الإثنين , ديسمبر 9 2024

العلاّمة المرجع السيد علي الأمين: نحمّل الأنظمة العربية مسؤولية اختزال الشيعة العرب بأحزاب مرتبطة بإيران


بيروت/ حمزة تكين/ الأناضول-

-ولاية الفقيه مشروع سياسي وليست عقيدة دينيّة

-حزب الله يمثل أتباعه وأنصاره،ولا يصح اختزال طائفة أو مذهب بحزب

-حزب الأخوان المسلمين لا يمثّل كل السنّة، فلماذا يمثّل حزب الله وإيران كلّ الشيعة؟

-ولاء الشيعة العرب وغير الإيرانيين لأوطانهم ودولهم

-خالفنا السياسة الإيرانية في لبنان منذ ثمانينات القرن الماضي، وندعو إيران إلى عدم الخلاف مع محيطها العربي

-دعوة المجتمع الدولي لوقف إلزامي للنار في سوريا كبداية للحلّ السياسي

-لدعوة تركيا الدول الإسلامية لاجتماع طارئ لإطفاء النار المشتعلة بين المسلمين.

– رفض الدعوات العرقية والمذهبية، فالمسلمون أمة واحدة عرباً وعجماً.


– طمأنة إيران لدول الخليج تقطع الطريق على التدخلات الأجنبية في المنطقة

حمّل المرجع الشيعي اللبناني، السيد علي الأمين، الأنظمة العربية مسؤولية اختزال الشيعة العرب في “التمثيل الأحادي” الذي تحتكره بعض الأحزاب الشيعية العربية المرتبطة بإيران، مشيرا إلى أن هذه الأنظمة “لم تفتح” علاقات مع شيعة الاعتدال العرب، ما ساهم في منح هذه الطائفة كـ”جائزة مجانية” لطهران.
وقال الأمين، في مقابلة مع الأناضول، أن “ولاء الشيعة العرب ليس لإيران، بل هم جزء لا يتجزأ من شعوبهم، وولايتهم تابعة لدولهم التي يسكنونها”.
وأضاف أن  الأحزاب الشيعية التي نشأت في بعض الدول العربية، بعد الثورة الإيرانية بهدف السيطرة الإيرانية.. لا يمكنها اختصار الموقف الشيعي العربي”.
وأشار الأمين إلى أنه “من بين هذه الأحزاب حزب الله اللبناني الذي يرتبط بالنظام الإيراني أيديولوجيا وثقافيا وسياسيا، والذي تحول لذراع عسكرية لإيران في لبنان نتيجة الاحتلال الإسرائيلي سابقا، ونتيجة الصراعات في المنطقة حاليا”.
وشدد على أن حزب الله “لا يعبر عن رأي الطائفة الشيعية العربية في لبنان، فلا يمكن أن يختزل حزب من الأحزاب طائفة من الطوائف أو شعبا من الشعوب”، مشيرا إلى أن رأي الطائفة الشيعية ينسجم مع آراء بقية الطوائف اللبنانية بالعيش ضمن دولة القانون والمؤسسات.
واعتبر الأمين أن “البروز القوي لحزب الله هو نتيجة ضعف الدولة اللبنانية ببسط سلطتها على كامل أراضيها، إضافة لتمتع الحزب بالسلاح وهيمنته على معظم مفاصل الدولة اللبنانية، إن لم نقل على كلها”.
وأشار المرجع الشيعي إلى أن “أصوات الشيعة المعتدلين والذين لا يسيرون في ركب حزب الله، ستبقى ضعيفة في ظل استقواء الحزب بالسلاح”.
وقال إنه “ليس من الإنصاف أن نجعل الطائفة الشيعية الكبيرة في العالم العربي مرتبطة بإيران، نتيجة الترابط المذهبي فقط”، مشددا على أن هذا الترابط “لا يكون على حساب الأوطان”.
وأضاف “لا يجب أن نعطي الشيعة العرب لإيران كجائزة مجانية، نتيجة عدم احتضان الأنظمة العربية للوجوه البارزة والظاهرة عند الشيعة العرب”.
وتساءل الأمين مستغربا “إذا كانت إيران قادرة على تظهير حلفائها، ومنهم حزب الله، لماذا العرب والأنظمة العربية غير قادرة على تظهير صوت الاعتدال عند الشيعة العرب”.
واعتبر أن هذه الأنظمة “هي التي كرست هذا التمثيل الأحادي على مستوى الشيعة العرب، لأن علاقاتها محصورة بالواجهة السياسية للطائفة الشيعية”، مشيرا إلى أن لبنان مثال لهذه القضية، حيث إن الأنظمة العربية لم تفتح علاقات مع شيعة الاعتدال في لبنان”.
وقال الأمين إن “كل زياراتهم، وخدماتهم، ومعوناتهم هي للواجهة السياسية للطائفة الشيعية، أي حزب الله وحركة أمل”، مشيرا إلى أنه حتى سفراء هذه الأنظمة في لبنان “لا يجرؤون على القيام بمجرد زيارة لمن يخالف الثنائي الشيعي بالسياسة”.
