الثلاثاء , أكتوبر 15 2024

بيان صادر من مكتب العلامة السيد علي الأمين رداً على جريدة الأخبار

 

          مكتب العلاّمة                 بيروت لبنان

       السيّد علي الأمين             17-9-2012    

بيان صادر من مكتب العلامة السيد علي الأمين رداً على جريدة الأخبار

طالعتنا جريدة الأخبار في عددها الصادر يوم الجمعة 14 أيلول 2012 بعنوان عريض على صفحتها الأولى (شيعة فيلتمان في ويكيليكس)! وقد تحدثت الصحيفة المذكورة في تقريرها عن العلامة السيد علي الأمين وغيره من رجال دين وناشطين سياسيين من أصحاب الرأي الآخر داخل الطّائفة الشيعيّة في لبنان. والصحيفة المذكورة – على عادتها – نقلت عن ويكيليكس أخباراً مجتزأة، مصادرها غير دقيقة وتتنافى مع الحقيقة وقد اشتملت على أخبار غير صحيحة بخصوص ما يتعلّق بالعلاّمة الأمين حيث لم يحصل أيّ لقاءٍ للعلاّمة الأمين مع السّفير جيفري فيلتمان الّذي لم تنقطع زياراته العلنيّة إلى حليف القائمين على الجريدة والنّاطق باسمهم  في قصر عين التّينة منذ عدوان تمّوز إلى أحداث السابع من أيّار وما قبلها وما بعدها وإلى الأمس القريب عندما زار فيلتمان لبنان مؤخّراً ولا يزال الخلف مستمرّاً على طريق السّلف في الزّيارات. وقد حصل أخيراً السفير فيلتمان على بركة اللقاء بالمرشد الأعلى للثورة الإسلاميّة في إيران السيد علي الخامنئي. ولسنا هنا بصدد الإستنكار والتّعريض باللّقاء، فهو أمر طبيعي الحصول بين المسؤولين ومختلف وجوه أهل الرّأي في المجتمع، ولكنّ المخالف لطبيعة العقلاء أن يكون اللّقاء مع الشّخص مباحاً لبعض النّاس وموضع اتّهامٍ عند حصوله مع أناسٍ آخرين!!.

وأمّا اللقاءان الآخران اللذان أشار إليهما التّقرير، فقد حصلا علناً في مكتب العلاّمة الأمين في بيروت مع السّفيرة سيسون بناءاً على طلبها. ومحور الحديث معها ومع غيرها من المسؤولين الذين قاموا بزيارة العلاّمة الأمين والّذين التقاهم في تلك الفترة بسبب الأحداث الّتي مرّت على لبنان – هو الكلام عن دعم الدّولة اللبنانيّة والجيش اللبناني وسبل خروج الدولة من حالة الضعف بضرورة بسط سلطتها الكاملة على كلّ أراضيها وقيامها بمنع هيمنة الأحزاب المسلّحة على مؤسّسات الدّولة وأجهزتها وضرورة حمايتها للرأي الآخر داخل الطّائفة الشيعيّة وغيرها ، ولزوم الفصل بين رأي الشيعة كمذهب وطائفة لبنانية وبين رأي الثّنائي الشيعي المهيمن عليها (حزب الله وحركة أمل) حيث لا يجوز اختزال طائفة بحزب وتحميلها لآرائه ومواقفه المرتبطة بالسياسة الإيرانيّة في المنطقة وأنّ المقصود من المخالفة السياسيّة لهما هو إصلاح سياسة الثّنائي (أمل وحزب الله) بعودتهما إلى مشروع الدّولة . وهذا ما يعلنه العلاّمة الأمين في كلّ مواقفه الثابتة في السّر والعلن منذ ثمانينات القرن الماضي وحتّى اليوم.

ولم يرسل العلامّة الأمين مبعوثين عنه إلى السّفارة الأميركيّة ولم يذهب إلى الإجتماعات فيها ، وإنّما الذي حصل أنّ العلامة الأمين ذهب بنفسه قبل ثلاث سنوات كما يذهب سائر المواطنين إلى السّفارة الأميركية طلباً لتأشيرة زيارة إلى أميركا لنقل وجهة نظره إلى الجالية اللبنانيّة عموماً والشّيعة اللبنانيين خصوصاً وإطلاعهم على مجريات الأحداث.

ولكن السفارة الأميركيّة المؤيّدة للدّولة اللبنانيّة كما يقولون! والدّاعمة لقوى الإعتدال والإستقلال كما يزعمون ! رفضت طلبه الحصول على تأشيرة الدّخول!!

وقد أتى التّقرير في الجريدة على ذكر خروج العلاّمة الأمين من جنوب لبنان في أيار 2008 وكأنّه خرج طوعاً ! مع علم الجريدة وأصحابها وغيرهم أنّ العلاّمة الأمين قد أُخرج من الجنوب بقوّة السّلاح من أصحاب السّابع من أيّار الّذين اجتاحوا بعناصرهم الميليشياويّة دار الإفتاء الجعفري في مدينة صور وقد حصل ذلك بمرأى ومسمع من قوى السّلطة الشّرعيّة وباطّلاع وعلم قوّات الطّوارئ الدّوليّة التي لم تشاهد قطعة سلاح حتّى اليوم في جنوب اللّيطاني منطقة عملياتها!!. هذا مع علم الجريدة وأصحابها أيضاً أن العلاّمة الأمين الذي أخرجوه من الجنوب لمخالفته لهم بالرّأي ونهيه لهم عن سياسة الإستقواء بالسّلاح والدّخول في الفتن الدّاخليّة لا زال مبعداً عن الجنوب ولم يتمكّن من الرّجوع إليه ولم يستطع استرجاع وثائقه ومستنداته ومكتبته وأغراضه الشّخصيّة من مكاتبه المحتلّة حتّى السّاعة على الرغم من وجود الدّعاوى القضائيّة!

ثمّ إن جريدة الأخبار تعاونها قناة المنار أتحفتنا في تقريرها بدرس فقهي عن حرمة النّميمة الّتي مارسها (شيعة فيلتمان) على ( حزب الله) . على أساس أنّ نشر وثائق (النّميمة) المزعومة والإعلان عنها لخدمة أغراضٍ سياسيّة وغيرها ليس من النّميمة المحرّمة في شريعة القائمين على قناة المنار وجريدة الأخبار!.

وليس في ذلك من عجب ! لأنّ الّذين لا يهتمّون لتهجير مئات الألوف من المواطنين من الجنوب و الضّاحية والبقاع ولا يكترثون لمقتل وجرح الألوف وتدمير مئات القرى والّذين يستبيحون الدّماء في شوارع بيروت والجبل وغيرهما وترويع الآمنين وإخراجهم من ديارهم بغير حقّ! والّذين أساؤوا بسياستهم إلى طائفتهم في علاقتها مع شركائها في الوطن ومحيطها العربي لن يتوقّفوا – هؤلاء –  عند حرمة البهتان والغيبة ولا عند تحريم الفتنة والنّميمة!! وأخيراً نقول صدق من قال : ( وما آفة الأخبار إلاّ رواتها)!!

ونختم هذا البيان بالدّعاء المأثور ( اللهمّ إنّا أعلم بأنفسنا من غيرنا، وأنت أعلم بأنفسنا منّا، اللهم اجعلنا خيراً ممّا يظنّون، واغفر لنا ما لا يعلمون، وإليك المشتكى ممّا يقولون وأنت المستعان على ما يصفون) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.