العلاّمة السيد علي الأمين :
الإمام موسى الصدر الذي جعل من مؤسسة المجلس الشيعي قلعة للوحدة الوطنية وجامعة للآراء المختلفة، قد تحولت في عهد الثنائي حركة -أمل- و-حزب الله– إلى مؤسسة ثانوية تابعة لهما وخالية من الرأي الآخر
بيروت – بهية سكافي
علّق العلامة السيد علي الامين على البيان الذي اصدره المجلس الشيعي الاعلى بشأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الناظرة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتمنى لو ركز على القضايا التي تجمع بين اللبنانين لناحية بسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها والإبتعاد عن منطق التعصب والهيمنة والإستقواء بالسلاح، مذكراً بأن المحكمة حظيت بموافقة كل الاطراف في مراحل متعددة. وشدد على ان هذه المؤسسة الروحية (المجلس الشيعي)، تخلت عن دورها الوطني الجامع لصالح الاحزاب المرتبطة بالخارج. الامين .
وفي حديث الى موقع -المستقبل- الالكتروني، اليوم (الاربعاء)، قال: -المتابع للبيانات الصادرة عن المجلس الشيعي الأعلى في الأعوام الأخيرة يرى فيها بلا شك الصدى التابع للمواقف الحزبية التي تطلقها قيادات الثنائي الشيعي حركة -أمل- و-حزب الله- وهذا يعكس هيمنة تلك القوى على هذه المؤسسة الروحية التي وجدت لتكون المؤسسة الحاضنة والجامعة لمختلف الآراء داخل الطائفة الشيعية بما يحفظ ويرسخ علاقة الطائفة مع سائر الطوائف اللبنانية في العيش المشترك ضمن مشروع الدولة الواحدة-.
اضاف: -المؤسسة الروحية التي أنشأها الإمام موسى الصدر إمام الوطن ورائد العيش المشترك وصاحب شعار بسط سلطة الدولة على كل المناطق اللبنانية، خصوصاً الجنوب اللبناني والذي جعل من مؤسسة المجلس الشيعي قلعة للوحدة الوطنية وجامعة للآراء المختلفة، قد تحولت في عهد الثنائي حركة -أمل- و-حزب الله– إلى مؤسسة ثانوية تابعة لهما وخالية من الرأي الآخر-.
وفي رد على سؤال عن مدى محافظة المجلس على دوره الوطني قال -هذه المؤسسة الروحية تخلت عن دورها الوطني الجامع وعن دورها الثقافي والديني المعتدل لصالح القوى الحزبية المرتبطة بالسياسات الخارجية التي لا علاقة لها بمصلحة الطائفة الشيعية في لبنان والمختلفة مع تطلعاتها في قيام دولة المؤسسات والقانون وعن دورها في ترسيخ العيش المشترك بين الطوائف اللبنانية ولذلك لم نفاجأ بإصدار المجلس الشيعي البيانات الموافقة لتلك القوى الحزبية المهيمنة عليه-.
واسترسل: -لكن الذي فاجأنا في بيان المجلس الشيعي الاعلى ان يصدر عن المجلس ذي الصفة الروحية بيان يتنافى مع بديهيات الوظيفة الروحية التي تتطلب في حدها الأدنى الحيادية اتجاه حق مطالبة المظلوم بالعدالة من مؤسسة تدعي وصلاً بالإمام علي(ع)القائل(كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً)-.
وسأل العلامة الامين: -كيف تنحاز في موقفها إلى وجهة نظرٍ دون أخرى بلا حجة ولا دليل؟ وكأنها بذلك تريد تعميق الإنقسام بين اللبنانيين حول قضية بالغة الحساسية-.
وأكد ان -الأشد غرابةً في الأمر أن تصدر هذه المؤسسة الروحية حكماً ببطلان أحكام محكمة قبل صدورها وقبل معرفة الحيثيات والمستدات والأدلة، خصوصاً ان كل المعنيين بهذه المحكمة قالوا ان الأحكام إذا كانت مسيسة والأدلة ناقصة فسوف نرفضها جميعاً،- متسائلا -كيف يصح الحكم بإلغاء محكمة قبل صدور أحكامها وقبل النظر فيها بعد أن وافق عليها الجميع في مراحل متعددة ووافق عليها المجتمع الدولي والرأي العام؟
وكيف لفريق أن يلغي رأي فريق آخر من دون الإعتماد على مستند وبرهان ومن دون الرجوع إلى المؤسسات التي اتفق العقلاء على الإحتكام لها والرجوع إليها؟-.
وختم بالقول: -كان جديراً بالمجلس الشيعي تعزيزاً للوفاق الوطني أن يتجنب الإنحياز لوجهة نظرٍ دون أخرى وأن يركز على القضايا التي تجمع بين اللبنانين في ترسيخ العيش المشترك وقيام دولة المؤسسات والقانون وبسط سلطتها على كامل أراضيها وإشاعة أجواء التسامح والإنفتاح بين كل مكونات الشعب اللبناني والإبتعاد عن منطق التعصب والهيمنة والإستقواء بالسلاح-.