العلاّمة السيد علي الأمين
– مرجع ديني من كبار علماء لبنان والعالم الإسلامي
– عضو مجلس حكماء المسلمين (هيئة دولية مستقلة يرأسها شيخ الأزهر).
– أستاذ الفقه وأصوله والبحث الخارج في الحوزات الدينيّة في العراق ولبنان وإيران وسوريا، وتخرج على يديه العديد من طلاب الدينية.
– من دعاة الحوار والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، ومن دعاة الوحدة الإسلامية والحوار بين المذاهب والأديان، وتعزيز المواطنة والإنتماء للأوطان.
– له محاضرات عديدة ومشاركات في مؤتمرات وندوات فكرية لنشر الوعي الديني وخطاب الإعتدال ونبذ ثقافة الكراهية والتعصّب والتطرّف والإرهاب
– له مؤلفات عديدة، منها كتاب: (السنّة والشيعة أمة واحدة: إسلام واحد واجتهادات متعددة) وكتاب (زبدة التفكير في رفض السبّ والتكفير) وكتاب (ولاية الدولة ودولة الفقيه) وكتاب (سلسلة الدروس في علم الأصول)، (خطاب الإعتدال في مواجهة ثقافة التطرف والإرهاب)، (التعاليم المشتركة بين المسيحية والإسلام) ، ( حوار الأديان)، ( الأحزاب الدينية بين شهوة السلطة ورساليّة الأئمة)، ( لبنان دولة الطائفة أم دولة الإنسان) وغير ذلك.
_________________________________________________________________________
حياته
السيد علي الأمين هو العلامة المجتهد السيد علي الأمين والده الشريف محمد بن السيد علي تقي بن السيد محمدالأمين رحمهم الله. وهو عالم شيعي مجتهدومرجع ديني لبناني من كبار علماء الدين في الطائفة الشيعية وفقيه بليغ ومدرس بارع في أصول الفقه وداعية تعايش كبير.
ولد في بلدة قلاوية العاملية من اعمال جبل عمال في جنوب لبنان سنة 1952م[1] . يرجع نسبه إلى الرسول الكريم ولذا لقب بالأمين. هاجر إلى العراق إلى النجف الأشرف في ستينات القرن العشرين تلقى علومه الشرعية على يد مراجع الحوزة العلمية في النجف الأشرف آية الله السيد الخوئي و آية الله السيد محمد باقر الصدر و آية الله السيد المستنبط و آية الله السيد الروحاني. بلغ مرحلة الاجتهاد الشرعي في سن مبكرة و مدرسا مادة أصول الفقه في حوزات النجف و قم ولبنان ودرس عنده المئات من طلاب العلوم الدينية من مختلف أنحاء العالم. له بحوث مهمة و مئات التسجيلات في مادة أصول الفقه و بحث الخارج ( الاستدلال )ومئات الندوات الفكرية و محاضر في مختلف الدول العربية والقارات في أوروبا و اسكندينافيا و أستراليا و أمريكا.
له نظريات تستوقفك، تهزك، يذكرك أحياناً بالإمام موسى الصدر لانه ليس روتينياً أو كلاسيكياً أو تقليدياً وله أفكار نيرة ومختلفة عن الرأي السائد عند الشيعية السياسية في لبنان. هو مفتي صور وجبل عامل للطائفة الشيعية. رجل دين شيعي ثائر بهدوء كبير، على الشيعية السياسية في هذا الزمان. له مؤلفات ومواقف عديدة حول ولاية الفقيه وولاية الدولة. يؤمن بولاية الدولة في مقابل ولاية الفقيه وان الولاية المشار اليها هي الأقرب إلى عنوان الوصاية ومعناها وليس لها علاقة بالمعنى السياسي للولاية أو السلطة السياسية على الإطلاق.ولذلك أسس الفقهاء قاعدة فقهية بشأن هذه الولاية استناداً إلى النصوص الشرعية والروايات مفادها أن الفقيه الحاكم: (وليّ من لا وليّ له)، فتكون ولايته متأخرة ـ على تقدير ثبوتها ـ عن ولاية الأبوين ولا تكون ثابتة في الأصل ولا شاملة للشخص الذي يكون ولياً لنفسه وعلى نفسه لاكتمال عناصر شخصيته الحقوقية بتوفر الشروط المعتبرة في نفوذ معاملاته وتصرفاته.