السبت , ديسمبر 14 2024

العلاّمة السيد علي الأمين يدعو إلى إقرار آلية قانونية للتعيينات في لبنان ويحذر من الفيديرالية في العراق

المصدر: المستقبل – النهار – الانوار – البلد

15-8-2005

رأى مفتي صور وجبل عامل العلاّمة السيد علي الأمين أن الفتن التي تطلّ برأسها من العراق من خلال ما نسمعه ونراه في وسائل الإعلام عن طروحات تستهدف وحدة العراق تحت مسميات عديدة، إنما هي فتن تُطبَخ للمنطقة العربية كلها. وفي الشأن الداخلي اللبناني دعا العلاّمة الأمين الى مزيد من الوحدة والتكاتف لدرء المخاطر التي قد تطال الساحة اللبنانية.
كلام العلاّمة الأمين جاء في ندوة صحافية عقدها في مكتبه في صور فقال: إن ما نسمعه من كلام عن آلية قانونية جديدة تُعتمَد في التعيينات الادارية يبعث على التفاؤل خاصة ان المواطنين لا يهمهم انتماء الموظف المذهبي أو الطائفي أو السياسي بقدر ما تهمهم مسلكيته وكفاءته لأن هذا الأمر اذا تحقق من شأنه أن يساهم في الاصلاح المنشود في الادارة اللبنانية، الأمر الذي يساهم في تطوير البلد وتعزيز وحدته الداخليةومقوماته كوطن.
وأضاف: ان تحرر الموظف كبيراً كان أم صغيراً من ارتباطه بزعامة سياسية ما أو بطائفة ما يدفعه الى التعامل مع المواطنين كافة على قدر المساواة ما يزيد من انتاجيته الوظيفية والادارية، داعياً مجلس الوزراء الى الإسراع في إقرار هذه الآلية القانونية حتى تصبح سلوكاً في أية تعيينات مقبلة.
ورداً على سؤال عما يجري في العراق قال العلاّمة الأمين إن أكثر ما يثير الدهشة والاستغراب الدعوات الصادرة عن مواقع والمطالبة بالفيديرالية في العراق الذي يعيش شعبه وحدة كاملة من قرون عديدة. وتابع: ان الفيديرالية نموذج طبق في الغرب نتيجة صراعات مريرة بين تلك الشعوب فجاءت لتقريب المتباعد بينما في العراق نرى أن الدعوة للفيديرالية هي لتبعيد المتحد والمتقارب.
وأشار الأمين الى أن مشروع الفيديرالية في العراق تسعى قوات الاحتلال لتحقيقه ليكون منطلقاً لتفكيك الوطن العربي برمته وإرجاعه الى عهود مجتمع القبائل والعشائر.
وسجل العلاّمة الأمين ملاحظة أساسية على أولئك الاسلاميين الذين يتبنون الفيديرالية في العراق لأنهم من جهة يريدون أن يكون الإسلام دين الدولة العراقية ومصدر التشريع فيها مع أن الوحدة هي من ضرورات الفقه السياسي الإسلامي بقوله تعالى (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).
وختم مؤكداً أن المسلمين الشيعة في العراق كانوا من الحريصين والسبّاقين دوماً الى التمسك بوحدة العراق أرضاً وشعباً مطالباً باستمرار السعي الى تحقيق تلك الوحدة لأنه لا يجوز أن نعود في الأمة الى الوراء والى عهود التفكك والانقسام.

 

شارك المعرفة وانشر