الأربعاء , فبراير 19 2025

المرجع الديني اللبنانى: مصر سبَّاقة فى الحوار والعيش المشترك.. ولبنان تأثر بتجربتها

قال الشيخ على الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين والمرجع الدينى الشيعى فى لبنان، إن مؤتمر السلام الدولى، الذى استضافته القاهرة، هو خير رسالة إلى العالم، بأنها أرض السلام والحوار والعيش المشترك، خصوصاً أن مصر موطن اللقاء بين مختلف الرسالات السماوية والديانات والثقافات، وبالتالى فهى ترفض الإرهاب بكل أشكاله.

وأكد أن مصر سباقة فى تجربة العيش المشترك، بين كل المكونات الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، ولبنان تأثرت بهذه التجربة الداعية لجمع الكلمة والعيش المشترك، مطالباً الشعب المصرى بالالتفاف حول دولته ومؤسساتها.

الأمين»: ليس المطلوب أن يعتنق الجميع مذهباً واحداً.. وعلى المصريين الالتفاف حول دولتهم

■ كيف ترى مؤتمر الأزهر الدولى للسلام؟

– هذا المؤتمر خير رسالة تقدمها مصر إلى العالم، باعتبارها موطن اللقاء بين مختلف الرسالات السماوية والديانات والثقافات، وبالتالى ليس مستغرباً عليها أن تبادر إلى الدعوة للحوار والسلام والعيش المشترك، وأن ترفض الإرهاب والتطرف والعنف بكل أشكاله.

■ هل يمكن أن نرى مؤتمرات مماثلة للتعايش السنى الشيعى؟

– وجودنا بالمؤتمر ومشاركتنا فى فعالياته يؤكد بالفعل على التعايش، فأنا شيعى من لبنان، وأشارك فى مؤتمرات الأزهر المتعددة، وأحرص على ذلك للتأكيد على أن الأزهر لا يُفرق بين المذاهب أو الأديان، وإنما يسعى للسلام وجمع الكلمة. وليس المطلوب من الحوار أن يعتنق المسلمون مذهباً واحداً، وإنما أن ننطلق من القواسم المشتركة التى تجمعنا للعيش وما أكثرها، وأيضاً أن يفهم المسلمون أن تعدد المذاهب لا يُخرجهم عن الدين الواحد، الذى يتسع لكلِّ الاجتهادات المشروعة المنطلقة من الكتاب والسنة.

الحروب وما ينتج عنها من مآسٍ لم تكن بسبب الأديان ولكن طموحات للسيطرة والنفوذ

■ الجميع يضرب المثل بالتجربة اللبنانية فى العيش المشترك هل يمكن تحقيقها فى بلدان أخرى؟

– مصر كانت السباقة إلى هذه التجربة الرائدة فى العيش المشترك، وإلى تحقيق هذه الرسالة منذ القدم، فعملت وراعت قاعدة العيش المشترك بين كل المكونات الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، ونحن فى لبنان تأثرنا بهذه التجربة الداعية لجمع الكلمة والعيش المشترك والبحث عن المشتركات، وكلمتى للشعب المصرى الآن، هى أن عليه الاتحاد وتوحيد كلمتهم وجهودهم وراء دولتهم ومؤسساتها، ووراء مرجعية الأزهر التى تُعد رمز الوسطية فى العالم الإسلامى.

■ ما رأيك فيمن يُحملون ديناً أو مذهباً بعينه مسئولية التطرف؟

– من ينظر فى سيرة الأنبياء والرسل ورسالاتهم الدينية، يعلم أن السلام يقع فى صميم دعوتهم التى اتّسمت بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتضمّنت وصاياهم وتعاليمهم نهياً شديداً عن سفك الدماء والظلم والعدوان، فيما دعت إلى مكارم الأخلاق وحفظ الحقوق بإقامة العدل بين الناس، وكل هذه الوصايا والتعاليم تُشكل مدرسة لثقافة السلام بين الأمم والشعوب، ولا بُدّ عند البحث عن ركائز ثقافة السلام فى الأديان أن نرجع إلى النصوص الدينية فى الرسالات السماوية، خصوصاً أن التاريخ امتلأ بالصراعات الدموية فى عصور عديدة تحت شعارات مختلفة، ومن الخطأ أن نجعل أحداث التاريخ حاكماً ومفسراً لتلك النصوص الدينية المشتملة على قواعد الفكر والسلوك، بل العكس هو الصحيح.

■ يتهم البعض الأديان بالمسئولية عن الحروب والصراعات.. ما تعليقك؟

– الحروب والنزاعات وما ينتج عنها من مآسٍ لم تكن بسبب الأديان، وإنما بسبب طموحات الإنسان غير المشروعة للسلطة والسيطرة والنفوذ، وهذه الحروب ظهرت قبل المذاهب والأديان وبعدها، وثقافة السلام فى الأديان يجب أن تنطلق من المسجد والكنيسة والمعاهد الدينية، مع التأكيد عليها كمادة تعليمية عالمية، ولا يجوز أن تقتصر على دعوات تصدر من بعض الاجتماعات واللقاءات، ويجب تحويلها إلى لقاءات دائمة.

■ هل عجز النظام الدولى الحالى عن تلبية حاجة البشر للسلام؟

– الواقع المأساوى الذى يشهده العالم اليوم من تسابق بعض الدول على صناعة أسلحة الدمار الشامل، وما تشهده دول أخرى من ساحات للحروب واحتكام إلى منطق القوة فقط، لحلّ النزاعات فى بعض المناطق، هو أكبر دليل على عجز المجتمع الدولى والمؤسسات المنبثقة عنه عن وضع الأسس التى تُبدد مخاوف البشر من اندلاع حرب مدمرة.

شارك المعرفة وانشر