حاورته: نانسي فاخوري
لاحظ العلامة السيد علي الامين ان تبني الامين العام لـ-حزب الله- السيد حسن نصرالله وجهة نظر النظام السوري -بالكامل يدخل لبنان في خلافات يجب أن يكون بعيداً عنها-، معتبراً أن -كلامه يتنافى مع مطالبه في بداية الخطاب بالابتعاد عن الاحتقان الطائفي في المنطقة-. ورأى أن -الدولة في هذا العهد لم تصب بالعجز فقط، بل العجز أصابها بشكل واضح بعد السابع من أيار-.
وأعرب في حديث الى -المستقبل- امس، عن عدم استغرابه لما حصل في محطة الزهراني، موضحاً انه -يؤكد قولنا ان الدولة ليس لها وجود فاعل وليست ممسكة بالسلطة وهي عاجزة عن تطبيق القوانين-، وحذر من أن -سقوط القوانين في مكان هو نذير للسقوط في كل الأمكنة-، مشيراً الى ان رئيس تكتل -التغيير والاصلاح- النائب ميشال عون -سكت عن كل التجاوزات حتى وصل إلى اليوم الذي صار يكتوي بنيرانها، فرفع صوته الوزير (جبران) باسيل-.
وهنا نص الحوار:
[ كيف تقرأون خطاب الامين العام لـ -حزب الله- السيد حسن نصرالله في هذا التوقيت بالذات؟ ـ لقد كانت الصفة الغالبة على الخطاب هي الصفة التعبوية للقاعدة الشعبية الحاضرة في المناسبة العاشورائية، ويبدو أن الهدف العام من الخطاب، الذي كان بعيداً كثيراً عن معاني المناسبة وعظاتها، هو رفع الحالة المعنوية بعد الجدل الذي دار حول المحكمة الدولية في الأشهر الماضية ورفض -حزب الله- المتكرر لتمويلها والنتيجة التي وصلت إليها بعد قرار التمويل، مما شكل في نظر تلك القاعدة تراجعاً لـ -حزب الله- الذي كان قد عوّد قاعدته على عدم التراجع عن الشعارات. لذلك ارتفعت حدة الخطاب باتجاه إظهار عناصر القوة من جديد والتي تتجاوز معالجة الوضع الداخلي إلى توجيه الأنظار إلى الأخطار الخارجية ومواجهتها، وهو ما يعبّر عنه في الأدبيات الدينية بترك الجهاد الأكبر في بناء الدولة والإهتمام بشؤون المجتمع إلى الجهاد الأصغر وهو التعبئة المسلحة التي يريد -حزب الله- أن يتحمل تبعاتها وحده مع أنها من واجبات الدولة المسؤولة عن حماية البلاد. ولاحظنا في الخطاب أن -حزب الله- لا يزال يعتبر أن القوة الخاصة بحزب أو طائفة هي التي تحفظ لبنان، وهذا ما نختلف معه في الرأي عليه، لأن هذه القوة تحتاج إلى من يحميها ولكيلا تبقى وحيدة في مواجهة الأخطار التي تتجاوز قدراتها، وليس من قوة تحميها وتحمي لبنان وشعبه بكل فئاته سوى الدولة اللبنانية الواحدة التي تستمد قوتها من شعبها ومؤسساتها وأجهزتها خصوصاً وأن هذه القوى موجودة في هرم السلطة.
[ ما هي الرسائل التي أراد نصرالله ان يوجهها من خلال خطابه؟ والى من؟ والى اي مدى تخدم البلد؟ ـ من الملاحظ في الخطاب أن السيد نصرالله بحديثه عما يجري في سوريا وتعريضه ببعض أطراف المعارضة وتبنيه وجهة نظر النظام بالكامل يدخل لبنان في خلافات يجب أن يكون بعيداً عنها، وكلامه يتنافى مع مطالبه في بداية الخطاب بالإبتعاد عن الاحتقان الطائفي في المنطقة.
[ هل برأيكم ما حصل في محطة الزهراني قرار فردي؟ ومن هم هؤلاء الذين قطعوا الكهرباء؟ ـ نحن من الذين لم يفاجئهم ما حصل في محطة الزهراني الكهربائية، وهو يؤكد قولنا ان الدولة ليس لها وجود فاعل وليست ممسكة بالسلطة وعاجزة عن تطبيق القوانين. فهل نسي الناس ما جرى في العام الماضي في منطقة الزهراني وصور من حماية المخالفات على يد قوى الأمر الواقع؟ وهل نسي المسؤولون اليوم وبالأمس أن الدولة في نظر قوى الأمر الواقع المسيطرة والمهيمنة هي موجودة لتعزيز سيطرة تلك القوى وتغطية أفعالها كما حصل في السابع من أيار في بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية على مرأى ومسمع من الأجهزة وقياداتها الموجودة في أعلى مراتب السلطة؟. وعلى سبيل المثال، نذكر بما حصل لنا من اجتياح دار الافتاء الجعفري في صور بقوة السلاح، وهو لا يزال حتى اليوم بأيدي القوى الحزبية، ولم نتمكن من أن نسترجع كتاباً من مكتبتنا ولا غرضاً من أغراضنا الشخصية رغم الدعوى الموجودة!. إن سقوط القوانين في مكان هو نذير للسقوط في كل الأمكنة. لقد سكت الجنرال عون عن كل هذه التجاوزات حتى وصل إلى اليوم الذي صار يكتوي بنيرانها فرفع صوته الوزير باسيل. وهذا لا يعني أن الدولة في هذا العهد قد أصيبت بالعجز فحسب، بل العجز أصابها بشكل واضح بعد السابع من أيار، وجاء اتفاق الدوحة والحكومات المتعاقبة وسكتوا عن كل تلك التجاوزات وبقي السلاح الميلشيوي مهيمناً بل أعطتهم الدولة مكافآت على ما فعلوه!.
المصدر: http://www.almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=498647 |