروا حديثا في العقدين الأخيرين حاولوا إخراج الطائفة الشيعية من المرسوم والمحدد لها الذي سارت عليه منذ عقود، وهي قوى سياسية لديها السلاح والمال والإعلام وتحاول خطف واجهة الطائفة الشيعية”.