في رحاب التوحيد
قصيدة للعلاّمة المجتهد السيد علي الأمين
أ- عظمة الخالق
سُبْحانَ رَبيَّ أَبْدَعَ الْأكْوَانـــَــــــا
لَمْ يَتَّـــخِذْ وَلَداً وَلَاْ أَعْوَانـــــَـــا
فَطَرَ الْخَلَائِقَ لَا تَــــرَى في خَلْقِهِ
عَبَثَاً يَعِيْبُ وَلَا تَـــرَى نُقصَانـَــــا
آثَارُ حِـــــكْمَتِهِ بَدَتْ مِنْ صُنعِهِ
بَهَرَ الْعُقُولَ وحَــــــيَّرَ الْأَذْهَانــــا
كُرسِيُّهُ وَسِعَ السَّـــــمَواتِ العُلَى
وَالْأَرْضَ فِيْهَا اسْتَخْلَفَ الْإِنْســـَانَا
رُفِعَتْ بِلَا عَمَدٍ نَرَاهَا فَوْقَـــــنَا
فِيْهَا الْكَوَاكِبُ زَيَّنَتْ دُنْيَانـــــــَــا
بِيَمِينِهِ بَسَطَ الثـَّـرى فَتـــمَدَّدَتْ
وَأَعَدَّهَا لِذَوي الْحِجَا أَوْطَانــــــَـــا
فِيْهَا النُّجُومُ السَّاهِرَاتُ بِلَيْـــلِنَا
تَرْعَى السُّهَارَ وَتَصْحَبُ الْأَظْـــعَانَـا
وَأَنَارَهَا بِالشَّمْسِ مَعْ قَمَرِ الدُّجَىْ
بِهِمَا غَدَوْنَا نَعْرِفُ الْأَزْمَانـــــــَــا
والرِّيحَ سَخَّرَهَا لِحَمْلِ سَحـَـائِبٍ
فَسَقَى بــِهَا الْمَرْعَىْ كَمَا أَسْقَانــَـــا
حَمَلَتْ لَنَا أَحْشَاؤُهَا عيْنَ الْحَـَيا
ةِ لِكُلِّ حَيٍّ قَدْ غَدَتْ شِرْيَانـــــــَـــا
أَجْرَى بِهَا الْأَنْهَارَ عَذْباً مـَـاؤُهَا
أَحْيَ الْبِلَادَ بِهِ كَمَا أَحْيَانــــــــَـــا
نِعَمٌ تَكَاثرَ جَمْعُهَا فَتَــــــفَوَّقَتْ
بـِـعَدِيْدِهَا الْإِحْصَاءَ والْإِمْكَـــــــانَا
مَعْدُوْمَةً كَانَتْ فَأَخْــــرَجَهَا إِلى
نُورِ الْوُجُودِ بِأَمرِهِ مِنْ (كــــــــانَا)
آياتُهُ شَهِدَتْ بأن هو وَاحِــــــــدٌ
سَبَقَ الزَّمَانَ وقَدَّرَ الْأَوْزَانـــــــَــا
ب- بعثة الرسُل
بَعَثَ النَّبِيِّيْنَ الْكِرَامَ بـِوَحْــــــيـِهِ
حَمَلُوْا رِسَالَاتِ الْهــُدَى تِبْيَانَا
بـِرِسَالَةِ الْمُخْتَارِ قَدْ خُتِمَتْ، بِـِهَا
زَكَّى النُّفوسَ وعَلــــــَمَّ القُرآنَا
فِيْهَــا أَوَامِرُ رَبِّهِ لِلـــــــنَّاسِ أنْ
يَتَعَارَفُوا وَيُــوَحِّدُوا الرَّحمـَانَا
وبـِشَارةٌ لِعِبادهِ إنْ أَحْسَــــــنُوا
رَبِحُوا عَلَى إِحْــسَانِهِمْ إِحـْسَانَا
جَنَّاتِ عَدْنٍ لَا يَزُولُ نَـعِيْمُـــهَا
يَلْقَوْنَ فِيهَا الْحُـــوْرَ والْوِلْـدانَا
وَنَهَى الْأَنَامَ عَنِ الـهَوَى وَتَوَعَّدَ-
الْعَاصِيْنَ نَاراً تَصْـــهَرُ الْأَبْدَانَا
ج-دعوة التوحيد
وَقَضَى بـِأَلاَّ يَعْبُدُوا مِنْ دُوْنـــِهِ
