أتت التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي على مقالي يوم الاثنين الماضي تحت عنوان: "إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن مانبيعة"، بشكل يؤكد ما ذهبت إليه في آخر المقال بأن هناك طائفية لدى الكثير من أبناء الوطن، والمحزن في الأمر أن كثيرا من تلك الآراء اعتمدت على الترديد كالببغاوات لما يذكره المتشددون من المناهضين للشيعة الذين يعارضونهم فيما نعتقد أنه المعتقد، بينما هو كما أراه معارض للمواقف السياسية والتاريخية.
ورغم أن هناك الكثير من الدعاة السنة، ممن يعملون على التقريب بين الطائفتين، ونسمع عنهم بين الحين والآخر في وسائل الإعلام، إلا أننا دائما نعتقد أن بعض الصور النمطية عن الشيعة هي ثوابت وأسس في معتقدهم، وهو ما تبين لي أنه ليس كذلك بالضرورة، فبالرجوع لرأي بعض علماء الشيعة ذاتهم خرجت بقناعة أن منهم من يرى أن تلك الثوابت المغلوطة أنها ليست من الإسلام القويم.
سأنقل لكم بعض أقوال العلامة السيد علي الأمين، وهو من علماء الشيعة المعروفين، لنقرر بعدها ما إذا كان ما يقوله يختلف كثيرا عن رأي أكثر علماء السنة اعتدالا، فنجده يقول في كتابه: "السنة والشيعة أمة واحدة.. إسلام واحد واجتهادات متعددة"، وهي دراسة فقهية وكلامية في مسألة الخلافة والإمامة، تسقط أسباب الخلاف، وتثبت حق الاختلاف وأنه "لم يكن للصحابة والخلفاء الراشدين ـ رضي الله عنهم ـ من مذهب سوى الإسلام، لم يكن الإمام علي بن أبي طالب شيعيا جعفريا، ولم يكن الخليفة أبوبكر سنيا مالكيا، ولا عمر بن الخطاب شافعيا، ولا عثمان بن عفان حنفيا، أو حنبليا، لقد كان الإسلام مذهبهم جميعا ودون أي قيد آخر".
أما في المسألة الأكثر حساسية لدى السنة، وهي التعرض للصحابة رضي الله عنهم جميعا فقال: "يجب مواجهتها ذلك بالتّعليم الدّيني الذي يتحمّل مسؤوليته العلماء ومراجع الدّين بأن يصدروا الفتاوى التي تحرّم التعرّض للرّموز الإسلاميّة من أمّهات المؤمنين وصحابة رسول الله عليه الصلاة و السلام، وقد استنكرنا في وسائل الإعلام ما قام به بعضهم من التّطاول على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها".
أخير أسأل: أما زال رأي البعض على حاله، أم سيردد بعض الببغاوات: إنها تقية؟!