الجمعة , ديسمبر 13 2024

دعا لمواجهة التفجيرات الإرهابية من خلال وقوف اللبنانيين جميعاً مع الدولة – العلاّمة السيد علي الأمين لـ السياسة الكويتية : إنسحاب حزب الله من سورية يخفف من الإحتقانات الطائفية في المنطقة، ويجنّبه المزيد من الخسران!

-المطلوب من ولاة الأمر التحرك لمنع اشتعال الفتنة بين المسلمين بالعمل على دعم قوى الإعتدال .

– مطالبة المجتمع الدولي بوقف إلزامي لإطلاق النار في سورية.

 

بيروت-صبحي الدبيسي – 8-3-2014

رأى العلامة السيد علي الأمين أن التفجيرات الإرهابية التي حصلت في مناطق لبنانية هي من ارتدادات الأحداث السورية وامتداداتها بسبب مشاركة أطراف لبنانية فيها, مشيراً إلى أن مواجهتها تكون من خلال وقوف جميع اللبنانيين وراء قيام الدولة وبسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية.
الأمين, وفي حوار أجرته معه “السياسة”, اعتبر أن رفض “حزب الله” الدعوات لانسحابه من سورية, مرده إلى ارتباطه بالتحالف القائم بين إيران وسورية, وقال: “قد تنسى المعارضة السورية والشعب السوري مآسي النظام إذا وقعت المصالحة
 بينهما، ولكن مشاركة “حزب الله” ستبقى في الذاكرة.

وشدد على أن التركيز على معركة القلمون قد يكون مرتبطاً بالدفاع عن دمشق, لكن ليس له علاقة بالدفاع عن القرى الشيعية في بعلبك الهرمل, والدفاع عن المناطق اللبنانية من مسؤولية الدولة, مشيراً إلى أن تراجع “حزب الله” عن شروطه لتشكيل الحكومة, نابع من بحثه عن شريك يستفيد من مغانمه ويحمله تداعيات الأحداث في سورية وانتقالها إلى لبنان. ولفت إلى أنه من الصعب عزل الاستحقاق الرئاسي عما يجري في سورية, داعياً الأطراف اللبنانية إلى الخروج من هذا الصراع, والتوافق على مرشح لرئاسة الجمهورية, وإلا فنحن ذاهبون إلى الفراغ.
العلامة الأمين وصف اتفاق الدول الست مع إيران, بأنه بداية لعودة إيران إلى الحظيرة الدولية, وأنه ما كان ليتم لولا موافقة الخامنئي, مطالباً إيران بإقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية, ولافتاً إلى أن قرار اعتزال مقتدى الصدر العمل السياسي يكشف عن وجود خلاف كبير مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وعن فشل التيار الصدري في تحقيق وعوده لجمهوره, مطالباً المجتمع الدولي بالعمل على وقف إطلاق نار إلزامي في سورية, لأن إطالة أمد النزاع سيزيد من تعقيدات الحلول.

وهذا نص الحوار:
–   ما هي قراءتكم لموجة التفجيرات الأخيرة التي تضرب في العمق اللبناني؟
·       نحن نرى أن التفجيرات التي حصلت في مناطق لبنانية متعددة هي من ارتدادات الأحداث الجارية على الأراضي السورية وامتداداتها بسبب مشاركة أطراف لبنانية فيها.
 

– من الواضح أن المناطق الشيعية في الضاحية الجنوبية وبعلبك والهرمل أصبحت هدفاً لأعمال إرهابية رداً على تدخل "حزب الله" في سورية ، ما هو الحل بنظركم؟
·       إن مواجهة هذه التفجيرات الإرهابية المدانة يكون من خلال وقوف اللبنانيين جميعاً وراء قيام الدولة اللبنانية بواجبات بسط سلطتها الوحيدة على كل الأراضي اللبنانية وضبط الحدود مع سورية ومنع دخول السلاح والمسلحين منها وإليها وبذلك تتحقق سياسة النأي بالنفس التي أعلنت عنها الحكومة اللبنانية.
 

