دفاع حزب الله عن حليفه أوقعه في ازدواجية المعايير..والأكثر استغراباً تدخل المجلس الشيعي بأخبار ويكيليكس لكي يعطيها الطعم الطائفي
السيد الأمين: الربيع العربي سيؤسس لمرحلة من الإنعتاق… وللبنان النصيب الأكبر من التغيير بالاتجاه الإيجابي في المنطقة
الاثنين 12 أيلول 2011
خاص – لبنان الآن
شدد العلامة السيد علي الأمين على كون المحكمة الخاصة بلبنان ومنذ لحظة إقرارها في مجلس الأمن الدولي أصبحت خارج إرادة المسؤولين اللبنانيين إقراراً أو إلغاءً، لافتًا من هذا المنطلق إلى أنّ البحث بين اللبنانيين يجب أن يكون في كيفية التلقي لمفاعيل المحكمة والتخفيف من آثارها الداخلية وبالشكل الذي لا يجعل من لبنان دولة خارجة عن إلتزامات القانون الدولي.
السيد الأمين، وفي حديث لموقع NOW Lebanon أعرب عن اعتقاده بأنّ الأوضاع اللبنانية ستستمر تراوح مكانها بانتظار ما سيحدث في المنطقة من متغيرات، مشيرًا على المستوى الداخلي إلى أنّ الأمور لا تبدو متجهة إلى الأحسن في المدى المنظور بفعل الشلل المسيطر على الدولة وانعكاسه على مؤسساتها وأجهزتها في ظل ما نراه من تجاذبات وتصعيد كلامي حاد ينمّ عن ابتعاد المسؤولين عن السلوك السياسي الذي يسعى إلى جمع الأطراف وتحاورها الجاد حول مصير البلاد وحاجات العباد، ولفت السيد الأمين في هذا السياق إلى أنّ الحملة التي شنها الرئيس نبيه بري على صحيفة المستقبل لنشرها وثائق ويكيليكس قد فاجأت المراقبين وأوساطاً شعبية واسعة، إذ كان بإمكانه أن يكتفي بالنفي من دون التعرض إلى الوسائل الإعلامية الناقلة للخبر على قاعدة أنّ ناقل الكفر ليس بكافر، كما حصل سابقًا في وسائل إعلام أخرى نقلت أخباراً واردة في وثائق ويكيليكس عن غير الرئيس بري وهو كان قد صدّقها مع حلفائه على الرغم من نفيها من قبل أشخاص معنيين بها.
وتعليقًا على ما جاء في وثائق ويكيليكيس من اتهام الرئيس بري حزب الله بأنه أدار سلاحه إلى الداخل، قال السيد الأمين: من منطلق رؤيتي الشخصية للأحداث ومتابعتها، يمكنني أن أنفي حصول بعض ما جاء في ويكيليكس عن الرّئيس برّي لأن الرئيس بري هو آخر من يحق له اتهام غيره باستخدام السلاح في الداخل اللبناني إلا إذا كان ذلك على قاعدة << رمتني بدائها وانْسلَت>>، وكذلك أبدى السيد الأمين استغرابه موقف حزب الله حيال ما نشر في وثائق ويكيليكس عن بري لأنّ الحزب كان بمقدوره التزام الصمت حيال هذه المسألة دون الدخول في جبهة الدفاع عن حليفه بشكل أوقعه في ازدواجية المعايير.
وفي الإطار نفسه، شدد السيد الأمين على أنّ الأكثر استغراباً في هذه المسألة، كان تدخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في أخبار ويكيليكس ودفاعه عن الرئيس بري ليعطي بذلك الطعم الطائفي لهذه الأخبار وناقليها، بالشكل الذي يعيدنا إلى حدة الإحتقان الطائفي والمذهبي من مؤسسة روحية يفترض فيها أن تكون في الموقع الوطني البعيد عن الحساسيات الطائفية والمذهبية، ويفترض فيها ألا تجعل من المؤسسة الروحية منبراً للدفاع عن شخص تتبع آراءه خصوصاً في قضايا ليست من اختصاصها، واستطرد السيد الأمين هنا قائلاً: لكن من ذا الذي يحاسب مؤسسة في دولة هي نفسها تعجز عن تطبيق القوانين فيها وعليها لإعتبارات طائفية وغير طائفية؟ وماذا عسانا أن نقول للإمام موسى الصدر عن ورثته؟.. رحمه الله في تربته أو ردّه علينا من غربته.