أَحَدَاً وَأَلاَّ يَتْبَــــعُوْا الشَّــيْطَانا
فَهُوَ الْعَدُوُّ لَهُمْ يُــــريْدُ ضَلاَلَهُمْ
قَدْ زَيَّنَ الْفَحْشَاءَ وَالْعِـــــصْيَانا
فَتَحَبَّبُوا لِلَّهِ يُحْبـِــــــــبْكُمْ وَلَا
تَدْعُوا سِواهُ فَتَحْصُدُوا الْخُذْلانَا
لا تَسْأَلُوا الْأَمْوَاتَ دَفْعَ بــــــَلِيَّةٍ
فَاللهُ يـَــــــــدْفَعُ وَحْدَهُ بَلْــوَانا
لا تَطْلُبُوا مِنْهُم شِفَاءَ مَـــريضِكُمْ
هُوَ رَبُّنَا يَشــْـــفي لَنَا مَرْضَانا
لَمْ يَمْلِكُوا قَبْلَ الْمَـــــنِيَّةِ رِزْقَهُمْ
فَغَدَوْا بـِهَا أَوْلَى الْوَرَى فُقْدَانَا
لا تَرْفَعُوا الشَّكْوَى إلَيْهِمْ وَارْفَعُوْ-
هَا لِلَّذي هُوَ سَامِعٌ نَجــــــْوانَا
لا تَكْشــِفُ الْأمْوَاتُ أَحْزَاناً لَكُمْ
وَاللهُ يَكـــْشِفُ وحده الْأَحْـزانَا
لا تَقْدِرُ الْمَوْتـَـى عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ
يَرْجُوْنَ رَحْمَةَ رَبِّــهِمْ رَجْوَانَا
كانُوا إذا ما مَسَّـــــهُم ضَرَرٌ أَلَمَّ
بِهِمْ دَعَوْا لِزَوَالِهِ الــــرَّحمَانَا
فَادْعُوا بِمِثـْلِ دُعَائِهِمْ لَمْ يُشْرِكُوا
بـِدُعَائِهِ بَشَرَاً ولا أَوْثـَـــــانَا
وَاسْتَغْفِرُوهُ لِذَنْبـِــكُمْ يَغْفِرْ لَكُمْ
وَتَجَنَّبُوا الطَّاغُوتَ وَالطــُّغْيانا
د-نعمة الإسلام ونداء الوحدة
وَتَذَكَّرُوْا نَعْمَاءَهُ ، صِرْتُمْ بِــهَا
بَعْدَ الْعَدَاوَةِ بَيْنَـكُمْ إخْوَانَا
نَزَلَتْ عَلَى قَلْبِ النَّبـِيِّ المُصْطَفَى
أَعْطَتْ لَهُ منْ رَبِّهِ الـبُرْهَانَا
هِيَ نِعْمَةُ الْإسلامِ بـَـــاقِيَةٌ إلى
يَومِ القِــيَامَةِ تَجْمَعُ الْأَدْيَانَا
وَلِتُفْلِحُوا اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ لا
تَتَفَرَّقُوا فَتُهَدِّمُوا الْبُنــــيَانَا
هــ – جزاء التوحيد والأركان
وَلَقدْ دَعَا لِتِجَارَةٍ تُجَّـــــــارُهَا
نَالوُا عَليْـــهَا الْعَـــفْوَ والْغُفْرانَا
فَتَسَابَقُوا لِلصَّــــالِحَاتِ وَلِلتُّقَى
وتَـزَوَّدُوا التَّــــــوْحِيدَ والْأَرْكَانَا
وَاسْتَثـْمِرُوا فِيْــهَا بَقَايَا عُمْرِكُمْ
إنَّ الْمَنَايَا تَغْــــــــدُرُ الْأَقْـــرَانَا
وَغَدَاً تَرَوْنَ فَسَوفَ يَرْبَحُ بَيْعُكُمْ
فَالْمُشْتَري لَا يَبْخَسُ الْأَثـْـــمَانَا
وَاسْتَبْشِرُوا فَاللهُ يَصْـــدُقُ وَعْدَهُ
يُعْطِي الْمَزِيْدَ وَيَمْنَحُ الْرِّضْـــوَانَا