الإثنين , ديسمبر 2 2024

حوار حزب الله وتيار المستقبل

قال العلامة السيد علي الأمين عن الحوار الجاري بين "حزب الله وتيار المستقبل" إن الحوار الداخلي كان مطلبنا منذ سنين، وقد توجّهنا بالنصيحة إلى الطرفين بإدخال عناصر أخرى منهما عليه لإعطاء الحوار الصفة الوطنية وإبعاد الصفة الطائفيّة عنه.
ونأمل من هذا الحوار الداخلي أن يكون بداية للتراجع عن تلك المواقف وممارسات القوة التي أعاقت قيام الدولة بدورها في تطبيق القانون والدستور، وعطلت فيها المؤسسات وأوصلتها إلى حالات من الشلل شبه التام كما يشهد لذلك الفراغ الحاصل اليوم في موقع رئاسة الجمهورية.
وقد رفضنا في الفترة الماضية خطاب التطرّف ومنطق الإستقواء وعملنا على إبقاء جسور التواصل بين الطوائف اللبنانية من خلال آرائنا الدينية ومواقفنا الوطنيّة التي دعونا فيها إلى نبذ الإحتكام إلى السلاح، والعودة إلى الحوار والتفاهم واعتماد مرجعيّة الدولة اللبنانية وحدها والإنخراط في مؤسساتها.  وقد دفعنا وما زلنا حتى اليوم ندفع ثمن رفضنا لذلك الخطاب والأداء إقصاءً وإبعاداً وتهجيراً مستمرّاً من تلك الواجهة السياسية الراعية للحوار اليوم والمندمجة فيه وهي التي كانت رافضة له فيما مضى!. 
وفيما يلي بعض مما قاله العلامة الأمين في السنوات الماضية لمختلف الأطراف عند احتلال الساحات والشوارع .

______________

العلاّمة السيد علي الأمين : 

الحوار هو الّذي يوحّد شملنا – الخروج الى الشارع لا يَجمعُ اللبنانيين و لا يُجمِع عليه اللبنانيون
 

2006/12/9
 

….. إني أخاطب كل اللبنانيين وخصوصاً القيادات السياسية في هذه المرحلة التي يمر بها الوطن والتي تتطلب منا جميعًاً أن نكون على درجةٍ عالية من الوعي والتضامن والرشد والتعاون لمواجهة الأحداث التي يؤدي استمرارها إلى زعزعة الاستقرار في بلادنا وتهدد وحدتنا الاجتماعية والوطنية وخياراتنا السياسية وقد عشنا في هذا الوطن قروناً عائلة واحدة لا فرق بين طائفة وأخرى ولا فرق بين مذهب وآخر تجمعنا راية العيش المشترك التي شكلت تجربة حضارية رائعة في شرقنا العظيم الذي كان مهبط الأنبياء ومنطلق الرسالات إلى العالم وقد غدا لبنان بفعل تجربة التعايش هذه رسالة ورسولاً يحمل إلى العالم بشارة تلاقي الحضارات والديانات بكل طوائفها ومذاهبها وقد حمل الاباء والاجداد هذه الرسالة بصدق واخلاص وقد وصلت إلينا هذه الامانة وعلينا جميعاً أن نحفظ لبنان الأمانة ولبنان الرسول والرسالة ولبنان العيش المشترك الذي يجعلنا جميعاً أخوة ضمن عائلة الوطن الكبرى مهما تعددت طوائفنا ومذاهبنا.
وهذه الأخوة وهذا الرباط الوطني وهذا النموذج من العلاقات هو القضية التي تستحق من اللبنانيين اليوم ومن القيادات السياسية أن يحافظوا عليها لأن فيها الحفاظ على لبنان، وليس المهم عند اللبنانين قضية الحكم والحكومة فهي لا تستحق كل هذا الضجيج وكل هذا الصراخ وكل هذا التعطيل لحركة الاقتصاد واغلاق المدارس والجامعات ولا تستحق قضية الحكم كل هذه الخطابات والتجمعات التي تجاوزت الإختلاف السياسي إلى الفرز الطائفي المضر بصورة العيش المشترك والذي يعرض سلامة البلاد والعباد إلى الأخطار.
إن قضية المطالبة بالحكم والسلطة وإن كانت على حق ولكن كل القضايا تسقط أمام القضية الأساسية وهي قضية سلامة الوطن والشعب ولنا خير قدوة وأبلغ درس وعبرة في كلام الإمام علي عليه السلام الذي قاله عندما طلب بعض أنصاره منه الخروج للمطالبة بحقه في الحكم والخلافة فأعتبر الإمام علي أن القضية الأساس التي تسقط أمامها كل المطالب والقضايا هي سلامة الأمة في علاقاتها الأخوية وانتظام أمورها الدينية والدنيوية فقال عليه السلام (أيها الناس عرجوا عن طرق المنافره واخلعوا تيجان المفاخره وشقوا أمواج الفتن بسفن النجاة )وقال(لأسلّمنّ ما سلمت أمور المسلمين) وبذلك حفظ وحدة الأمة وسلامتها.
ولذلك فإننا نناشد الجميع الابتعاد عن الشوارع وأن نبحث عما يجمع بيننا ويوحد شملنا وهو التفاهم والحوار ونقول للقيادات السياسية أن الخروج إلى الشارع لا يجمع اللبنانيين ولا يجمع عليه اللبنانيون والخروج من الشارع ليس انتصاراً لفريق على آخر ولكنه إنتصار على الفرقة وانتصار لكل لبنان .

 

جريدة المستقبل 2006/12/9/