سمات المؤمنين وأعمالهم ورضوان الله سبحانه
ما هي سمات المؤمنين التي كانوا عليها واعمالهم حتى استحقوا الشهادة من الله سبحانه بالرضوان؟
بركات – اليمن : طابت أوقاتكم بكل خير
أتقدم بسؤال لسيدي الكريم سماحة السيد علي الأمين أرجوالإجابة متى لاحت لكم الفرصة
– السؤال
من شهدالله لهم بالمؤمنين حقا ماهي الصفات والسمات التي كانوا عليها وماهي أعمالهم التي
قدموها حتى استحقوا هذه الشهادة والإرتقاء
ونالوا رضوان الله أفيضوا علينا مماعلمكم الله
-جواب
قال الله تعالى في سورة الأنفال(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون(2)الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون(3)أولئك هم المؤمنون حقّاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم(4)
هذه الآيات المباركات أعطت الأوصاف التي يكون عليها المؤمنون حقّاً، وهم الذين حوّلوا إيمانهم المستقر في قلوبهم والظاهر على ألسنتهم إلى سلوك عملي يترجم الإيمان بالقلب واللسان،فهم الذين يخشون الله بالغيب في أنفسهم، فهم بأوامره يعملون،ويخشونه في عباده وبلاده فلا يظلمون،وهم على ربهم يتوكلون، وللصلاة يقيمون،ومن رزقه على المحتاجين ينفقون،ويزدادون بالإستماع إلى آياته قرباً من الله وتوطيناً لأنفسهم على طاعته ورسوخاً في اعتقادهم به،وقد ورد في الحديث أن (الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل).
وهذه الصفات يحصل عليها الإنسان بمجاهدة نفسه،وبتوفيق من الله وتسديد منه،كما جاء في قوله تعالى(والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
وقد منَّ الله بهذه الصفات على المهاجرين والأنصار من الذين رضي الله عنهم وامتحنوا في إيمانهم وثبتوا في مواضع العسرة،فهاجروا بإيمانهم،وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم،ومنهم الذين آووا المهاجرين واحتضنوا الرسالة ونصروا الرسول،كما جاء في قوله تعالى في أواخر سورة الأنفال(والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقّاً لهم مغفرة ورزق كريم).والله سبحانه هو الأعلم،ونسأله أن يجعل لنا حظّاً من تلك الصفات، وأن يقينا الشرور والسيّئات،إنه وليُّ ذلك والقادر على ما يشاء.