وفي معرض إبداء قراءته للأحداث الجارية في المنطقة العربية، أكد السيد الأمين أنّ الربيع العربي لا يزال يبحر في سفينته باحثاً عن التغَيير في مكان، وعن الإستقرار في مكان آخر، وهو يواجه في طريقه الكثير من الأمواج المضطربة والمتصاعدة بفعل تعنت الحُكام وتمسكهم بمواقعهم أحياناً، وسوء التدبير والإدارة أحياناً أخرى، ولكن على الرغم من ذلك فإن الأمل باقٍ لدى أصحاب الربيع بالوصول إلى شاطئ الأمان كما هو ظاهر من خلال عزمهم وإصرارهم على السير قدماَ إلى الأمام، ومن خلال التضحيات التي يقدمونها في سبيل تحقيق مطالبهم، معربًا على هذا الأساس عن ثقته بأنّ المرحلة المقبلة ستكون أكثر إشراقاً وستحمل في طياتها الكثير من المتغيرات لصالح الشعوب في المنطقة والعالم، لأن الحريات التي يطالبون بها هي عامة لا تقبل التجزئة، إن على الصعيد الداخلي أو على مستوى العلاقات الخارجية.
وردًا على سؤال، أجاب السيد الأمين: نحن نرى أنّ الربيع العربي سيؤسس إلى مرحلةٍ من الإنعتاق، والرفض للأنظمة الأحادية التي جثمت على صدور شعوبها لفترة طويلة، ستنتهي بأن تعمد بعض الأنظمة القائمة إلى تغيير أسلوبها وأدائها، أو بإحداثٍ أنظمة جديدة تقوم على احترام الحقوق الإنسانية والحريات السياسية والدينية والعدالة الإجتماعية، مشددًا في هذا المجال على أنه لم يعد مقبولاً بنظر هذه الشعوب أن يعيش الحكام في بروجهم العاجية وقصورهم الفارهة بمعزلٍ عن معاناة الشعب وآماله وطموحاته، متمسكين بشعاراتٍ طنانة لا تُغني ولا تُسمن من جوع.
وإذ أكد أنّ ما يجري في سوريا وما سيحصل فيها سيكون له التأثير الكبير على المنطقة وشعوبها وأنظمتها بسبب الوضع الجغرافي والسياسي والديموغرافي الموجود في سوريا، لفت السيد الأمين إلى أنّه سيكون للبنان النصيب الأكبر من التغيير بالإتجاه الإيجابي في المنطقة، سواءً باتجاه تحسين العيش المشترك وترسيخه، أو باتجاه نظام سياسي بعيد عن الطائفية والإستبداد، مشيرًا في هذا السياق إلى اعتبار لبنان سابقًا لتلك الدول في تجربته الديمقراطية وفي الحريات السياسية والدينية، حتى ولو كانت دون المستوى المطلوب، وختم السيد الأمين في هذا المجال قائلاً: نحن نعتقد أنّ الربيع العربي تجاوز في سقف مطالبه وتضحياته ما حصل في التجربة اللبنانية في 14 آذار التي توقف اندفاعها، إن لم نقل بأنها تراجعت إلى الوراء بفعل الكثير من قياداتها التي لم تكن بمستوى طموحات وشجاعة قواعدها الشعبية.
* المصدر :
http://www.nowlebanon.com/arabic/NewsArticleDetails.aspx?ID=311145&MID=107&PID=46