صراع المذاهب
– د. عتمان : سماحة السيد تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تشيع سني أو تسنن شيعي وتفتح له الفضائيات وليته يتكلم عن المزايا التي وجدها في المذهب الأخر، لكن يتحول الأمر لسب وتسفيه للآخر مما يزيد الكراهية أليس من الأولى بنا حمل رسالة الإسلام لمن لم تصله؟أليس من الحري بنا أن نعود لما قبل التمذهب وإلى نبع الوحي الصافي مع إحترامنا لمذاهبنا وما يبقي محل إختلاف في فهم النص نتعاذر فيه؟
– العلامة الأمين : إن التّعصّب للمذهب هو الآفة وراء هذه المظاهر التي نشهد بعضها على بعض الفضائيات التي تروّج للعودة بنا إلى العصر المظلم من صراع المذاهب، وقد ترك البعض الدعوة إلى الدين ومبادئه وقيمه وانتقل إلى الدعوة للمذهب والحزب والشخص وهم بذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعاً! مع أنهم بذلك قد خرجوا عن طريق الأئمة من السلف الصالح الذين اقتصرت دعوتهم إلى الله كما في قوله تعالى (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين). ونحن كان لنا موقف منذ سنوات عديدة رفضنا فيه ما يسمى بالدعوات المذهبية لأنها تحدث الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة وهو أمرٌ كما قلت قبل قليل لم يعتمده السلف الصالح من الأئمة والعلماء وهو من إدخال المذاهب في عالم التجاذبات السياسية، وليس له علاقة بالدين لأن الدين الإسلامي هو النهر العظيم الذي يجمع بين ضفتيه كل المذاهب التي تشكل مصدراً لثروتنا الفكرية والفقهية وكلها تعبر عن آراء واجتهادات في فهم الشريعة ومعرفة مقاصدها، وقد ورد في الحديث (لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس) والهدى أن تخرج الإنسان من ضلالته إلى الإيمان ومن الإثم والعدوان إلى البر والإحسان وليس بإخراجه من مذهب إلى مذهب.
المصدر : من كتاب العلاّمة السيد علي الأمين: ( زبدة التفكير في رفض السب و التكفير )
ص:187 – 188
الناشر : دار مدارك للنشر