الجمعة , أكتوبر 11 2024

العلاّمة المفتي السيد علي الأمين يدعو الفقهاء و العلماء إلى اصدار فتوى تؤكد التحريم الشرعي القاطع لمثل هذه الأعمال التي تطال المسلمين في اموالهم واعراضهم وأمنهم وكرامتهم

جريدة اللواء – 21-2-2008

قال مفتي صور وجبل عامل العلاّمة السيد علي الأمين: نحن لا نشك بأن ما جرى في مدينة بيروت خلال الأيام القليلة الماضية من أحداث شغب وتهديد لحياة الأمنين في بيوتهم هو امر مرفوض ومستنكر ونشجبه أشد الشجب ونعتبره من الأمور الخطيرة التي تؤسس لفتن يجب ان نقف جميعاً بوجهها·

ودعا العلاّمة الأمين الفقهاء والعلماء المسلمين الى إصدار فتوى تؤكد التحريم الشرعي القاطع لمثل هذه الأعمال التي تطال المسلمين في اموالهم واعراضهم وأمنهم وكرامتهم، لأن سلامة العلاقة وافشاء السلام والمحبة والتعاون هو الاساس في هذه العلاقة بين الناس عموماً وبين المسلمين عل وجه الخصوص، فالحديث الشريف يؤكد:"ان كل المسلم على المسلم حرام" وكذلك من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن هنا يجب ان نرفع الصوت عالياً ومدوياً من عقلائنا وحكمائنا وعلمائنا للتنديد بهذه الأعمال وان يصدروا الفتاوي التي تعلّم الناس أمور دينهم وخطورة الإعتداء على حرمات الآمنين· وقال المفتي الأمين: أنا لست مع ان يكون الجيش اللبناني والقوى الأمنية قوات فصل بين الناس، فالجيش ليس شرطة سير، وعند وقوع أحداث خطيرة كالتي تحصل في العاصمة بيروت يجب ان الجيش ان يضرب بيد من حديد على ايدي كل المخلين بالأمن العابثين بحرمات وكرامات الناس المتجرئين على السلم الأهلي والأمن العام في البلاد، ويجب على الجيش ان يعلن حالة الطوارئ ويمنع التجول ويداهم المشبوهين في بيوتهم ومخابئهم لان ما يقومون به إذا ما توسع سيدمر البلاد والعباد·

ونبّه العلاّمة الأمين من خطورة ما يسعى اليه البعض من تكريس لبعض الظواهر التي سادت خلال الحرب اللبنانية وهي اللجان الأمنية أو لجان الإرتباط بين الأحياء، ومهمة هذه اللجان ان تكون بديلاً عن الدولة للفصل بين المتقاتلين·

يومها كانت الدولة غائبة وتحولت هذه اللجان الى القيام بدور الدولة، ولكن اليوم الدولة قائمة والجيش موجود ولا يجوز ان تقوم مثل هذه اللجان في ظل وجود الجيش وقوى الأمنية، فالأجهزة العسكرية هي المرجعية الشرعية لضبط الأمن وليس زعماء الزواريب في بيروت أو في غيرها، وهي المعنية بضبط الأمن وملاحقة المخلين به ومعاقبتهم ومنع تكرار مثل هذه الأفعال الشنيعة·

وشدّد العلاّمة الأمين على ان الشارع في لبنان جُرّب كثيراً ويجب ان نعود الى تجربة الشارع فحرام التجربة بأمن الناس وأرزاقهم، وآن الأوان لبعض التنظيمات ان تقتنع بأن الشارع لن يخدم المصلحة العامة للبلاد ولن يكون في مصلحة المسلمين ولا اللبنانيين ولن يؤدي مكسب سياسي لأي فريق بل سيؤدي بنا الى ما لا تحمد عقباه وعندها لا ينفع الندم، ولن يكون احد رابحاً على الإطلاق·

وختم ان اهل بيروت هم اهلنا، وهم الاباء والاجداد والاخوة والاخواب والابناء ويجب ان نصبر جميعاً على هذا الواقع المرير الذي لن يطول باذن الله، حتى تعود البسمة والفرحة والأمان الى ربوع وطننا الحبيب لبنان وعاصمته بيروت·