وعلى كل حال فإن العلاقة بولاية الفقيه أصبحت تعني الارتباط السياسي بالولي الفقيه الحاكم لنظام سياسي معين ولا يقف هذا الارتباط عند حدود العلاقة الروحية والمرجعية الدينية، كما هو الحال بالنسبة لعلاقة المسيحيين بمرجعية الفاتيكان الدينية، ولكن يتعداها الى لزوم الطاعة والانقياد للولي الفقيه في سياساته الداخلية والخارجية وتطلعاته الأخرى الخارجة عن الحدود الجغرافية لنظامه ودولته وتشد هذه الاشكالية وتكبر عندما تعطى ولايته مضمون الأيديولوجيا الدينية العابرة للحدود والأوطان حيث يصبح ارتباط حزب ولاية الفقيه بالولي الفقيه ولاء سياسياً لدولة الفقيه التي لا يحمل الحزب الموالي لها هويتها الوطنية وشخصيتها القانونية وهذا يتنافى مع ولاية الدولة التي ينتمي إليها ولزوم خضوعه لأحكامها وقوانينها وهذا ما يؤدي في نهاية المطاف الى عصيان الدولة والخروج عليها التزاماً بولاية الفقيه القادمة من وراء الحدود. وقد رأينا وشاهدنا نماذج للالتزام بولاية الفقيه العابرة للحدود والأوطان في الأحداث التي وقعت بين حركة أمل وحزب الله في نهاية ثمانينات القرن الماضي في إقليم التفاح والضاحية الجنوبية وقد جاءت بعض القيادات الدينية من إيران يوم ذاك وطلبت مني السكوت عما جرى فسألتها هل أن الولي الفقيه كان يعلم بما جرى ويجري من سفك للدماء أم أنه لا يعلم ذلك؟! فقال لي بأن الأمر قد توقف ولن يتكرر ولكنه قد تكرر بعد ذلك بذرائع متعددة وعناوين مختلفة!.
ينتقد حزب الله، يطالبه بالولاء إلى الدولة اللبنانية أولا وآخراً. ويطالب شيعة الكويت بأن يكونوا كويتيين قبل أن يكونوا شيعة، ويتمنى على شيعة البحرين أن ينتموا إلى دولة البحرين قبل أنتمائهم إلى الطائفة وأن علاقات الأديان لا يجوز أن تكون على حساب الأوطان وأنه إيران إذا ارادت ان تقيم علاقات مع الطائفة الشيعية فإن ذلك يجب أن يتم عبر حكومات البلدان ولا يجوز ان تكون مباشرة.
غير روتيني ولا كلاسيكي ويُذكر محدثه كثيرا بالإمام موسى الصدر. يشدد تكرارا على أن الطائفة الشيعية لا ولن تكون، مع أي حزب، في عملية تعطيل الدولة، ويدعو إلى استفتاء في الموضوع، ويحمل الدولة اللبنانية المسؤولية الكبرى في ما بلغته الشيعية السياسية «فهي أقطعت الطائفة إلى قوى الأمر الواقع». لديه عدد من الكتابات والمؤلفات، كمان انه لدية آراء سياسية مخالفة لآراء حركة أمل وحزب الله في السياسة اللبنانية. ويعتبر أن الواجهة السياسية للأحزاب الشيعية لا تمثل وجهة نظر الطائفة الشيعية وانها تخلّت عن نهج الامام موسى الصدر.
مساهم كبير في الوحدة الإسلامية والولاء للأوطان وأن \”من الايمان حب الأوطان\” ويدعو إلى إنشاء كتاب ديني موحد مشيرا إلى الناشئة أننا \”نفرقهم صغاراً ونطلب الوحدة منهم كبارا؟!\”بحيث تدرس فيه قيم الأنبياء والصالحين ومثلهم وأن التعليم الديني ليس مهمة المدارس بل هي مهمة المساجد والكنائس وهو يؤمن بولاية الدولة في مواجهة نظرية ولاية الفقيه التي اطلقها الامام الخمينى عقب قيام الثورة الإسلامية في إيران.. وبشأن ما حصل أخيرا في الكويت يدعو أبناء طائفته إلى التنبه والتيقظ لأن «هناك مجموعات حزبية تريد جر الشيعة إلى مشاريع خارج أوطانها». غير أنه وللحق أن ولاية الأمة على نفسها تستبطن ولاية الدولة على الناس وهي في نفس الطول ولا تعارض بينهما بل هي في ضمنها. ويستغرب السيد الأمين كلام حزب الله عن حرب مفتوحة داعيا إياه إلى إخبار الناس عن استعداداته «كيف استعد؟ باللحم الحيّ البشري؟»، ويسأله «هل نسيت ما حصل في يوليو 2006؟ ألا ترى ما يحصل الآن في غزة؟»، وحول كلام السيد حسن نصرالله عن انتصار في حرب يوليو يعلق «إذا كان هذا هو الانتصار فكيف هي الهزيمة؟».
