دعاء ليلة الجمعة
دعاء ليلة الجمعة
اللّـهُمّ انّي أسْألُك برحْمتك الّتي وسعتْ كُلّ شيْء، وبقُوّتك الّتي قهرْت بها كُلّ شيْء، وخضع لها كُلُّ شيء، وذلّ لها كُلُّ شيء، وبجبرُوتك الّتي غلبْت بها كُلّ شيء، وبعزّتك الّتي لا يقُومُ لها شيءٌ، وبعظمتك الّتي ملاَتْ كُلّ شيء، وبسُلْطانك الّذي علا كُلّ شيء، وبوجْهك الْباقي بعْد فناء كُلّ شيء، وبأسْمائك الّتي ملاَتْ ارْكان كُلّ شيء، وبعلْمك الّذي احاط بكُلّ شيء، وبنُور وجْهك الّذي اضاء لهُ كُلُّ شيء، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا اوّل الاْوّلين ويا آخر الاْخرين، اللّهُمّ اغْفرْ لي الذُّنُوب الّتي تهْتكُ الْعصم، اللّـهُمّ اغْفـرْ لي الذُّنُوب الّتي تُنْزلُ النّقم، اللّهُمّ اغْفرْ لي الذُّنُوب الّتي تُغيّـرُ النّعم، اللّـهُمّ اغْفرْ لي الذُّنُوب الّتي تحْبسُ الدُّعاء، اللّـهُمّ اغْفرْ لي الذُّنُوب الّتي تُنْزلُ الْبلاء، اللّهُمّ اغْفرْ لي كُلّ ذنْب اذْنبْتُهُ، وكُلّ خطيئة اخْطأتُها.
اللّهُمّ انّي اتقرّبُ اليْك بذكْرك، واسْتشْفعُ بك الى نفْسك، وأسْألُك بجُودك انْ تُدْنيني منْ قُرْبك، وانْ تُوزعني شُكْرك، وانْ تُلْهمني ذكْرك، اللّهُمّ انّي أسْألُك سُؤال خاضع مُتذلّل خاشع انْ تُسامحني وترْحمني وتجْعلني بقسْمك راضياً قانعاً وفي جميع الاْحْوال مُتواضعاً، اللّهُمّ وأسْألُك سُؤال من اشْتدّتْ فاقتُهُ، وانْزل بك عنْد الشّدائد حاجتهُ، وعظُم فيما عنْدك رغْبتُهُ، اللّـهُمّ عظُم سُلْطانُك وعلا مكانُك وخفي مكْرُك وظهر امْرُك وغلب قهْرُك وجرتْ قُدْرتُك ولا يُمْكنُ الْفرارُ منْ حُكُومتك.
اللّهُمّ لا اجدُ لذُنُوبي غافراً، ولا لقبائحي ساتراً، ولا لشيء منْ عملي الْقبيح بالْحسن مُبدّلاً غيْرك لا الـه إلاّ انْت سُبْحانك وبحمْدك ظلمْتُ نفْسي، وتجرّأْتُ بجهْلي وسكنْتُ الى قديم ذكْرك لي ومنّك عليّ، اللّهُمّ موْلاي كمْ منْ قبيح سترْتهُ وكمْ منْ فادح من الْبلاء اقلْتهُ وكمْ منْ عثار وقيْتهُ، وكمْ منْ مكْرُوه دفعْتهُ، وكمْ منْ ثناء جميل لسْتُ اهْلاً لهُ نشرْتهُ.
اللّهُمّ عظُم بلائي وافْرط بي سُوءُ حالي، وقصُرتْ بي اعْمالي وقعدتْ بي اغْلالى، وحبسني عنْ نفْعي بُعْدُ آمالي، وخدعتْني الدُّنْيا بغُرُورها، ونفْسي بجنايتها ومطالي يا سيّدي فأسْألُك بعزّتك انْ لا يحْجُب عنْك دُعائي سُوءُ عملي وفعالي، ولا تفْضحْني بخفي ما اطّلعْت عليْه منْ سرّى، ولا تُعاجلْني بالْعُقُوبة على ما عملْتُهُ في خلواتي منْ سُوء فعْلي وإساءتي ودوام تفْريطي وجهالتي وكثْرة شهواتي وغفْلتي، وكُن اللّهُمّ بعزّتك لي في الاْحْوال كُلّها رؤوفاً وعلي في جميع الاُْمُور عطُوفاً.
