حرمة الدماء
– د. عتمان – الدم وحرمته لن أقول دم المسلم سني أم شيعي بل أقول دم الإنسان وحرمته في المذهب الجعفري كيف ترونها؟ وهل فعلا قتل الشيعي للسني تقرب إلى الله؟ وماذا تقول لمن يجهر من الشيعة بذلك وهل لهذا سند في صحيح المذهب؟
– العلامة الأمين : إن القاعدة الشرعية المعمول بها في الدماء هي حرمتها وعصمتها إنطلاقاً من قول الله تعالى (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) بلا فرق بين مسلم وغيره، وقتل النفس هو من أعظم المحرمات فكيف يكون من الطاعات والقربات؟ ولا نعرف قائلاً بجواز قتل النفس لمجرد الإختلاف بالرأي، وما سمعنا بذلك في آبائنا الأولين، وهو من الدعايات التي يقصد بها التشويه وزرع العداوة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وبينهم وبين غيرهم من غير المسلمين، والقول بإباحة دم الآخر للإختلاف معه في الرأي والمعتقد إن كان موجوداً أو تفوّه به متفوّه فصاحبه من المجرمين الذين ليس لهم حظّ من علم ولا دين، أو هو من سلك المجانين، وهو قول مخالف للضرورات الدينية والعقلية ولكل المبادئ والقيم الإنسانية، ويتعجب المرء من سماع مثل هذه المقولات الباطلة ذات الغايات الفاسدة، والأعجب منها كيف يمكن للبعض أن يصدق بها والمسلمون عاشوا مع غيرهم وعاشوا مع بعضهم قروناً في الماضي وفي الحاضر وبينهم الروابط العائلية والزواج المختلط، وعلى سبيل المثال ففي وطننا لبنان تكاد لا تخلو عائلة سنّية أو شيعيّة من أواصر القربى بينهما من خلال التـزاوج، فهناك عشرات الآلاف من حالات الزواج المسجّلة في المحاكم الشرعية السنّية والشيعية، فالولد الشيعي له جدّ سنّي وخال سنّي، والولد السنّي له جدّ شيعي وخال شيعي، وقد يوجد للشيعي أخ سنّي وبالعكس.
المصدر : من كتاب العلاّمة السيد علي الأمين: ( زبدة التفكير في رفض السب و التكفير )
ص: 182 – 184
الناشر : دار مدارك للنشر