من مؤلفاته:
- النجوم العوالي في فروع العلم الإجمالي
- غاية المراد في حديث \”لا تعاد\”
- كيف نفهم الثورة الحسينية
- رسالة في تخطئة المجتهد وتصويبه
- بلغة النفوس في شرح الدروس
- الزواج المختلط
- الدور السياسي للأئمة بين الواقع والمرتجى
- القضاء بين الثابت والمتغيّر
- موقع المسلمين الشيعة في العالم العربي والإسلامي إنطلاقا من التقريب بين المذاهب الإسلامية
- الإسلام كما جاء: ليست المذاهب قدراً لا يمكن تجاوزه
ما قيل فيه
تركي الدخيل، جريدة الاتحاد :علي الأمين.. إطفائي حرائق الطائفية ومعارض الولاءات العابرة للحدود
عندما تستمع إلى السيد علي الأمين (52 سنة)، العالم الشيعي اللبناني، فإن صوته الرخيم، يوحي لك بالطمأنينة، وهو ما لا يعكس ما ينطوي عليه منهج المرجع الديني الذي يبدو تارة محارباً داخل مذهبه الشيعي بوقوفه في وجه ولاية الفقيه، معتبراً هذه النظرية التي جاء بها الإمام الخميني بدعة لا يقر بها معظم علماء المذهب.
سيكون السيد علي، مساء الليلة أول المتحدثين في المجلس الرمضاني للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمحاضرة عنوانها: «زبدة التفكير برفض السب والتكفير»، حيث يقف بقوة وصلابة أمام فكرة تصدير تلك النظرية. يبرر موقفه بقوله: «إن ولاية الفقيه، ليست ولاية عابرة للحدود والشعوب والمجتمعات، التي لا علاقة للفقيه الحاكم بها؛ لأنه لو جاز لهذا الفقيه أن يتدخل في قوانين وأنظمة المجتمعات الأخرى، لجاز لفقيه آخر من تلك المجتمعات، وصل إلى السلطة فيها، أن يتدخل في سلطة هذا الفقيه، وحينئذٍ يقع الهرج والمرج، ويحصل الخلل في نظام العلاقات، وهو أمر مرفوض من الناحية الشرعية». الأمين، ذو العمامة السوداء، التي ترمز إلى انتسابه إلى سلالة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ولذا لقبت عائلته بالأمين لقب جدهم، يبدو كرجل إطفاء يحمل دلاء المياه، ويبحث عن حرائق الطائفية، فيطفئها ما استطاع، لذا فقد اختار مريدوه في موقعه على «الإنترنت» أن يلقبوه بـ»داعية تعايش كبير». ويبدو هذا واضحاً من أدبيات السيد الأمين، الذي يقول: «المشكلة في الفكر الطائفي الذي يمزق الناس بين شيعة وسنة، ناتجة عن فكر قديم وموروث، يعتمد على معارك تاريخية، مثل مسألة الخلافة في النص عند الشيعة، التي بقي منها نظرية تأريخية؛ لأن أهل البيت لم يعودوا موجودين». لم يحصل الرجل على علومه بسهولة، فقد هاجر إلى النجف في العراق في ستينات القرن العشرين تلقى علومه الشرعية على يد مراجع الحوزة العلمية في النجف الأشرف. وتتلمذ على آية الله السيد الخوئي وآية الله السيد محمد باقر الصدر وآية الله السيد المستنبط وآية الله السيد الروحاني، حتى بلغ مرحلة الاجتهاد الشرعي في سنّ مبكرة، فدرّس مادة أصول الفقه في حوزات النجف وقم ولبنان وتتلمذ عليه المئات من مختلف أنحاء العالم. ولأن منهجه يعزز الوحدة الوطنية والولاء للأوطان، فقد كان على الدوام ضد الولاءات العابرة للحدود، إذ ينتقد «حزب الله»، ويطالبه بالولاء إلى الدولة اللبنانية أولاً وآخيراً. ويطالب شيعة الكويت بأن يكونوا كويتيين قبل أن يكونوا شيعة، ويتمنى من شيعة البحرين أن ينتموا إلى دولة البحرين قبل أنتمائهم إلى الطائفة ويرى أن علاقات الأديان لا يجوز أن تكون على حساب الأوطان وأن إيران إذا أرادت أن تقيم علاقات مع الطائفة الشيعية، فإن ذلك يجب أن يتم عبر حكومات البلدان ولا يجوز أن تكون مباشرة. ويرى بعض المراقبين أن هذه الآراء غير التقليدية، رغم منطقيتها، جعلته يفقد منصبه كمفْتٍ للطائفة الشيعية في صور وجبل عامل. ليس هذا فحسب، بل تعرض إلى هجوم مسلح على بيته ومقره في مدينة صور في أحداث أيار 2008، لكن ذلك لم يثنه عن مواقفه الصلبة، وبقي مقاتلاً شجاعاً رغم الضغوط.