الـهي وربّي منْ لي غيْرُك أسْألُهُ كشْف ضُرّي والنّظر في امْري، الهي وموْلاي اجْريْت علي حُكْماً اتّبعْتُ فيه هوى نفْسي ولمْ احْترسْ فيه منْ تزْيين عدُوّي، فغرّني بما اهْوى واسْعدهُ على ذلك الْقضاءُ فتجاوزْتُ بما جرى علي منْ ذلك بعْض حُدُودك، وخالفْتُ بعْض اوامرك فلك الْحُجّةُ علي في جميع ذلك ولا حُجّة لي فيما جرى عليّ فيه قضاؤُك والْزمني حُكْمُك وبلاؤُك، وقدْ اتيْتُك يا الـهي بعْد تقْصيري واسْرافي على نفْسي مُعْتذراً نادماً مُنْكسراً مُسْتقيلاً مُسْتغْفراً مُنيباً مُقرّاً مُذْعناً مُعْترفاً لا اجدُ مفرّاً ممّا كان منّي ولا مفْزعاً اتوجّهُ اليْه في امْري غيْر قبُولك عُذْري وادْخالك ايّاي في سعة منْ رحْمتك.
اللّـهُمّ فاقْبلْ عُذْري وارْحمْ شدّة ضُرّي وفُكّني منْ شدّ وثاقي، يا ربّ ارْحمْ ضعْف بدني ورقّة جلْدي ودقّة عظْمي، يا منْ بدأ خلْقي وذكْري وترْبيتي وبرّى وتغْذيتي هبْني لابـْتداء كرمك وسالف برّك بي يا الـهي وسيّدي وربّي، اتُراك مُعذّبي بنارك بعْد توْحيدك وبعْد ما انْطوى عليْه قلْبي منْ معْرفتك ولهج به لساني منْ ذكْرك، واعْتقدهُ ضميري منْ حُبّك، وبعْد صدْق اعْترافي ودُعائي خاضعاً لرُبُوبيّتك، هيْهات انْت اكْرمُ منْ انْ تُضيّع منْ ربّيْتهُ اوْ تُبعّد منْ ادْنيْتهُ اوْ تُشرّد منْ اويْتهُ اوْ تُسلّم الى الْبلاء منْ كفيْتهُ ورحمْتهُ، وليْت شعْرى يا سيّدي والـهي وموْلاي اتُسلّطُ النّار على وُجُوه خرّتْ لعظمتك ساجدةً، وعلى الْسُن نطقتْ بتوْحيدك صادقةً، وبشُكْرك مادحةً، وعلى قُلُوب اعْترفتْ بالهيّتك مُحقّقةً، وعلى ضمائر حوتْ من الْعلْم بك حتّى صارتْ خاشعةً، وعلى جوارح سعتْ الى اوْطان تعبُّدك طائعةً واشارتْ باسْتغْفارك مُذْعنةً، ما هكذا الظّنُّ بك ولا اُخْبرْنا بفضْلك عنْك يا كريمُ يا ربّ وانْت تعْلمُ ضعْفي عنْ قليل منْ بلاء الدُّنْيا وعُقُوباتها وما يجْري فيها من الْمكاره على اهْلها، على انّ ذلك بلاءٌ ومكْرُوهٌ قليلٌ مكْثُهُ، يسيرٌ بقاؤُهُ، قصيرٌ مُدّتُهُ فكيْف احْتمالي لبلاء الاْخرة وجليل وُقُوع الْمكاره فيها وهُو بلاءٌ تطُولُ مُدّتُهُ ويدُومُ مقامُهُ ولا يُخفّفُ عنْ اهْله لانّهُ لا يكُونُ إلاّ عنْ غضبك واْنتقامك وسخطك، وهذا ما لا تقُومُ لهُ السّمـاواتُ والاْرْضُ.
