قال فيصل بن معمر الأمين العام مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار أن من أهم الأسباب التي تقف خلف الإرهاب والتطرف هي تصور احتكار الحقيقة الواحدة، وهو ما يؤسس للانحراف عن الحق والتضليل والتأسيس لأعمال العنف والقتال واهدار الدم.
والسبب الثاني هو مواجهة تلك الجماعات بالعنف أو التدخلات العسكرية دون مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة من خلال النقاش والحوار مع المتطرفين لكسر زيفهم وتأويلاتهم الخاطئة، لان الحوار يصاحبه عمق معرفي يبين الواقع والحقيقة.
وطالب المعمر باللجوء للمعايير المعرفية للوقف امام تيارات التطرف، ومن تلك المعايير الوعي الموضوعي للعديد من المفاهيم مثل الولاء والبراء والخلافة والتكفير والجهاد، فكل تلك المفاهيم يفسرها الإرهابيين بشكل مغلوط، وهو ما يجب أن يختص بتفسيره العلماء وحدهم دون غيرهم.
فالخلافة مثلا كانت شكل مثالي ومناسب بعد العهد النبوي، لكن العصر الحديث بمجتمعاته المختلفة وتراكيبه المعقدة، باتت من الصعب عليها التعامل في ظل هذا النظام.
وأكد المعمر أن العديد من الجماعات المتطرفة ذهبت مع الزمن والتاريخ، أما منهج عامة المسلمين المتوارث فهو الباقي والمستمر منذ آلاف الاسلام.
وشدد المعمر على أن الإسلام يلزمنا الى التعايش مع اصحاب الاديان الأخرى، فالمشترك بين الجانبين يكفي للتعايش الاجتماعي بينهم.
ولفت المعمر إلى مبادرة مركز حوار الملك عبدالله بن العزيز العالمي للحوار بين اتباع الاديان والثقافات، والذي تم تأسيسه مع السعودية والنمسا واسبانيا والفاتيكان كعضو مراقب.
وطالب بالحوار بين القيادات الدينية والسياسية وإنجاز مشروع السلام العالمي، والالتزام بالمبادئ العالمية في الحوار بين الأديان الأخرى.
المصدر: موقع بوابة الأزهر الالكترونية – نشرة لتعارفوا الصادرة عن مؤسسة العلامة السيد علي الأمين للتعارف والحوار
الوسومالسيد علي الأمين النشرة