وأضاف “جاهرنا مرارا وتكرارا بمخالفة هذا الثنائي (حزب الله وحركة أمل)، وأعلنا أننا على خلاف مع الرؤية الإيرانية منذ ثمانينات القرن الماضي، وقلنا أننا لا نحتاج لولاية علينا من خارج الحدود”، مشيرا الى أنه بالمقابل وحتى اليوم “لم نلق أي دعم لا من الدولة في لبنان ولا من الدول والأنظمة العربية، بل كل الدعم للواقع الموجود والذي اختزل الطائفة الشيعية بقوة السلاح”.
ورأى الأمين أن ولاية الفقيه “ليست عقيدة دينية عند الطائفة الشيعية، وأنها ليست عابرة للحدود والأوطان”، مشيرا إلى أنه “إذا اختارها الشعب الإيراني فهذا شأنه، لكنها لا تلزمنا، نحن الشيعة العرب خارج إيران، بأي شيء”.
وتحدث الأمين عن مرجعية النجف في العراق، مشيرا الى أنها “لم تعد تتمتع بتأثير كبير كما كان الحال سابقا”، مشيرا الى السبب في ذلك “وصول الأحزاب الدينية الى السلطة بعد سقوط العراق، والتي ساهمت في تحويل المرجعية الدينية الى مرجعية منسجمة مع الرؤية الإيرانية”.
وقال إن “حزب الإخوان المسلمين في مصر يعتبر من أكبر الأحزاب الإسلامية في العالم الإسلامي، لكنه لم يختزل الطائفة السنية لا في مصر ولا في العالم الإسلامي ككل.. إذن لماذا تريدون أن يختزل حزب الله الشيعة العرب؟ “، مشددا على أن هذا “خطأ جسيم”.
ودعا الأمين إلى الابتعاد عن لغة الأعراق والقوميات “التي لا تعتبر لغة إسلامية صحيحة، حيث إنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى”، مشيرا إلى أن المطلوب من إيران “ألا تخسر محيطها العربي وبوابتها على العالم الإسلامي، الذي هو الخليج”.
وقال إنه “ليس المطلوب من دول الخليج أن تعطي تطمينا لإيران، بل العكس″.
وحمّل الأمين الدول الإسلامية الكبرى في المنطقة “مسؤولية لعب دور إزالة المخاوف بين المسلمين”، لافتا إلى أنه في طليعة هذه الدول “تركيا وإيران القادرتان على السعي لإنهاء النزاعات والصراعات التي ستنعكس آثارها السلبية على الأمة جمعاء”، على حد قوله.
وقال “أدعو تركيا التي لم تنغمس بالصراعات، والتي لها مكانة فاعلة، إلى أخذ المبادرة بالدعوة لعقد مؤتمر جامع وعاجل للدول الإسلامية من أجل، إخماد النيران المشتعلة بين المسلمين في اليمن وسوريا والعراق وغيرها، والتي تنذر بتدمير المنطقة وتشكل خطرا على العالم”.
وبشأن الأزمة السورية المستمرة منذ مارس/ آذار 2011، تابع الأمين أن “أي فريق من الفرقاء المتصارعين لن يحقق نصرا على الآخر”.
وقال الأمين: إن اعتماد النظام السوري على الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات السلمية في بادئ الأمر هو ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، تجسّدت في معارك دموية بين قوات النظام والمعارضة لا تزال مستمرة حتى اليوم وسقط خلالها أكثر من 220 ألف قتيل بحسب إحصائيات أممية.
وقال الأمين إن “الأزمة لن تحل بالحسم العسكري، بل بالحل السياسي”.
ودعا إلى “منع كل الأطراف الخارجية المتقاتلة، ومنهم حزب الله، من التوجه إلى سوريا”، مشدداً على “رفض التحشيد من حزب الله وغيره على الأراضي السورية”.
وختم الأمين بأبيات شعرية من تأليفه:
بني قومي أفيقوا لا تناموا        فأهلُوكُمْ  بهم  فَتَكَ   الخصامُ
وشبّت بينهم  نيران  حربٍ         نتائجُها   ضحايا    وانقسامُ
أحاطت بالديار وساكنيها         فإن  لم تنطفئْ  بقيَ  الحطامُ
فيا عجبا نراها في اشتعالٍ      ونصمتُ  لا يحرّكنا   اضطرامُ
نجادل بعضنا فيمن جناها       وفي تلك القرى اسْتَعَرَ الحِمامُ
فهبّوا  يا  كرامًا  أنقذوها           فبعدَ  الموتِ لا  يُجدي  الكلامُ