كتب نهاد الغادري – جريدة المحرر العربي
السيد علي الأمين: صوت من الإسلام الحق.
من الأفكار والمواقف ما لا يصح أن يمر من دون وقفة تأمل أو يتجاوزه حدث آخر مستجد. فقد قرأت للسيد علي الأمين مفتي صور وجبل عامل حواراً في جمعية الكشاف المسلم خلال الأسبوع الماضي يحسن أن نتوقف عنده قليلاً. قبل الحديث أختصر نقاطه ما أمكن، وإن هو الإختصار هنا في حديث السيد يأخذ الكثير من أبعاده ومقاصده، وقد يكون مفيداً التنبيه بأن النقاط المستخلصة منه أشبه ما تكون بالعناوين الكبرى ويصلح كل منها لموضوع مستقل.
> يقول السيد الأمين في توصيفه لواقع لبنان: ليس الإختلاف على الدستور بل على الأمر المستور الذي يحاول كل من لا يريد الاستقرار للبلد أن يستتر وراءه.
> ويقول السيد: إن القيادات تستخدم الطائفة لتدعيم مواقعها وهي لا تختلف على حقوق طوائفها بل على حصصها، والمشكلة بين الناس ليست طائفية. يضيف: نحن مع دولة مدنية تؤمن بالعدالة والمساواة ولا تنظر للعلمانية على أنها شيء من الإلحاد ولا نرى مانعاً من أن تقوم دولة مدنية تساوي بين الناس.
> ويقول السيد الأمين: يقولون إن هذه الحكومة غير شرعية وتناقض العيش المشترك ولكن الذي رفض العيش المشترك هو الذي استقال وليس الذي بقي. ويستغرب السيد أن يقوم الوزراء المستقيلون بتصريف الأعمال وقبض مرتباتهم ثم يعتبرون الحكومة غير شرعية. وعن حزب الله يقول السيد إن حزب الله لبناني وله الحق في العمل السياسي، ولكننا نختلف معه في أدائه وارتباطه الخارجي الذي يقدمه على مصلحة لبنان. كما نأخذ عليه سياسته في مواجهة الحكومة وفي الصراع العربي الإسرائيلي، فنحن لا نقبل أن يبقى لبنان ساحة لتصفية الحسابات وأن يتحمل تبعات هذا الصراع وحده. كما أن مسألة الحرب والسلام تتولاها الدولة وحدها ويجب أن يبقى السلاح في يدها.
هذا ملخص شديد التكثيف لبعض ما قرأت عن لقاء السيد الأمين الحواري في جمعية الكشاف المسلم في مركز جمعية العناية بالطفولة والأم في تلة الخياط، بحضور ممثلين رسميين ومهتمين بالشأن العام. هذا الكلام جديد وليس جديداً، يعرفه من يعرف السيد صراحة وصدقاً وعقلاً رصيناً ونفساً عالية كريمة الأصل والفصل عظيمة المواقف.
على أنه وهو يردده اليوم نشعر كم نحن بحاجة لمراجع ذوي رأي وصدق ووطنية تردده على مسمع الجميع، فتصحح ما اعوَجّ من سلوك القيادات أو خرج على المصلحة العامة مقدماً عليها مصالحه وارتباطاته ومنافعه. كان للعلماء ذوي الرأي والشجاعة في المنعطفات الخطرة من التاريخ مواقف طالما عززت رجاحة العقل ونزاهة القول وذهبت مثلاً.
