المفتي قباني التقى مفتي صور وجبل عامل السيد الأمين:
الطائفة الشيعية ترفض الخروج على الدولة
وطنية – 8/5/2008 (سياسة) استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني المفتي الجعفري لصور وجبل عامل العلامة السيد علي الأمين، الذي قال بعد اللقاء:
“كانت زيارة لسماحته أعلنت فيها التأييد للبيان الذي صدر عن سماحته بالأمس باعتبار أن البيان يشكل صرخة انطلقت من قلب مؤمن بوحدة المسلمين ومن خلال استشرافه لما يمكن أن ينجم من أخطار فحاول صاحب السماحة أن يستبق الأمور من أجل أن يجنب المسلمين واللبنانيين نار الفتن، وقد تم الحديث مع سماحته حول وحدة المسلمين بين السنة والشيعة واللبنانيين عموما، خصوصا في هذه الظروف العصيبة حيث لا يستفيد من الصراعات والنزاعات إلا العدو الإسرائيلي، ووحدة المسلمين سنة وشيعة هي بنص القرآن الكريم “إنما المؤمنون إخوة” ولا يجوز أن تنجر هذه الخلافات الى فتح أبواب الفتن التي يلعن الله سبحانه وتعالى من يسعى لإيقاظها ولإيقادها”.
أضاف: “الطائفة الشيعية في لبنان مرجعها في شؤونها الدينية وفي فهمها للشريعة السمحاء هو القرآن الكريم، الذي يؤكد أننا أمة واحدة، وموقف الإمام علي بن أبي طالب من وحدة المسلمين عندما قال “لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين”، وما يجري من أحداث في بيروت وفي منطقة المطار وغيرها لا يكشف عن حرص على وحدة المسلمين، وما يجري نعتبره اعتداء على حريات الناس وممتلكاتها، ويعرض الوطن وأهله إلى أفدح الإخطار. والطائقة الشيعية ترفض الخروج عن الدولة، كما ترفض أن يقوم أي فريق تحت أي شعار وتحت أي ذريعة من أن يغتصب دور الدولة، وقد عانى أهلنا في الضاحية الجنوبية وفي البقاع قديما من التنظيمات التي حاولت أن تغتصب دور الدولة، وكانت الطائفة الشيعية دائما مع الدولة ومشروعها في مواجهة كل الحالات التي تريد الخروج على الدولة”.
سئل: هناك كلام من بعض قوى المعارضة يطالبون فيه الحكومة بالتراجع عن قراراتها الأخيرة في ما خص شبكة الاتصالات وجهاز أمن المطار، ما رأيكم بذلك؟
أجاب: “هذا المطلب ليس مطلبا مشروعا وهو أمر مرفوض، لأن الدولة عندما تتخذ قراراتها يجب أن تطبق هذه القرارات، وهناك مؤسسات وآليات من أجل مناقشة هذه القرارات في مؤسسات الدولة اللبنانية، ولا توجد آلية في النزول الى الشارع وفي تعطيل حياة الناس وفي تعريض البلاد الى الخطر”.
سئل: هل ترون أن ما حصل انقلاب حقيقي في بيروت؟
أجاب: “ما حصل هو بدايات للانقلاب إن استمر، إن للمرء الحق في أن يحتج على قرار من القرارات ولكن لا نفهم هذا التعطيل الكبير لحياة الناس والاعتداء على حرياتهم واغتصاب مكان الدولة في القيام بتأمين الأمن للناس والاستقرار، ولا نفهم ما تقوم به بعض المؤسسات الدينية كالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي كان من جملة المعترضين على إقالة شخص أو نقله من ملاك إلى آخر لأن المجلس الشيعي يجب أن يكون حريصا على الاستقرار وعلى علاقة الطائفة الشيعية مع سائر الطوائف على العيش المشترك، على ارتباط هذه الطائفة القديم والوثيق بالدولة ومشروعها، والمجلس الشيعي في كل الأحوال ليس بديلا عن الإدارات والمؤسسات التي تحاسب موظفيها ومسؤوليها”.
سئل: بماذا تطالب القادة العرب؟
أجاب: “القادة العرب لم يدخروا جهدا إلا وبذلوه من أجل مساعدة لبنان، والمبادرة العربية كانت ثمرة من ثمرات جهود العرب لحل الأزمة اللبنانية، وفي اعتقادنا أن العرب والمسلمين لن يتخلوا عن لبنان”.
سئل: هل تستبعدون حصول فتنة مذهبية سنية شيعية؟
أجاب: “لا شك هناك عقلاء وحكماء في الطائفة الإسلامية الشيعية كما في الطائفة الإسلامية السنية، هؤلاء العقلاء والحكماء من الفريقين يسعون جاهدين من أجل أن لا تقع هذه الفتنة ومعروف أن السعي إليها هو من أكبر المحرمات، وقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”، فما يجري لا علاقة له لا بالتشيع ولا بالشيعة، وإنما هي أعمال تفتح الأبواب واسعة باتجاه الفتن التي نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن”.