النائب السعيد!
صِرْ مرّةً نائباً للشّعب في بلدي =
تكسبْ معاشاً طويل العمر والأمدِ
تحمي القوانينُ في لبنان نائبنا =
حتّى وإن فارق الدّنيا ولم يَعُدِ
إن يخلُ مقعده لم يُلغَ راتبُهُ =
فالإرث من والدٍ يمضي إلى الولدِ
————————————
للنّائب المال والقانون يضمنه =
ونحن يُلزمنا القانون بالسّددِ!
سوء الإدارة قد أخلى خزينتنا =
والحكم قد حاز منها حصّة الأسدِ!
هذي هي القسمة الضّيزى بلا جدلٍ =
الشّعب يشقى وأهلُ الحكم في رغدِ!
لم يبق من ثروة البلدان باقيــةٌ =
إلاّ وقد ذَهَبَـتْ نهباً بكلِّ يـدِ
والعيش في وطني شحّت مصادرهُ =
مذ صار مزرعةً للإبن والسّندِ
ليست بلاد الفتى معدودةً وطناً =
إن لم توفّر حقوق الفكرِ و الجسدِ
———————————-
نامتْ جماهيرُ شعبي عن مطالبها =
فاستفحلَ الفقرُ والحرمانُ في البلدِ
والشِّيب غابوا مع الشّبّان في سفرٍ =
حتّى خلت أرضه من صانعٍ لـغــدِ
فالأرض بَعْدَهُمُ قفراءُ موحشةٌ =
والدّوحُ تبكي غياب البلبــل الـغردِ
———————————–
لبنان كان لأحرار الـنّـفوس حمىً =
فيـه الأمان لمظلومٍ ومضطهدِ
قد صدّعت كثرة الأهواء دولـتَـهُ =
حتّى غداً مثلاً في كثرة الـعُقَدِ
والفاسدون طغوا في كلّ دائـرةٍ =
والحاكمون حماة الظّلم والأودِ
والطّائفيّــة لا قامت قيامتـها =
عادت سلاحاً بأيدي السّاسة الجددِ
قد شوّهوا باسم دين الله صورته =
وكان في الشّرق قبلاً جنّة الخلدِ
هذا نما لمسيح الطّهر رايتــــه =
وهو الّذي جلّ عن حقدٍ وعن حردِ
وذاك ألصق بالإسلام غايتـــهُ =
وغاية الدّين لا تخفى على أحــــدِ
ألدّين هديٌ وحبّ النّاس جوهـرُهُ =
والحبُّ ينفي سبيل البغض والحسـدِ
ما كان عيسى لغير السلم داعيـةً =
كــذاك أحـمـدُ وصّـانـا ولـم يـحِـدِ
طه وعيسى لأهل الأرض مدرسةٌ =
تأبى الخصام على رأيٍ ومعـتـقَدِ
آياتُ ربّي أتـــت بالحقّ ناطـقةً =
(ألدّين يلغـي فروق اللّون والعددِ)
العلامة المجتهد السيد علي الأمين : قصيدة -النائب السعيد في العهد الجديد- سنة 1996