تحضرني بالمناسبة قصة لرجل دين معروف في تاريخ دمشق كان له أتباع وتلاميذ في الجامع الأموي أيام العثمانيين. وقد حصل أن عيّن الخليفة والياً على دمشق فحج إلى مقامه الوجهاء والأعيان، كالعادة، مهنئين إلا ذلك الشيخ العالم الجليل. سأل الوالي عنه فقيل له إنه لا يزور والياً ولا يطلب شيئاً. قال: لا بأس نحن نزوره. وذهب الوالي إلى مجلس الشيخ يوم الجمعة فلما انتهت الصلاة جلس الشيخ لحديثه في الناس ومد رجله وقد رأى الوالي الجديد يحيط به الحرس والمنافقون. وحين انتهى قام الوالي فسلم عليه وناوله كيساً من الذهب وقد ظن أنه مشتريه به، فنظر الشيخ إليه من كبرياء نفسه وعفة إيمانه وقال: من يمد رجله لا يمد يده. وذهبت مثلاً.
السيد علي الأمين من ذلك الطراز من العلماء الذين لا يخشون في قولة الحق لوماً ولا يرجون منفعة. إنه الكلمة الصواب في وجه الخطأ، ووقفة العزة والكرامة في وجه الذلة والخوف والإنبهار، ومجابهة الغطرسة والباطل والسلاح والمال الخارجي بقوة الحقيقة: بإسلامها ولبنانيتها. لهذا الرجل الشجاع في الرأي والمصارحة به، في غيبة الرجال المؤتمنين على ما تبقى من الإسلام، تحية كل اللبنانيين والعرب والمسلمين.. وكل محبي الحرية والموقف الصادق الأمين ونتيجة لمواقفة هذة فانة قد خرج من التشيع بالمرة لان اساس التشيع هو الايمان بولاية على بن ابى طالب. وهو ايضا يجامل الوهابية ويترضى على يزيد ومعاوية وابى سفيان.ويذكر انة يتلقى اموالا من المؤسسة الوهابية السعودية نتيجة لجهودة فى محاربة التشيع ومحاربة زيارة الامام الحسين بالذات
من أشعاره
غير الدهر
خذ صورتي عبرةً إن كنت تعتبر ** فهي المثال لدهرٍ كله غيرُ
-بالأمس كنت فتىً بالبأس يدثر ** في وجهه المشرقان الشمس والقمر
-واليوم أصبحت شيخاً يشتكي سقماً ** قد خانه المرشدان السمع والبصر
-وغاب عني كثير كنت أعلمه ** وعن غدي ليس لي علمٌ ولا خبر
-لكنني قد رأيت العمر منصرماً ** يوماً فيوماً إلى أن يأتي السفر
-وقد علمت بأجدادٍ لنا سلفوا ** باتوا على موعدٍ والموعدُ السَّحرُ
-ومـا الحيـاة التـي نحيــا ونـهجرها ** إلا سحابة صيف عافها المطر
-والعيشُ في سقمٍ في جنبه هرمٌ ** كالأرض جفت فلا ماء ولا شجر
-إذا تجــاوز عمــر المـــرء أوســــطه ** أضحى هشيماً فلا ظلٌ ولا ثمر
-ومــا المقيـم بدارٍ كُلـــها نكــــــدٌ ** إلا مســجىً يعــاني وهـو يُحتضــر
-وكيف ينجـو مــن الأهوال ساكنها ** وهي التي لم يفارق صفوها الكدر
-فـي كــل يومٍ لنــا خــلٌّ نودعـــــه ** لم يطرد الموت عنه الصّـارم الذّكر
-فهو القضاء الــذي تفني مخالبه ** كل البرايا فلا يُبقى ولا يذر
-يأتي الممات وما اقسى منازله ** سَوقٌ وجذبٌ وبيتٌ جوفه الحفرُ
-هذي الحياة وبعضٌ من مشاهدها ** فتُوةٌ وشبابٌ ثم تندثر
-مضى شبابي ولم أشعر بفرقته ** حتى أتى المنذران الشيب والكبر
-وبين أمسي ويومي قد قضت أممٌ ** لم يبق عينٌ لها قطعاً ولا أثر
