خلاف الموالاة والمعارضة
– د. عتمان: التمذهب وبداية التشيع، هل كان التشيع في بدايته ولاية لآل البيت وحقهم في الإمامة أم خلاف عقائدي بين المسلمين آنذاك؟
– العلّامة الأمين: من المعروف أن بداية نشوء المذاهب كانت في أواخر القرن الثاني من الهجرة، وكانت في أول الأمر عبارة عن آراء لأصحابها واجتهاداتهم الفقهية في المسائل الشرعيّة، ومن خلال اعتماد الحكومات المتعاقبة لتلك الآراء في باب القضاء كان يشتهر رأي فقيه معين دون غيره، ولذلك اختفت آراء كثيرين عن التداول، وقد تحوّلت الآراء المتداولة والتي اشتهرت فيما بعد إلى مذاهب.
والتّشيّع لأئمة أهل البيت لم يكن له صفة مذهبيّة في تلك المرحلة، بل كان بمعنى المحبّة لهم والتأييد لمواقفهم وتفضيلهم على غيرهم في مواقع القيادة السياسية، وقد كان الإمام أبو حنيفة من الداعين لتأييد الإمام زيد في خروجه على الحاكم، وهذا مما يكشف لنا عن أن الخلاف بين المسلمين لم يكن خلافاً عقائديّاً، وإنما كان اختلافاً للآراء حول الإمامة السياسية وإدارة شؤون الأمّة وهذا الإختلاف هو ما يسمّى اليوم باصطلاح السياسيين بلإختلاف بين الموالاة والمعارضة، فالموالاة ترى نفسها أنها الأحق والأجدر بالحكم، والمعارضة ترى نفسها الأولى بالحكم والقيادة.
المصدر : من كتاب العلاّمة السيد علي الأمين: ( زبدة التفكير في رفض السب و التكفير )
ص: 157
الناشر : دار مدارك للنشر