– لماذا يرفض "حزب الله" كل الدعوات لسحب مقاتليه من سورية؟ وهل أصبح جزءاً من لعبة إقليمية ودولية؟ 

·       إن رفض "حزب الله" لدعوات انسحابه من سورية يرجع فيما نرى إلى ارتباطه بالتحالف القائم بين إيران وسورية ، وما كان حزب الله ليتدخل في القتال على الأراضي السورية بمعزل عن هذا التحالف.

 
– هل يسعى "حزب الله" لانتزاع اعتراف دولي بحجمه العسكري من خلال مساندته للنظام السوري وهل تخشون أن تتم التسوية على حسابه؟
·       لا نعتقد أن حزب الله يسعى لانتزاع اعتراف دولي بحجمه من خلال تدخله العسكري إلى جانب النظام السوري لأن تدخله هناك جعله يخسر الكثير من التأييد الشعبي له داخل سورية وخارجها ، ولا قيمة لأي اعتراف دولي بحجمه العسكري من خلال  استمرار مشاركته في القتال هناك الذي لا يحصد منه سوى المزيد من الخسائر وإذا تمت التسوية بين النظام والمعارضة فسيكون حزب الله أكبر الخاسرين لأن الشعب السوري قد ينسى مآسيه مع النظام ولكنه سوف يحَّمل حزب الله تلك المآسي والخسائر وسوف يبقى ذلك في ذاكرة الشعب السوري وهذه هي الخسارة الكبرى لحزب الله.
 

– لماذا التركيز على معركة القلمون وهل يستطيع النظام السوري و"حزب الله" دفع الأخطار عن القرى والبلدات الشيعية في بعلبك – الهرمل؟
·       قد يكون التركيز على معركة القلمون مرتبطاً بالدفاع عن دمشق وبتواجد الكثير من المجموعات المسلحة في تلك المناطق الخارجة عن سيطرة النظام ، ولا نرى لها علاقة بالدفاع عن القرى والبلدات الشيعية في بعلبك-الهرمل .ونحن نرى أن الدفاع عن منطقة بعلبك والهرمل وسائر المناطق اللبنانية هو مسؤولية الدولة اللبنانية وحدها.
 

– ما هي أسباب تراجع حدة الخطاب السياسي لدى"حزب الله" ولماذا تراجع عن حكومة(6-9-9) وقبل بحكومة(8-8-8)؟
·       لقد جرب حزب الله وحلفاؤه حكومة اللون الواحد في عهد حكومة ميقاتي السابقة وقد فشلت تلك الحكومة في ملفات الأمن والسياسة والإقتصاد وقد تفاقمت في عهدها الأزمات المعيشية ، وبدأت الأصوات ترتفع وتحملهم المسؤولية عن الفشل الحاصل وهذا ما لا يريده حزب الله ، لأن حزب الله اعتاد في الحكومات السابقة على وجود شريك له في الحكم من فريق 14 آذار يأخذ منه المغانم ويحمِّله المسؤولية عن الأزمات القائمة كما كان يحصل في الحكومات السابقة،ولذلك تراجع حزب الله عن شروطه السابقة في تشكيل الحكومة الحالية ، وقد يكون من الأسباب أيضاً بحثه عن شريك يحمِله تداعيات الأحداث السورية وانتقالها إلى لبنان حتَى لا يكون هو الوحيد الذي يتحملها ، وهو بذلك قد يكون بصدد البحث عن باب للخروج من الأزمة السورية.
 

– بعد تشكيل الحكومة ،هل يمكن مقاربة الاستحقاق الرئاسي بالأطر الدستورية،أم أن الأمور ذاهبة إلى الفراغ ؟
·       من الصعب جداً عزل الإستحقاق الرئاسي عن الصراع الدائر على الأراضي السورية ، ولذلك سيكون الإستحقاق مرتبطاً بمدى اتفاق الأطراف اللبنانية على الخروج من دائرة الصراع السوري والتوافق على مرشح لرئاسة الجمهورية، وإذا لم يحصل ذلك فنحن ذاهبون إلى الفراغ الذي يزيد الأمور تعقيداً ويفتح البلاد على المجهول!
 