يا سيّدي فكيْف بي وانا عبْدُك الضّعيـفُ الـذّليـلُ الْحقيـرُ الْمسْكيـنُ الْمُسْتكينُ، يا الهي وربّي وسيّدي وموْلاي لايّ الاُْمُور اليْك اشْكُو ولما منْها اضجُّ وابْكي لاليم الْعذاب وشدّته، امْ لطُول الْبلاء ومُدّته، فلئنْ صيّرْتنى للْعُقُوبات مع اعْدائك وجمعْت بيْني وبيْن اهْل بلائك وفرّقْت بيْني وبيْن احبّائك واوْليائك، فهبْني يا الـهى وسيّدي وموْلاي وربّي صبرْتُ على عذابك فكيْف اصْبرُ على فراقك، وهبْني يا الـهي صبرْتُ على حرّ نارك فكيْف اصْبرُ عن النّظر الى كرامتك امْ كيْف اسْكُنُ في النّار ورجائي عفْوُك، فبعزّتك يا سيّدى وموْلاي اُقْسمُ صادقاً لئنْ تركْتني ناطقاً لاضجّنّ اليْك بيْن اهْلها ضجيج الاْملين ولاَصْرُخنّ اليْك صُراخ الْمسْتصْرخين، ولاَبْكينّ عليْك بُكاء الْفاقدين، ولاَُنادينّك ايْن كُنْت يا وليّ الْمُؤْمنين، يا غاية آمال الْعارفين، يا غياث الْمُسْتغيثين، يا حبيب قُلُوب الصّادقين، ويا اله الْعالمين، افتُراك سُبْحانك يا الهى وبحمْدك تسْمعُ فيها صوْت عبْد مُسْلم سُجن فيها بمُخالفته، وذاق طعْم عذابها بمعْصيته وحُبس بيْن اطْباقها بجُرْمه وجريرته وهُو يضجُّ اليْك ضجيج مُؤمّل لرحْمتك، ويُناديك بلسان اهْل توْحيدك، ويتوسّلُ اليْك برُبُوبيّتك، يا موْلاي فكيْف يبْقى في الْعذاب وهُو يرْجُو ما سلف منْ حلْمك، امْ كيْف تُؤْلمُهُ النّارُ وهُو يأْملُ فضْلك ورحْمتك امْ كيْف يُحْرقُهُ لهيبُها وانْت تسْمعُ صوْتهُ وترى مكانه امْ كيْف يشْتملُ عليْه زفيرُها وانْت تعْلمُ ضعْفهُ، امْ كيْف يتقلْقلُ بيْن اطْباقها وانْت تعْلمُ صدْقهُ، امْ كيْف تزْجُرُهُ زبانيتُها وهُو يُناديك يا ربّهُ، امْ كيْف يرْجُو فضْلك في عتْقه منْها فتتْرُكُهُ فيها هيْهات ما ذلك الظّنُ بك ولا الْمعْرُوفُ منْ فضْلك ولا مُشْبهٌ لما عاملْت به الْمُوحّدين منْ برّك واحْسانك.
فبالْيقين اقْطعُ لوْ لا ما حكمْت به منْ تعْذيب جاحديك، وقضيْت به منْ اخْلاد مُعانديك لجعلْت النّار كُلّها برْداً وسلاماً وما كانت لاحد فيها مقرّاً ولا مُقاماً لكنّك تقدّستْ اسْماؤُك اقْسمْت انْ تمْلاَها من الْكافرين من الْجنّة والنّاس اجْمعين، وانْ تُخلّد فيها الْمُعاندين وانْت جلّ ثناؤُك قُلْت مُبْتدئاً، وتطوّلْت بالاًنْعام مُتكرّماً افمنْ كان مُؤْمناً كمنْ كان فاسقاً لا يسْتوُون، الهى وسيّدى فأسْألُك بالْقُدْرة الّتى قدّرْتها، وبالْقضيّة الّتي حتمْتها وحكمْتها وغلبْت منْ عليْه اجْريْتها انْ تهب لى فى هذه اللّيْلة وفي هذه السّاعة كُلّ جُرْم اجْرمْتُهُ، وكُلّ ذنْب اذْنبْتُهُ، وكُلّ قبيح اسْررْتُهُ، وكُلّ جهْل