شهيد العراق
حيِّ العراق وحيّ الشعب والقببا / وافخر بصدرٍ أضاء الأنجم الشّهُبا
حاز الرياسة في شتّى العلوم غدا / بحراً عظيماً يفوق الدرَّ والذّهبَا
يروي العطاشى إلى علمٍ ومعرفةٍ / ما جفَّ شاطئه يوماً ولا نَضَبَا
أسّستَ مدرسة أوضحت منهجها / عنها نفيتَ جمود العقل والرّيَبَا
ملكتَ ناصية التحقيق مجتهداً / في كل حقل غرست العلم والأدَبَا
—–
قد صوَّروا العلم في صمتٍ وفي دعةٍ / وقد أبيتَ له إلّا الفدا نَسَبَا
فالعلم لو لم يكن للحقّ نحملهُ / لم يبعثِ الله رُسْلاً تحملُ الكتُبَا
يا حاملاً من رسول الله دعوتهُ / كنت الأمينَ لها، أدّيتَ ما وَجَبَا
يا واهب الروح قرباناً لأمّته / مثل الحسين وهبتَ الدّينَ ما وَهَبَا
لم ترضَ للدّين أن تُمحى شريعتهُ/ من حاكمٍ لعراق الطّهر قد غَصَبَا
قد شرّد الشعب في الأقطار قاطبةً/ في كلّ ناحية من أرضها ضَرَبَا
والسّجن ما زال بالأحرار ممتلئاً / وكم تقيٍّ على الأعواد قد صُلِبَا
رمْتَ الحياة عزيزاً كابن فاطمةٍ / إذ سار يهْدمُ عرشاً للهوى رَكِبَا
ما خفت طاغيةً أبدى مخالبهُ / ذئباً على زُمَرِ الأحرار قد وَثَبَا
يا وارث السّبط في أطوار ثورتهِ /أنت الإمام الذي من كأسه شَرِبَا
قُدْتَ السّفينة في أزمان محنتها / لم تخشَ موجاً لبحرٍ هاج واضطرَبَا
أعطى لك الشعب مطواعاً قيادتهُ / يا قائداً بسوى الرّحمن ما رَغِبَا
طلّقْتَ عاجلة الدنيا وزينتها / أغْرَتْ سواك فلم يرفض لها طَلَبَا
——–
عشرون عاماً ونار اليُتْمِ تلفحنا/ فالصدر كان لنا أمّاً وكان أَبَا
عشرون عاماً وأنهارالدماء رَوَتْ /أرض العراق وحقُّ الشعب قد سُلِبَا
ما زلتَ حيّاً تنادينا ونحن على / منهاجك الحقّ حتّى نبلغَ الأرَبَا
فالشعب قام على الطغيان يرهقهُ /في ثورة صبَّ فيها النار والغضَبَا
يكوي الطغاة بها ثأراً لسيّدِهِ / والظالمون له صاروا لها حَطَبَا
يواصل الدّرب في عزمٍ وفي ثِقَةٍ / يفدي العراق ببذل النّفس مُحْتَسِبَا
إنّا سنبقى وإن طال الزمان بنا/ نهوى العراق ونهوى أهلهُ النُّجَبَا
نبقى وإن بَعُدَتْ في الأرض شقّتُنا/ نجدِّدُ العهد صدقاً نمقتُ الكَذِبَا
إن العراق هو الباقي لنا وطناً / ولو ملَكْنا جنان الأرض والسُّحُبَا
وابشرْ أبا جعفرٍ فالفجر موعدنا/ والفتح آتٍ ونصرُ الله قد قَرُبَا
________________
قصيدة العلامة السيد علي الأمين ألقيت بمناسبة الذكرى العشرين لاستشهاد الإمام السيد محمد باقر الصدر في مدينة ميشيغن-أميركا-٢٠٠٠م.