-ونحن نمضي على درب الألى تركوا ** دنياً ولم يغنهم حرصٌ ولا حذر
-يا حسرةً لم تزل في النفس لوعتها ** على شباب ذوت أغصانه الخضر
-لم يبق لي في رصيد العمر باقيةٌ ** إلا ثمالة كأس ثم تنكسر
-يا ويلتي إن مضت باللهو خاتمتي ** والمرء يجهل ما يخفي له القدر
-مولاي فارحم فقيراً ساء طالعه ** يا كاشفاً ضرَّ من أزرى به الضرر
-وادفع وساوس نفسٍ زاغ صاحبها ** هي العدو وفيها يكمن الخطر
-واغفر إلهي ذنوباً لستُ أنكرها ** أنت الغفور ومنك الصفح يُنتظر
بيروت معذرةً
-
- بيروت معذرة، قد جئت أعتذرُ… إن كان عذر لمن قد رام يعتـذرُ
- إني أقر بذنب لا يفارقنـي… وخز الضـميـر وصدري كاد ينفجـُر
- أوزاره أثقلت ظهري وما بــرحــت… نيرانه في الحشى تغلي وتستـعــرُ
- غيري جناه ولكن ما يعذبــني… الـمظلوم ليس له حـام ومنتصـرُ
- خابت ظنوني بمن قد كنت أحسبهم… لا يظلمون ذوي القربى إذا اقتدروا
- ما صدقت أذني أنباء ما فعلوا… لولا العيان لقلنا يكذب الخبر
- لم تقو نفسي على كتمانِ ما اقترفوا… وكيف تكتم أمـرا ليـس يستتترُ
- بيروت يا نجمة في الشرق ساطعـةً… صاح الغراب بـها واجـتاحـها الخـطرُ
- هبّت عليها من الغوغاء عاصــفــةٌ… هوجاءُ لم يـنـجُ منـها النّـاسُ والحجرُ
- قد حاولوا عنوةً إطفاء شعلتـها… لم تنطفئْ شعلةٌ بالحقّ تَعْـتَـمرُ
- إنْ تنكسف بدخان النار عاصمةٌ… زال الكسوفُ وعاد النور ينتشرُ
- وفي السماء نجوم لا عداد لها… وليس يكسف إلا الشمس والقمرُ
- إنّ الكسوف ظلام لا بقاء له… يمضي حثيثاً ولا يبقى له أثرُ
- هذي الحقيقة في الأفلاك نشهدها… تعطي الدليل بأن النور ينتصرُ
- بيروتُ ستٌّ لدنـيـانـا وسيّـدةٌ… ما أدركتْ قَدْرَهَا الأحزابُ والزُّمـرُ
- بالأمس كانتْ لهمْ أمّاً كما زعمـوا… يا ويحهمْ! بحقوقِ الأمّ قد كفرُوا
- نادتهُمُ الأمُّ أن لا تقطعــوا رحمي… نارُ القطيعةِ لا تُبقي ولا تـَـذَرُ
- حلّ الغرورُ بهم والعُجْبُ خالَطَـهُــمْ… والنّـفـسُ يفسِدُها الإعجابُ والغَــرَرُ
- صُمَّتْ عنِ النُّصحِ آذانٌ لهم ومضوا… لم يُثْنِهِمْ عن أذاها الدِّينُ والْخَفَــرُ
- شرّ الذنوبِ عُقوقُ الأمّ لــو عَلِموا… إنَّ العُقُـوقَ لَذَنْبٌ ليس يُغْتَـفَـرُ
- يا منكراً فضل بيروتٍ عليكَ أَفِقْ:… أَلبدْوُ تعرفُ ما أَنْكَرْتَ والحَضَـرُ
- إنْ يجهلوا قَدْرَهَا السّامي فلا عجــبٌ… فـالنّورُ يعرِفُهُ مَنْ عندهُ بصـرُ
- بيروتُ ما خَضَعَتْ يوماً لغازيةٍ… إكليلُها الغارُ والتّيجان ُ والظّفـرُ
- بيروتُ إنْ تصفحي فالصّفحُ مكرمةٌ… أنتِ الكريمةُ منكِ الصَّفحُ يُنْتَــظَرُ
- أو تصبري تَكْسَبي أجرَ الأُلى صبروا… أو تَغْفِري زللاً:(طوبى لمن غفـرُوا(
- بيروتُ لا تفجعي قلباً بكاكِ دماً… وَهْوَ الَّذي نالهُ من جـورهمْ قـدَرُ
- لله نرفع شكوانا ونسألهُ… كشفاً لِضُرٍّ فقدْ أزْرَى بنا الضّـرَرُ
- لا ترفضي طلباً أبغي به صـلـةَ الـقُربى… وإن قَطَّعُوا الأرحامَ أو هَجَـروا
|