–  بعد تقارب إيران مع الغرب،أي دور لإيران في المنطقة؟
·        نرى في الإتفاق بين الدول الستِ وإيران بداية لعودة إيران إلى الحظيرة الدولية،وهذا سوف ينعكس إيجاباً على العلاقات العربية الإيرانية والإتفاق المذكور يشير إلى بداية تغيير في السياسة الإيرانية التي كانت معتمدة في علاقاتها مع المجتمع الدولي وسوف ينعكس ذلك إيجاباً على دورها في المنطقة وعلى علاقاتها مع جيرانها من الدول العربية.
 

– ما  الفرق بين إيران  حسن روحاني وإيران أحمدي نجاد ومن يحدد علاقة إيران بالخارج؟
·       إن الإتفاق المذكور بين الدول الغربية وإيران ما كان  ليحصل لولا موافقة رأس النظام المتمثل بالمرشد الأعلى السيد الخامنئي ، ومن يصنع السياسة الخارجية في إيران ويحدد علاقاتها بالخارج ليس هو رئيس الجمهورية ولا الفريق العامل معه بسبب طبيعة النظام الذي يرسم سياسته الولي الفقيه والدوائر التابعة له .
 

– الصراع العربي- الإيراني إلى انحسار، أم إلى مزيد من التوتر؟
·       ثمة مؤشرات إيجابية من خلال الإتفاق الذي حصل بين إيران والدول الغربية، والمطلوب أن تبادر إيران من خلال موقعها الكبير والمؤثر في المنطقة إلى إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية التي ينبغي أن تقوم على مبادىء الأخوة وحسن الجوار والإحترام المتبادل وبذلك نبعد عن منطقتنا الإحتقانات الطائفية والقومية التي لا يستفيد منها سوى أعداء أمتنا من السّاعين إلى إضعافها وتفكيك صفوفها.
 

– هل أصبح فتيل الفتنة السنية-الشيعية قابلاً للاشتعال، أم أن الأمور مسيطر عليها؟
·       المطلوب من ولاة الأمر في الدول العربية والإسلامية القيام بكلِّ ما يلزم لمنع الفتنة وإبعادها عن المسلمين، وهم يمتلكون كل الأسباب لتظهير خطاب الإعتدال وإبعاد خطاب التطرُّف والتقليل من آثاره السَّلبية على الرأي العام.
 

– ما رأيكم باعتزال السيد مقتدى الصدر عن التعاطي في السياسة احتجاجاً على موقف المالكي؟
·        قرار اعتزال السيد مقتدى الصدر للعمل السياسي يكشف عن وجود خلاف كبير مع المالكي، وهو ناشيء -فيما نرى- بسبب فشل التيار الصدري في تحقيق وعوده لجمهوره  من خلال مشاركته في العملية السياسية منذ بدايتها في العراق وصولاً إلى حكومة المالكي الحالية التي يشارك فيها التيار الصدري بوزارات عديدة ، وهو يمتلك كتلة برلمانية كبيرة في المجلس النيابي كانت قد منحت أصواتها لحكومة المالكي الحالية، وكأن زعيم التيار الصدري بقراره الإعتزال يريد تحميل الفشل المتراكم في إدارة السلطة العراقية للملفّات المعيشية والأمنية والسياسية إلى فريق المالكي وحده مع أنه كان شريكاً له في الحكومات السابقة أيضاً.
 

–  بعد فشل "جنيف 2"،كيف يمكن حل الأزمة السورية برأيكم ؟
·       لقد ظهر من الأحداث الجارية على الأراضي السورية منذ ثلاث سنوات أن الحلول العسكرية بعيدة المنال وهي في كل الأحوال تزيد من معاناة الشعب السوري ومآسيه  وتعرِّض البلاد إلى أخطار التّمزق والتَّقسيم ، ولذلك يجب التوجٌّه إلى الحلول السياسية وهو ما يجب أن يقتنع به النظام والمعارضة، وإنَّ إطالة أمد النزاع سيزيد من تعقيدات الحلول ، وإذا لم يقتنع الطرفان بضرورة الوصول إلى الحلِّ الذي يوقف شلاَّل الدماء ، فإنَ على المجتمع الدولي أن يعمل على وقف إلزامي لإطلاق النار بإشراف الأمم المٌتحدة يمهد لانتخابات حرة يعبر فيها الشعب السوري عن رأيه في قيادة البلاد بعد الإفراج عن كلِّ المعتقلين وعودة النازحين.

 

 

شارك المعرفة وانشر