تعدد المرجعية الدينية وغياب الإعتدال !
س- تتعدد المرجعيات عند الشيعة ورغم ان هذا التعدد غنى بدورها الفقهي والفكري والسياسي، لكنه يشتت القوى وربما يضعف التأثير أحيانا. لماذا التعدد وما هي آلية التواصل بينها؟ وكيف يتم تكوين مرجعيا فقهيا ودينيا؟
ج- التعدد في المرجعية الفقهية موجود منذ ظهورها، وهي تعبير عن مرجعية العلماء ذوي الإختصاص الذين لا ينحصرون بشخص ، وهي-المرجعية-لم تؤثر سلبياً في الماضي على الشيعة في علاقاتهم بأوطانهم واندماجهم في مجتمعاتهم لأن دور المرجعية -على تعددها- كان بعيداً عن الدخول في مسائل السلطة والصراع عليها ، وكان يقتصر على الدور الثقافي والفقهي المتضمّن لتوجيه أتباعها بالمحافظة على أوطانهم وترسيخ العلاقة مع محيطهم.
ولكن الذي حصل أخيراً-بعد وصول مرجعية الإمام الخميني في إيران إلى السلطة- هو دخول بعض المرجعيات الدينية في العمل السياسي المباشر ومحاولة سيطرة النظام الجديد في إيران والأحزاب الدينية والطائفية على موقع المرجعية لأغراض الدعاية والنفوذ الحزبي خدمة لمشاريعها السلطوية وارتباطاتها الخارجية ، ولا شكّ بأن ارتباط المرجعية الدينية بأوضاع السلطة السياسية والحزبيّة في أماكن تواجدها جعلها في كثير من الأحيان داعمة لسلطة الأحزاب وداعية إليها ففقدت بذلك الإعتدال وموقع الرعاية للجميع وتخلّت عن دورها الأساسي في التعليم والتوجيه وتركت هذه المهمة الخطيرة للأحزاب الدينية والطائفية! وهذه كلها من العوامل التي تعيق مسيرة الإصلاح وتضعف صوت الإعتدال الذي يحاول- دون مساعدة له -أن يعيد للمؤسسة الدينية دورها الديني والوطني الجامع بعيداً عن تأثيرات السلطات الحزبية وغيرها.
_________
مقابلة شاملة مع العلامة السيد علي الأمين-موقع حرمون-
٢٠١٣/٢/٢٨/