الرئيس الشهيد الحريري جسّد الأمل بقيامة الدولة واغتياله استهدف اغتيال الدولة وهناك من يريد دولة تخدم ولا تحكم
*كان رمز الوحدة والإعتدال ورجل دولة قلّ نظيره
*شخصية نادرة تركت فراغاً يصعب ملأه
*هناك من يريد الدولة تخدم ولا تحكم ليبقى الوطن ساحة نفوذ خارجي
*لا خوف على المحكمة وأستبعد حصول مساومات عليها
*مواقفه الوطنية عابرة للطوائف واغتياله استهدف اغتيال الدولة
*الدستور الذي كثر له المفسّرون وأضحى يبكي على تطبيقه المخالفون وقلّ عنه المدافعون!!.
رأى العلامة السيد علي الامين ان الرئيس رفيق الحريري شكّل الأمل للبنانيين بقيامة دولة المؤسسات والقانون، وان اغتياله استهدف اغتيال هذه الدولة التي سعى اليها ووظف كل امكاناته من اجلها.
ووصف السيد الامين في حديث لـ((الشراع)) الرئيس الراحل بأنه شخصية نادرة قلّ نظيرها، واعتبر ان غيابه ترك فراغاً يصعب ملأه، مستبعداً حصول اية مساومات على حساب المحكمة الدولية.
وفيما يلي نص الحديث:
س1- ماذا يفتقد لبنان واللبنانيون بعد خمس سنوات على رحيل الرئيس رفيق الحريري؟
ج1- بعد مرور خمس سنوات على استشهاد الرئيس رفيق الحريري لا زال اللبنانيون يشعرون بالفراغ الكبير الذي حصل باستشهاد الرجل الذي جسد لهم الأمل بقيامة دولة المؤسسات والقانون بعد انتهاء الحرب اللبنانية باتفاق الطائف حيث كان الرئيس الراحل من المساهمين الأساسيين في تحقيقه حرصاً منه على وحدة الوطن والشعب وقد تميز أداؤه السياسي بالعمل الدؤوب على إعادة الإعمار والبناء وإنهاء تداعيات الحرب وآثارها النفسية والإقتصادية على كامل الأراضي اللبنانية وكانت مواقفه الوطنية عابرة لحدود الطوائف والمناطق هادفة إلى بناء الدولة العصرية الحديثة وهذا ما جعل منه شخصية يتجاوز حضورها وتأثيرها حدود الساحة الداخلية إلى الساحة الإقليمية والدولية وقد حظي بثقة واحترام الكثير من قيادات الدول وأنظمتها وقد وظف هذه المكانة التي استحقها بجدارته وحسن إدارته وسيرته لمصلحة وطنه لبنان وكان شعاره في ذلك ( لا أحد أكبر من وطنه) . وبعد كلّ ذلك الأداء الّذي تمتاز به رجالات الدولة الأكفاء وبعد كل تلك المواقف الزّاخرة بالوطنية والإنسانية، كان من الطبيعي جدّاً أن يفتقد اللبنانيون برحيل الرئيس الحريري رجل الدولة الّذي عزّ نظيره وأملَ الشعب وعماد الوطن ورمز الوحدة الوطنية والإعتدال وهكذا شخصية نادرة تبقى حاضرة في ذاكرة شعبها مقياساً تقاس بها الرّجال وعطاءاتها وأدوارها وبحسب العادة يُحدث غياب هذه الشخصية عن الساحة الفراغ الكبير الذي يصعب أن يملأه غيرها من الأشخاص.
س2- كيف تقرأون التحولات الداخلية التي حصلت بعد رحيله؟ وإلى أي حدّ تسير بالاتجاه الّذي كان ينظر إليه؟
ج2- لقد توقفت مسيرة بناء الدّولة الحديثة بعد رحيله لأن الذي استهدفه بالاغتيال قد استهدف المشروع الذي كان يسعى الرئيس الحريري لتحقيقه في قيام دولة المؤسسات والقانون وقد تعثرت هذه المسيرة ولا تزال الدولة بعد رحيله تعيش آثار غيابه المفجع حيث ظهر ضعف مؤسسات الدولة وأجهزتها في محطات عديدة وفي ميادين مختلفة وقد ابتعدت عن الإتجاه الّذي كان يحلم به ويسعى إليه. فهو كان يريد الدولة الّتي تبني الوطن وترعى المواطنين وتحكم من خلال الدستور والقانون وتعمل على بسط سلطتها الكاملة على كامل الأراضي اللبنانية إظهاراً لسيادتها واستقلالها وقد ظهر فريق بعد استشهاده يريد الدولة بعكس هذا الاتجاه يريدها دولة تخدم ولا تستطيع أن تحكم لكي يبقى لبنان ساحة للنفوذ الخارجي والتجاذبات الإقليمية.
س3 – بناء دولة المؤسسات كان من أهم الأهداف الرئيسة التي سعى إليها، فأين نحن اليوم من هذا الهدف؟ وما الّذي يعيق تحقيقه؟
ج3 – لقد أصبح هذا الهدف في عهدة الذين جاؤوا من بعده وفي اعتقادنا أن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال في ظل ضعف النّظام بسبب غياب الإنتظام وبسسب عجز الدولة عن بسط سلطة القانون على أراضيها وفي مؤسساتها التي تتقاسمها المحاصصات الطائفية والهيمنات الحزبية التي نصّبت أنفسها مرجعية للحكم والسلطة بديلاً عن مرجعية الدّولة والإحتكام إلى الدستور الذي كثر له المفسّرون وأضحى يبكي على تطبيقه المخالفون وقلّ عنه المدافعون!!.
س4- ما تقييمكم لتجربة الرئيس سعد الحريري في متابعة مسيرة والده الراحل.
ج4 – يسعى دولة الرئيس سعد الحريري جاهداً للسير على خطوات والده الشهيد رفيق الحريري ونحن نتمنى له التوفيق في ذلك وقد قطع في تجربته السياسية الحديثة أشواطاً عديدة نجح خلالها في الإبقاء على المشروع السياسي الذي أطلقه والده الشهيد وأما تجربته في الحكم والإدارة فهي لا تزال في طور البداية ومن السابق لأوانه إعطاء الحكم لها أو عليها.
س5- الحقيقة والعدالة ينتظرهما اللبنانيون من المحكمة الدولية. هل لديكم خوف من عرقلة عملها أو إدخالها في مساومات كبرى بعد المتغيرات الإقليمية التي حصلت في الفترة الأخيرة؟
ج5- بعد وصول المحكمة الدولية إلى مجلس الأمن الدولي أصبحت هذه المحكمة في عهدة أعلى المؤسسات الدولية وأصبحت الحقيقة والعدالة موضع انتظار وترقب من الرأي العام العالمي وليس من الشعب اللبناني وحده وهذا يعني أن الثقة والمصداقية بهذه المؤسسات الدولية قد وضعت على سكة الإمتحان والإختبار للدول والشعوب ولذلك نحن نستبعد إدخالها في مساومات كبرى أو صغرى وليس لدينا خوف من عرقلة عملها. وهذا ما صرّح به مراراً المعنيون بقيام المحكمة الدوليّة وتشكيلها.
مجلة الشراع – 12-02-2010
http://www.alshiraa.com/de