الجمعة , أكتوبر 11 2024

حوار مبادرة إحياء مع العلامة السيد علي الأمين حول دعوةِ الإسلام للوحدة وأثرها على مذاهب المسلمين

حوار مبادرة إحياء مع العلامة السيد علي الأمين حول دعوةِ الإسلام للوحدة وأثرها على مذاهب المسلمين

مصر – القاهرة – مبادرة إحياء

السيد علي الامين - مجلس حكماء المسلمين

أجرى فريقُنا حوارًا مع سماحة السيد علي الأمين، المرجعية الشيعية اللبنانية، وعضو مجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حولَ دعوةِ الإسلام للوحدة وأثرها على مذاهب المسلمين، وكانَ الحوار معه كالتالي:

• السيد علي الأمين، حياكم الله تعالى، شرفنا بالحديث لسماحتكم

في البداية دعنا نسألكم، كيف يمكننا تحويل دعوة القرآن للوحدة والاعتصام بين المسلمين إلى واقع تطبيقي عملي؟

ج- السيد علي الأمين: المطلوبُ منا العلم والعمل لتحويلِ الدعوة القرآنية إلى الوحدةِ بين المسلمين إلى واقع عملي يجمع كلمتهم ويبعد الفتن عنهم.

يساعدنا على ذلك نشر مناهج التعليم في مدارسنا الدينية التي تعتمد على مرجعية القرآن الكريم والسنّة النّبويّة الشريفة، حيث تعتبر فيهما وحدة الأمة الإسلامية أساس البنيان ومقصدًا من مقاصد الشريعة، والقول في تلك المناهج بأن كل خلاف بين المسلمين يؤدي إلى إضعاف هذا الأساس وإلى إلغاء هذا المقصد يكون باطلًا بحسب العلوم الشرعية.

وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى “إنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربكم فاعبدون” وقوله تعالى “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا”

“ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”.

وجاء في السنّة الشريفة: قولُ رسولِ اللهِ: (مثلُ المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى).

فمثلُ هذه المفاهيم عندما تترسخ في عقولِ العلماء وطلاب العلوم الدينية تنتقل إلى الأمة وتساعد أبناءها على التمسك بالوحدة ورفض دعوات الفرقة والانقسام.

وبعد العلماء في وضع المناهج الجامعة والداعية إلى الوحدة تقع المسؤولية على قيادات الدول الإسلامية في العمل على جمع الأمة الاسلامية على كلمة سواء بالتلاقي فيما بينهم والعمل على دعم وتظهير خطاب الإعتدال ونبذ دعوات التطرف التي تضعف الأمة.

• في ظل الفِتن المعاصرة، هل هناك جهود حقيقية لتوحيد المسلمين، سنة وشيعة، تحت كلمة واحدة أم أن ذلك من الخيال؟

ج- السيد علي الأمين: قامَ العلماء في القرن الماضي بتشكيل هيئات للتقريبِ بين المذاهب الإسلامية إنطلقت من الأزهر الشريف في مصر، وما زالت هذه المساعي مستمرة بشكل أو بآخر، وصدرت بحوث كثيرة تدعو إلى الوحدة بين المسلمين، وهذا يكشف عن القناعة لدى الساعين والمؤيدين بإمكانية التقريب بين أتباع الدين الإسلامي الواحد وإن تعددت المذاهب الفقهية.

• لماذا يتبادل بعض الأطراف في السنة والشيعة تكفير بعض؟

وكيف يمكننا أن نتصدى لذلك أو أن نحذره على أقل تقدير؟

ج- السيد علي الأمين: إنّ هؤلاء بتكفيرِ بعضهم للبعض الآخر لا يريدون الدعوة إلى الإسلام؛ لأن المسلمين على اختلافِ مذاهبهم يؤمنون بالله ويقولون في صلواتهم: إياك نعبد وإياك نستعين.

إنّهم يريدون بالتكفير لغيرهم أن يشدّوا عصب الطائفية والمذهبية في نفوس أتباعهم ليقولوا لهم بأننا ندافع عن المذهب وعن الطائفة، وبذلك يحشدون المزيد من الأتباع لمشاريعهم التقسيمية.

ولا شك أن التصدي لهؤلاء التكفيريين يكونُ بتفنيد فتاوى التكفير وإبطالها وإظهار خَطرها وضررها بالمسلمين وبتعليم أحكام الشريعة ومقاصدها في وحدة الأمة لشبابنا بالشكل الذي يحدث الوعي لديهم في إبطال تلك الشبهات التي يستخدمها التكفيريون.

• ما رأيكم بدعوة الشيخ أحمد الطيب إلى توحيد كلمة المسلمين؟

ج- السيد علي الأمين: إن دعوة شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب -حفظه الله- في مملكةِ البحرين إلى الوحدةِ الإسلامية هي استمرار لنهج الأزهر في العمل للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والعمل على توحيد كلمة المسلمين هو في طليعة اهتمامات مجلس حكماء المسلمين برئاسة الشيخ أحمد الطيب العامل على نشر ثقافة التسامح والحوار وخطاب الوسطية والاعتدال.

أجرى الحوار مع سماحته: الشيخ أحمد يونس عبد الخالق رئيس المبادرة.

#حوارات_صحفية

#إحياء