عملْتُهُ، كتمْتُهُ اوْ اعْلنْتُهُ اخْفيْتُهُ اوْ اظْهرْتُهُ، وكُلّ سيّئة امرْت باثْباتها الْكرام الْكاتبين الّذين وكّلْتهُمْ بحفْظ ما يكُونُ منّي وجعلْتهُمْ شُهُوداً عليّ مع جوارحي، وكُنْت انْت الرّقيب عليّ منْ ورائهمْ، والشّاهد لما خفي عنْهُمْ، وبرحْمتك اخْفيْتهُ، وبفضْلك سترْتهُ، وانْ تُوفّر حظّي منْ كُلّ خيْر انْزلْتهُ اوْ احْسان فضّلْتهُ اوْ برٍّ نشرْتهُ تنْشُرُهُ اوْ رزْق تبْسُطُهُ اوْ ذنْب تغْفرُهُ اوْ خطأ تسْتُرُهُ، يا ربّ يا ربّ يا ربّ يا الهي وسيّدي وموْلاي ومالك رقّى، يا منْ بيده ناصيتى يا عليماً بضُرّي ومسْكنتى، يا خبيراً بفقْرى وفاقتى يا ربّ يا ربّ يا ربّ أسْألُك بحقّك وقُدْسك واعْظم صفاتك واسْمائك انْ تجْعل اوْقاتي في اللّيْل والنّهار بذكْرك معْمُورةً، وبخدْمتك موْصُولةً، واعْمالى عنْدك مقْبُولةً حتّى تكُون اعْمالي واوْرادي كُلُّها ورْداً واحداً وحالى فى خدْمتك سرْمداً.
يا سيّدي يا منْ عليْه مُعوّلي يا منْ اليْه شكوْتُ احْوالي يا ربّ يا ربّ يا ربّ، قوّ على خدْمتك جوارحى واشْدُدْ على الْعزيمة جوانحي وهبْ لي الْجدّ في خشْيتك، والدّوام في الاْتّصال بخدْمتك، حتّى اسْرح اليْك في ميادين السّابقين واُسْرع اليْك في الْمُبادرين واشْتاق الى قُرْبك في الْمُشْتاقين وادْنُو منْك دُنُوّ الُْمخْلصين، واخافك مخافة الْمُوقنين، واجْتمع فى جوارك مع الْمُؤْمنين، اللّهُمّ ومنْ ارادني بسُوء فاردْهُ ومنْ كادني فكدْهُ، واجْعلْني منْ احْسن عبيدك نصيباً عنْدك، واقْربهمْ منْزلةً منْك، واخصّهمْ زُلْفةً لديْك، فانّهُ لا يُنالُ ذلك إلاّ بفضْلك، وجُدْ لي بجُودك واعْطفْ عليّ بمجْدك واحْفظْني برحْمتك، واجْعلْ لسانى بذكْرك لهجاً وقلْبي بحُبّك مُتيّماً ومُنّ عليّ بحُسْن اجابتك، واقلْني عثْرتي واغْفرْ زلّتي، فانّك قضيْت على عبادك بعبادتك، وامرْتهُمْ بدُعائك، وضمنْت لهُمُ الاْجابة، فاليْك يا ربّ نصبْتُ وجْهي واليْك يا ربّ مددْتُ يدي، فبعزّتك اسْتجبْ لي دُعائي وبلّغْني مُناي ولا تقْطعْ منْ فضْلك رجائي، واكْفني شرّ الْجنّ والاْنْس منْ اعْدائي، يا سريع الرّضا اغْفرْ لمنْ لا يمْلكُ إلاّ الدُّعاء فانّك فعّالٌ لما تشاءُ، يا من اسْمُهُ دواءٌ وذكْرُهُ شفاءٌ وطاعتُهُ غنىً، ارْحمْ منْ رأْسُ ماله الرّجاءُ وسلاحُهُ الْبُكاءُ، يا سابـغ النّعم، يا دافع النّقم، يا نُور الْمُسْتوْحشين في الظُّلم، يا عالماً لا يُعلّمُ، صلّ على مُحمّد وآل مُحمّد وافْعلْ بي ما انْت اهْلُهُ وصلّى اللهُ على رسُوله والاْئمّة الْميامين منْ آله وسلّم تسْليماً كثيراً .
* المروي عن الإمام علي عليه السّلام