صدر عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) كتاب قيِّم للسيد علي الأمين بعنوان <السنّة والشيعة أمة واحدة> وهو دراسة فقهية وكلامية في مسألة الخلافة والامامة تسقط أسباب الخلاف وتثبت حق الإختلاف وتؤكد على أن الإسلام واحد والإجتهادات فيه متعددة·
وقد جاء في مقدمة الكتاب ما يلي:
<قد نعرف شيئاً عن التجربة الإسلامية التي حصلت في الماضي وقد نختلف في الحكم عليها أو على بعض مراحلها وأشخاصها سلباً أو ايجاباً، ولكن ذلك كله لا علاقة له بالدخول في الإسلام عقيدة وشريعة والمهم أن تكون التجربة الإسلامية التي نخوضها اليوم بعضنا مع البعض صحيحة في دولنا ومجتمعاتنا وأوطاننا، لذلك يجب أن نعود إلى تلك المبادئ والأسس التي صار المؤمنون بها مع المسلمين مع غض النظر عن النزاعات التي حصلت والخلافات التي وقعت بعد ذلك، وقد عبّر عن تلك الأسس الجامعة في بداية الدعوة ما قاله جعفر بن أبي طالب لملك الحبشة عندما هاجر هو وجماعة من المسلمين فراراً بعقيدتهم الجديدة التي آمنوا بها وقد اختصر فيها فهم الإسلام والمعاني التي دعتهم لقبول الدعوة، تلك الدعوة التي جمعت بينهم وألّفت بين قلوبهم بمبادئها وقيمها لا تزال حتى اليوم تنادينا نحن المسلمين بها والإنضواء تحت رايتها بعيداً عن التجربة التي مرت في ما بعد، وبعيداً عن الإنقسامات التي حصلت بعدها وتأمرنا بالتمسك بتلك المبادئ التي تدخل وحدها صاحبها في الإسلام·
وأضاف: أفلا تجمعنا اليوم تلك المبادئ التي جمعتهم في الماضي؟ أفلا نكون بالايمان بتلك المبادئ التي آمنوا بها وحدها من المسلمين حقاً وان لم نطلع على خلافات الماضين؟
ان هذا ما رأيت فيه طريقاً لنجاة الأمة الواحدة من الشرور والفتن فليست الفرقة الناجية هي التي تحتكر النجاة لنفسها وأتباعها وإنما هي التي تسعى لنجاة الأمة بأسرها>·
وقال السيد محسن علي السهيمي في كلمة له في الكتاب: لقد ضرب العلامة علي الأمين المثل الصادق للمجتهد الذي يبحث عن الحق ويقبل به، ويسعى للتضامن والوحدة بين أبناء الأمة، فهو يدعو لعرض الموروث العقدي والفقهي على كتاب الله وسنة رسوله القطعية مع تجديد قراءة المذاهب الإسلامية، ويدعو لإعادة النظر في منهج الرفض والقبول، مع ايمانه التام بأننا لا يمكن أن نؤسس عقيدة دينية دون الرجوع للكتاب والسنة الصحيحة·
ويضيف السهيمي قائلاً: <إن كان في الجانب الشيعي بعض الغلاة في أئمتهم، ففي أهل السنة أيضاً بعض الغلاة في أوليائهم الذين يزعمون بأنهم يجلبون الضر والنفع وهم في قبورهم، وفيهم بعض الغلاة الذين قدسوا الفتاوى التكفيرية لمشايخهم فأوردوهم المهالك، فما أحوج الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبها لعلماء صادقين ناصحين يذعنون للحق ويحيّدون نقاط الخلاف>·
وقد قسم السيد علي الأمين كتابه إلى عدة بحوث من بينها <الإمامة بين الدين والسياسة> و<قاعدة اللطف> و<الإمامة والرئاسة العامة> و<الإمامة السياسية بعد رسول الله #> و<دور الفقهاء وعلماء الكلام> و<بساطة العقيدة ووضوحها> و<رفض التكفير> و<مرجعية الإختلاف> و<الإمامة والضرورة الدينية> و<الإمامة والإيمان> و<أطروحة القيادة السياسية بين الترشيح والتعيين> و<دلالات النصوص على الإمامة السياسية> و<معنى كلمة المولى> و<حديث الدار> و<حديث المنزلة> و<تفسير موقف المهاجرين والأنصار> وموقف أئمة أهل البيت عليهم السلام من الصحابة رضوان الله عليهم·
ويقع الكتاب في 238 صفحة من الحجم الكبير·
عرض: خليل برهومي
المصدر – جريدة اللواء اللبنانية